الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

شعراء في رثاء الزعيم الراحل جمال عبد الناصر

جمال عبد الناصر
جمال عبد الناصر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في اللحظة التي رحل فيها الزعيم جمال عبد الناصر إثر أزمة قلبية، تعرض لها بعد عودته من اجتماع قمة عربية طارئة؛ لحل التوترات القائمة بين الأردن ومسلحي منظمة التحرير الفلسطينية، أدركت الجماهير العربية أنها فقدت المُخلِّص والدليل وبات الأمر مقلقا للغاية.

كان المواطنون يشعرون أنهم بالفعل فقدوا الأب وباتوا يتامى، وعن تلك اللحظة يظل السؤال عن حقيقة موته قائما في قصيدة عبد الصبور حين يقول

يتجمّعون على موائد السهر الفقير

معذبين ومطرقين

الدمع سقياهم وخبزهم التأوُّه والأنين

يلقون ـ بين الدمعتين ـ زفير أسئلة

تُخشخش مثل أوراق الخريف الذابلات

هل مات من وهب الحياة حياته

حقًّا أمات؟

وينفعل الشاعر السوري نزار قباني مع رحيل البطل العربي، مستنكرا أن يظل "ناصر" كزعيم ومصلح عربي بيننا دون أن نمارس عادتنا في إطفاء وهج ثورته وقتل طموحاته وأمانيه، وفي قصيدته يقول:

قتلناكَ..

يا جبلَ الكبرياءْ

وآخرَ قنديلِ زيتٍ..

يضيءُ لنا في ليالي الشتاءْ

وآخرَ سيفٍ من القادسية

قتلناكَ نحنُ بكلتا يدينا

وقُلنا المنيَّة

لماذا قبلتَ المجيءَ إلينا؟

فمثلُكَ كانَ كثيرًا علينا..

سقيناكَ سُمَّ العروبةِ حتى شبعتْ..

رميناكَ في نارِ عمَّانَ حتى احترقتْ

أريناكَ غدرَ العروبةِ حتى كفرتْ

لماذا ظهرتَ بأرضِ النفاقْ..

لماذا ظهرتْ؟

فنحنُ شعوبٌ من الجاهلية

ونحنُ التقلّبُ..

نحنُ التذبذبُ..

والباطنيّة..

نُبايعُ أربابنا في الصباح..

ونأكلُهم حينَ تأتي العشيّة..

ويأتي دور الشاعر الفلسطيني محمود درويش الذي يتذكر صوته الذي يضم أصواتنا جميعًا، ويتذكر شجاعته، كما يتذكر إنجازاته في بناء المصانع، وسد أسوان العالي، وفيها يقول:

نرى صوتك الآن ملء الحناجر

زوابع تلو زوابع

نرى صدرك الآن متراسَ ثائر

ولافتة للشوارع

نراك

نراك

نراك 

طويلًا كسنبلة في الصعيد

جميلًا كمصنع صهر الحديد

وحُرًّا كنافذة في قطار بعيد

ولست نبيًّا..

ولكن ظلّك أخضر

أتذكر؟

كيف جعلت ملامح وجهى

وكيف جعلت جبينى

وكيف جعلت اغترابى وموتى

أخضر

أخضر

أخضر؟

أتذكر وجهى القديم؟

لقد كان وجهى يُحنَّط في متحف إنجليزي

ويسقط في الجامع الأموي

متى يا رفيقى؟

متى يا عزيزى؟

متى نشترى صيدليةْ

بجرح الحسين.. ومجد أميةْ

ونبعث في سدِّ أسوان خُبزًا وماء

ومليون كيلو وات من الكهرباء؟