الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

رئيس جامعة الزقازيق: إنشاء وحدة لمواجهة الفكر المتطرف بالتنسيق مع «الأعلى للجامعات».. الدكتور عثمان شعلان: الجامعة محراب للعلم.. ولا مجال للسياسة والتظاهرات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نعمل على تأسيس أول كلية إعلام رقمى لمواجهة حروب الجيل الرابع
تدريس «حقوق الإنسان» و«مكافحة الفساد» للطلاب يحميهم من «الحشو الفكرى»
أولويات تجديد الخطاب الدينى تختلف من مكان لآخر.. ولا مراكز قوى في الجامعة ونسعى لرفع كفاءة الكوادر البشرية
«ورثنا تركة ثقيلة بسبب الأساتذة التابعين للإخوان، الذين كانوا موجودين بجامعة الزقازيق، خاصة أن الشرقية تضم عددا من العائلات الإخوانية، ومنها عائلة المعزول الراحل محمد مرسى، لذا نعلم أن دورنا مختلف عن الآخرين، ويجب أن يكون أداؤنا أسرع وأكثر حسما».. بهذه الكلمات الواضحة، بدأ الدكتور عثمان شعلان، الرئيس الجديد لجامعة الزقازيق، حواره إلى «البوابة نيوز»، موضحا أن الجامعة تحت قيادته تولى اهتماما خاصا لمواجهة الفكر المتطرف، والإسهام في تسريع وتيرة تجديد الخطاب الديني، في النطاق الذى تستطيع أن تؤثر به من خلال إمكاناتها العلمية، وإلى تفاصيل الحوار.


■ كيف ترى دور الجامعات المجتمعى؟
- لا شك أن الجامعات باعتبارها مؤسسات تمتلك إمكانات علمية ضخمة، من الكوادر رفيعة المستوى، بمختلف التخصصات، عليها دور اجتماعي مهم في محيطها، لا سيما أنها ترتبط ارتباطا وثيقا بطلابها، الذين هم في الأساس شباب المجتمع، لذا فإن الجامعات يجب أن يكون لها دور فعال، فيما يتعلق بالقضايا التى تواجه المجتمع المحيط بها على أقل تقدير.
■ وما تقييمك لدور جامعة الزقازيق في هذا المجال؟
- جامعة الزقازيق من الجامعات القديمة في مصر، فهى واحدة من أقدم جامعات الجمهورية، وللأمانة فهى لم تتوقف يوما عن أداء رسالتها تجاه المجتمع، إلا أن الفترة المقبلة، تحتاج إلى المزيد من الجهد حتى تستطيع الجامعة أداء دورها المستهدف والمأمول.

■ ما أبرز ما يمكن أن ننتظره من جامعة الزقازيق تحت قيادتكم؟
- نعمل على فتح جميع الملفات، وبخاصة تلك المرتبطة بالتطوير، وتقديم المزيد من الخدمات، مثل: الانتهاء من معهد الأورام وتشغيله، وتحسين الأوضاع بمستشفى الجامعة، وتقديم عدد من الخدمات الاجتماعية للمواطنين، بغرض تعزيز دول الجامعة في خدمة المجتمع.
■ تحدثت عن أن جامعة الزقازيق ورثت تركة ثقيلة، بسبب وجود أتباع الإخوان بكثرة في الشرقية.. فماذا عن وسائل المواجهة؟
- نسعى حاليا، وبالتنسيق مع المجلس الأعلى للجامعات، لإنشاء وحدة لمواجهة التطرف الفكري، والإسهام في تسريع وتيرة تجديد الخطاب الديني، باعتبار أنه أحد الأهداف المهمة حاليا، في سبيل الوصول بالمجتمع إلى بر الأمان.


■ وما الدور الذى ستلعبه وحدة مواجهة التطرف الفكري؟
- الجميع أصبح على دراية الآن، بأن مواجهة التطرف تستدعى مقارعة الحجة بالحجة، ورد الفكر بالفكر، وهذا هو الأساس الذى ستقوم عليه أعمال وحدة مواجهة الفكر المتطرف بالجامعة، حيث ستعمل على نشر الوعي، والثقافة الدينية الصحيحة بين الطلاب، وسنتعاون مع وزارة الشباب والرياضة ووزارة الأوقاف، من أجل الخروج بأفضل نتائج، خاصة أننا نؤمن بأنه لا مجال للنجاح دون الاستفادة من خبرات الجميع، كل في مجاله، بالإضافة إلى أننا نسعى لتوسيع نشاط الوحدة، لتخاطب الجميع وليس طلاب الجامعة فقط.
■ إذن هل ننتظر من الجامعة نشاطا مكثفا في هذا المجال خارج جدرانها؟
- بالفعل هذا صحيح، فسنعمل على تنظيم ندوات ومؤتمرات، في جميع أنحاء محافظة الشرقية، يشارك فيها المتخصصون من جميع الجهات المعنية بمكافحة الفكر المتطرف، وفى مقدمتهم أساتذة الجامعة، للإسهام في تطوير المفاهيم المرتبطة بالفكر الديني، وإطلاع الناس على المفهوم الصحيح للنصوص الدينية، وإزالة اللبس في هذا الشأن.

■ تجديد الخطاب الدينى قضية تشغل بال الجميع.. فهل نتوقع دورا من جامعة الزقازيق في هذا الإطار؟
- تجديد الخطاب الدينى قضية مهمة، وترتبط ارتباطا وثيقا بمواجهة الفكر المتطرف، كما أن الخطاب الدينى تختلف أولوياته باختلاف طبيعة كل محافظة، وفى الشرقية يجب التركيز على ما يتعلق بنشر الوعى الديني، والتفسيرات الوسطية للنصوص، وبيان الكيفية التى يعتمد عليها أصحاب الفكر المتطرف، لاستغلال بعض التفسيرات المغالية للنصوص في استقطاب الشباب، وإقناعهم بتلك الأفكار التكفيرية، التى تتصادم مع صحيح الدين، ومراد الله من الخلق. وأرى هنا أن وحدة مواجهة التطرف الفكري، إذا تعاونت بشكل جاد، مع باقى الوحدات التى تمارس دورا اجتماعيا، فسنصبح أمام منظومة متكاملة، قادرة على تحسين الوضع بشكل يؤمن المجتمع ضد الإرهاب.
■ ما الذى تقصده بالوحدات الأخرى التى ستتعاون مع وحدة مكافحة الإرهاب؟
- هناك مثلا وحدة محو الأمية وتعليم الكبار، التى تلعب دورا مهما في تبصير الناس وتنوير العقول بتعليم القراءة، وهو أمر يسهل من اتصال الأفراد بالقضايا المهمة، لأنه بدون القراءة، ينعزل الشخص عن مجتمعه ويصبح من السهل استقطابه، خاصة أن وحدة محو الأمية، استطاعت بالتعاون مع الهيئة العامة لمحو الأمية وتعليم الكبار، أن تمحو أمية ٧ آلاف مواطن شرقاوي، خلال ٣ أشهر فقط، من خلال كلية التربية.
وأيضا لا يمكن إغفال دور وحدة رصد ودراسة المشكلات المجتمعية، كوحدة تعمل على خدمة المجتمع، وتنمية البيئة، وأيضا نعمل على إنشاء وحدات فرعية لها بالجامعات، وهذه كلها أنشطة تعمل على تحسين التواصل مع الطلاب، ودمجهم في أنشطة نافعة، تستهدف استقطاب انتمائهم إلى الجامعة بشكل يحميهم من الوقوع في براثن الفكر المتطرف، كما سننشئ في جامعتنا أول كلية للإعلام الرقمي، من أجل دراسة حروب الجيل الرابع، وطرق مواجهتها.
وهناك أيضا إجراءات لتدريس مقررات عن حقوق الإنسان، ومكافحة الفساد، لطلاب الفرقة الأولى في كليات الجامعة، حتى يتم تحصين الطلاب بالفكر الصحيح، فيما يتعلق بهذه الشعارات التى يتم استغلالها لحشو عقول الشباب بأفكار يعادون بها مجتمعهم.
■ المواطن الشرقاوى لديه انطباع عن أن جامعة الزقازيق بلا أى دور اجتماعي مفيد له.. فما تعليقك؟
- أعيد التأكيد أن جامعة الزقازيق، تعد واحدة من أقدم الجامعات في مصر، ومنذ اللحظة الأولى لإنشائها لعبت دورا في خدمة أبناء الشرقية، وامتد دورها إلى باقى محافظات القناة، والدلتا، لكن ربما لم يشعر المواطن بالدور المجتمعى للجامعة، في ظل أن التركيز على التعليم كان على رأس أولويات الجامعة، لكننا ندرك أن الجامعة ترتبط بشكل حقيقى مع مجتمعها، ويجب عليها أن تعمل على حل مشكلاته لا سيما بعد تحديث توجهات الدولة، ناحية مؤسساتها، والتركيز على منحها الفرصة لتقديم مبادرات لتلبية احتياجات المجتمع.
■ بمناسبة الحديث عن مبادرات تلبية احتياجات المجتمع.. هل هناك مشاركات من الجامعة في هذا الاتجاه ننتظره قريبا؟
- هذا يحدث بالفعل، حيث أسهمنا في المبادرة الرئاسية لرعاية القرى الأشد فقرا، بإجراء دراسة وافية للمشكلات في هذه القرى، والوقوف على أساس المشكلات بها، والعمل على حلها من خلال برنامج زمنى ينتهى إلى تطوير القرى والقضاء على مشكلاتها، ومن إيجابيات هذا العمل أنه تم بمشاركة جميع كليات الجامعة تقريبا، إذ عمل رجال كلية الهندسة على إجراء الرفع المساحى لشوارع قرية «تل روزن»، التابعة لمركز بلبيس، وتصميم شبكة الصرف الصحي، وكذلك تصميم محطة الرفع المطلوبة، وعلمنا أيضا على إنشاء سور لمركز شباب القرية، وإعادة تأهيل ملاعبه من خلال رجال كليات التربية الرياضية، والتربية النوعية، هذا بالإضافة إلى تعليم السيدات بعض الصناعات الغذائية، التى يمكن له إنتاجها في المنازل، وتجهيز مشغل لتعليم النساء الخياطة، وتسويق منتجاتهن.
■ وهل من مبادرات لتشغيل الشباب تعمل عليها الجامعة؟
- نشارك في المبادرة الرئاسية التى تحمل عنوان: «صنايعية مصر»، وتهدف إلى تدريب وتأهيل أصحاب المهن والحرف، من خلال برامج خاصة لإعداد الكوادر الفنية بمهن: النجارة، والسباكة، والكهرباء، والنقاشة، وميكانيكا السيارات، وغيرها الكثير من الحرف اليدوية، المفيدة للشباب، كما تعاونا مع الشركات والهيئات العاملة في مشروعات متنوعة، ليستفيدوا من هذه العمالة المدربة، واستجابت لنا بعض الشركات بالفعل.
■ تتمتع جامعة الزقازيق بإمكانات طبية عالية في مستشفاها لكن هناك شكاوى من انخفاض مستوى الخدمات وتراجع دور الجامعة في هذا القطاع بوجه عام.. فما تعليقك؟
- مستشفى الجامعة يعمل بكل طاقته لخدمة المواطنين، في ظل الإمكانات المتاحة، التى نعمل على تطويرها وتحسينها بشكل مستمر، أما فيما يتعلق بدور الجامعة الطبي، فنحن نشترك في مبادرة بعنوان: «الإبصار حق لكل مواطن»، بالتعاون مع الجامعة، وتمكنا من خلال المرحلة الأولى لهذه المبادرة أن نجرى أكثر من ٣٠٠ جراحة بقسم الرمد في المستشفى، لخدمة الفئات غير القادرة، مع توفير الأدوية اللازمة لهم أيضا، كما نطلق قوافل طبية، ليس إلى قرى الشرقية فقط، وإنما لباقى مناطق الجمهورية، وأطلقنا قافلة دائمة إلى حلايب وشلاتين، في أقصى جنوب مصر، بالإضافة إلى تسخير إمكاناتنا لتشغيل مستشفى العريش العام، بتزويده بالكوادر البشرية من أطباء في كل التخصصات وأطقم تمريض.
■ على الصعيد الداخلى في الجامعة هناك شكاوى من وجود مراكز قوى إدارية داخل الجامعة..فكيف ترى هذا الأمر؟
- لا شك أن كل عمل به سلبيات، لكننا نسعى بكل طاقتنا إلى تحديث العمل البشري، ورفع مستوى كفاءة الكوادر العاملة، بحيث يستطيع كل منهم أن يعرف دوره، ولا يسمح بالتدخل في اختصاصاته، أما ما يتعلق بمراكز القوى فلا يوجد بالجامعة مكان لهذا المصطلح على الإطلاق في عهدي.
■ ما مستقبل جامعة الزقازيق لا سيما في ظل الحديث عن إنشاء كليات ومعاهد جديدة؟
- الإمكانات المادية لا تسمح حاليا بإنشاء المزيد من الجامعات، لكن هناك جامعة «شمال الشرقية»، لخدمة أبناء شمال المحافظة باعتبارهم يمثلون نحو ثلث الطلاب، المنتمين للجامعة، وتضم كليات للآثار، وعلوم الثروة السمكية، والطب والتكنولوجيا، والتربية للطفولة المبكرة، وهذا كله سيسهم في إحداث نقلة مختلفة في التعليم بالشرقية. 
■ وما مصير جامعة الشرقية الأهلية؟
- مشروع إنشاء جامعة أهلية يسهم بشكل كبير في تحسين المستوى الجامعي، وهى وسط بين الجامعات الخاصة، والحكومية، ولا تهدف إلى الربح لأن مصروفاتها ستكون بسيطة جدا، ونستغل فيها قوة بشرية هائلة من أعضاء هيئة التدريس، وستضم كليات تتضمن تخصصات علمية متميزة، تواكب متطلبات سوق العمل، ومنها هندسة الفضاء، والقانون والسياسة والتكنولوجيا، وغيرها من التخصصات ذات الصلة بالمجتمع المحلى، وسيصل إجمالى كلفتها إلى ١.٥ مليار جنيه، بتمويل ذاتي، وتبرعات من رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني.
■ خلال حديثك أخبرتنا أن الجامعة بصدد إنشاء كلية للإعلام الرقمي.. فما التفاصيل حول هذه الكلية؟
- لدينا مشروع لإنشاء كلية للإعلام الرقمي، بهدف التجاوب مع توجه الدولة في بناء مصر الحديثة، وإنشاء تخصصات جديدة بالجامعات المصرية، لإعداد شباب قادرين على مواجهة حروب الجيل الرابع، التى ترتبط باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي وبث الشائعات.
■ على ذكر الإعلام الرقمي.. إلى أين وصلت الجامعة فيما يتعلق بالتحول الرقمى إداريًا؟
- نعمل على مواكبة التطورات السريعة، عبر توفير المقومات اللازمة للإسهام في تسريع التحول الرقمي، بغرض تقديم خدمات تعليمية متطورة، وتجديد وتطوير شبكة المعلومات والاتصالات وتوصيل الإنترنت لكل أماكن الجامعة، بما يخدم الطلاب والإداريين، وأعضاء هيئة التدريس، وللعلم فنحن أول جامعة حكومية في مصر تطبق نظام الامتحانات الموضوعية، سواء كان بالبابل شيت، أو الـmcq، وبناء على نجاح التجربة تم تعميمها، ووصلنا في جامعة الزقازيق إلى تطبيقها بنسبة ٩٨٪ من إجمالى عدد الطلاب.
■ ماذا عن الخدمات التى تقدمها الجامعة للطلاب؟
- نقدم الكثير من الخدمات للطلاب على مستوى العلاج بمستشفى الطلبة والجامعة، ونقدم لهم الدعم في المصروفات من خلال مكاتب رعاية الشباب، وصندوق التكافل، ومن خلال دعم أعضاء هيئة التدريس، وتوفير الكتب الدراسية للطلاب، كما يتم تقديم دعم اجتماعي لهم خلال المعارض التى توفر جميع احتياجات الطلاب، بأسعار رمزية، فضلا عن دعم المدينة الجامعية التى تخدم الطلاب المغتربين، وسداد المصروفات عن المتعثرين منهم، ونيسر للطلاب الأنشطة المتنوعة ثقافيا واجتماعيا وفنيا ورياضيا، وتعد جامعة الزقازيق أولى الجامعات المصرية، التى نظمت معسكرا لإعداد القادة منذ ٤ سنوات، بما يسهم في زيادة صقل شخصيات الطلاب، وإعداد أجيال قادرة على الإبداع والابتكار في مختلف المجالات.