الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ما زلنا في حرب مع الإرهاب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أرادوا أن تعود سيناريوهات الفوضى أرادوا عودة مشاهد القتل والدمار والقنابل والغاز، أرادوا عودة الرعب إلى قلب كل أم وأب ينزل أبناؤهما إلى الشارع ذاهبين إلى مدارسهم أو جامعاتهم، أرادوا أن تتوقف الحياة في شرايين كل قرية وكل مدينة؛ كى تتحول إلى مدن للأشباح، أرادوا خطف الضحكات التى ارتسمت بعد عناء وجهد ومشقة على وجه مصر؛ لتحل محلها دمعة كبيرة تختزل حزن العالم، أرادوا أن تنحنى أو تنكفئ؛ لتتكالب عليها قوى الشر التى نعرفها، والتى لا نعرفها ولا يعرفها غير الله، مختبئة خلف أقنعة الوفاء وهم في الحقيقة كلاب صيد لا تعرف سوى من رباها وأطعمها؛ ليطاردوا له من يريد افتراسه دونما نظرة إلى ضريبة الدم وبراءة الضحايا، أرادوا الوقيعة بين الشعب وجيشه وشرطته بزراعة جذور الوقيعة والفتنة في تربة مهدتها قنوات الأعداء ومنصات التواصل الاجتماعي المختلفة التى يكتب فيها من يشاء ما يشاء دون أن يكون لدينا فرصة للتحقق من حقيقة ما يتم نشره؛ ليثيروا البلبلة واللغط والحيرة أو الغضب في منشورات سريعة تتداولها ميليشيات ثم يتم الحذف بسرعة أو حجب المحتوى واختفائه كما تختفى الثعابين بين الأنقاض بعد بث سمومها، ماذا تعرفون عن الثورات غير ما رأيتموه بأعينكم وشاهدتموه على شاشاتكم وعايشتموه في الشوارع؟ وماذا تحسن في شكل الحياة أثناء مسيرة الإصلاح؟ سيقول المحرضون تعبنا وسنقول لهم تعبنا جميعًا وعلى جميع المستويات وتغير شكل حياتنا وحياتكم بدرجات مختلفة، ولكن بناء الوطن يستحق ذلك، إن كنا وطنيين فعلًا وبصدق فلنقاوم إن كنت غاضبًا ووطنيًا ينبغى أن تقاوم بما لا يضر بالوطن ويقوض أركانه.
لقد قرأت الكثير من المنشورات على فيسبوك ثم اختفت رأيت المنتظرين للثورة واستعداداتهم لها قرأت سجالًا بين فريقين، تنابذا بين منشورين مشاجرة بين شخصين، رأيت تخوينًا واستعدادات متوقعة لحجم الخروج، بل تعدت أحلامهم سقف التنبؤات فرسموا سيناريوهات لما بعد سقوط النظام، لن أقول هنا وأردد الجملة الساخرة التى يتهكمون بها على صبر الشعب ووطنيته «مش أحسن ما نبقى زى سوريا ولبنان»، لكنى سأقول ببساطة أن هناك الأعداء وهناك المحبون، الذين يريدون الخير كل الخير ولكن الطريق التى تجعلنا نتشارك طرق الكارهين تضعنا مباشرة في صفوفهم.
خرجت أعداد محدودة في بعض المحافظات، مساء الجمعة، والجمعة التى تلتها خرجت آلاف للتأييد والاحتفال بميدان الشهيد المستشار هشام بركات وعاد الرئيس من أمريكا بعدما أشاعوا سموم الشائعات التى تشبه ضمائرهم السوداء وجاء خبر استشهاد جنودنا في كمين التفاحة ببئر العبد أجراسًا مدوية تفوق الاحتفالات والاختلافات والتنابذات والمنشورات؛ لتقول للجميع أن الحقيقة التى تثبت لكم أننا ما زلنا في حرب مع الإرهاب وأن الوطنية المخضبة بالدم الذى سال أنا الفداء لأجل هذا الوطن: فانتبهوا، انتبهوا جميعًا لوقع خطواتكم على التراب.