الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

مي المصري في حوارها لـ"البوابة نيوز": صنعت شخصيتي تحت البارود.. شرف لي أن أحصل على جائزة الإنجاز الإبداعي بمهرجان الجونة.. والسينما بالنسبة لي تعني الإبداع

 مى المصرى
مى المصرى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كرم مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثالثة الفنانة الفلسطينية مي المصري ومنحها جائزة الإنجاز الإبداعي، لدورها في توثيق أهوال الحرب، وهي تعد من أوائل الفنانات اللاتي أرخن بأفلامهن لما قامت به قوات الاحتلال ضد الأطفال والنساء في فلسطين، فكانت صوت فلسطين النابض حول العالم على مدى 30 عامًا.. التقتها «البوابة» في هذا الحوار الذى تحدثت فيه عن تكريمها، ومشوارها الفني، وعلاقتها بمصر، وأهم ما افتقدته بعد رحيل زوجها جان شمعون، ولماذا اتجهت إلى الأفلام الروائية، وغيرها من القضايا الفنية.

■ ما شعورك بعد منحك جائزة الإنجاز الإبداعي من مهرجان الجونة؟
شرف كبير لى أن أحصل على جائزة الإنجاز الإبداعى على المستوى المهنى والشخصي، وأعتبر هذا اعترافًا من مهرجان كبير بمسيرتى المهنية، وتجعلنى أكمل المشوار الذى بدأته منذ ٣٠ عامًا مع زوجى الراحل جان شمعون.. وفى الحقيقة عندما أخبرنى صديقى العزيز انتشال التميمى بتكريمى في المهرجان، وشعرت بإحساس مختلف يغمره السعادة، برغم حصولى على جوائز كثيرة في العديد من المهرجانات إلا أن تلك المرة كان إحساسًا مختلفًا، فهو قادم من مصر أم الدنيا مثل ما يقال.
■ هل توقعت ذلك التكريم؟
في الحقيقة لا.. فأنا شاركت في معظم المهرجانات السينمائية المصرية خاصة مهرجان الإسماعيلية الذى كان له النصيب الأكبر في تواجدى به كرئيس لجنة تحكيم أو مشاركة، وسمعت عن مهرجان الجونة أول مرة في مهرجان كان من المهندس نجيب ساويرس قبل أن يكون هناك مهرجان على أرض الواقع فلم أتخيل أن أحصل على جائزة من ذلك المهرجان الذى بدأ بداية قوية وضعته في فترة قصيرة وسط كبار المهرجانات العالمية.
■ قدمت طوال مشوارك المهنى أفلامًا تسجيلية لماذا بدأت في الاتجاه إلى الروائية؟
السينما بالنسبة لى تعنى إبداع ولا يوجد تميز بين التسجيلى والروائي، والأحداث التى عشتها في حياتى كان بها تقلبات كثيرة، ما بين لبنان وفلسطين والأردن، تعايشت خلالها مع المهمشين والأطفال والسيدات، كان لديهم قصص كثيرة موجودة بالواقع يمكن عرضها بالسينما، فقدمت أعمالا تسجيلية بأسلوب روائي، وعمل روائى مأخوذ عن قصص واقعية، لذلك أنا لم أشعر بهذا التحول، أو بفرق بين التسجيلي والروائي.
■ إلى أي مدرسة سينمائية تنتمى مي المصري؟
مدرستى هي الواقع وهو والسينما شيء واحد، حيث تأثرت شخصيتي بتجربة الاحتكاك مع الواقع والناس، وأعتبر أن ما عشته هو الذي صنعني، منذ أن انتهيت من دراستى عام ١٩٨٢، وعدت إلى لبنان وقابلت زوجي جان شمعون الذى قدمت معه عددا من الأعمال السينمائية في بداية مشواري، فتعمدنا بالنار.
■ ما الذي تقصديه بتعمدنا بالنار؟
نحن صنعنا أفلامًا وحياة حيث بدأنا أثناء الحرب اللبنانية، وقدمنا أعمالا تسجيلية عن أهوال الحرب، حتى وصلت إلى رابع أعمالى السينمائية، وهو العمل الذى غير مسار حياتي، وتعرفت على عالم جديد، شعرت حينها أنى أنتمى لفلسطين، حين دخلت إلى هناك ومسكت الكاميرا لتقديم عمل عن ما يعانيه هؤلاء المواطنون من الاحتلال، فكان التصوير حينها ممنوعًا، وقمت بتصوير العمل بالكامل في سرية تامة، وكان التحدى أن أعيش وأحيا وسط النار، لكن كان ما يهمنى حينها إيصال اسم فلسطين للخارج.
■ دخلت أيضًا عالم الأطفال وقدمت ثلاثية شهيرة حدثينا عنها؟
قدمت فيلم «أطفال شاتيلا» وتعرفت خلاله على خيال الأطفال ورؤيتهم، فكنت أمنحهم الكاميرا لأرى من خلال عيونهم كيف يرون العالم، واكتشفت أنه هناك تناقض بين الخيال والحلم عند الأطفال، وهى التى تخلق هوية لدى الشعب الفلسطيني، فأنا أعتبر السينما هى كتاب التاريخ غير المكتوب.
■ ماذا عن تجاربك في عالم المرأة؟
المرأة عالم اكتشفته منذ البداية عندما قدمت فيلم «زهرة القندول»، والذى تم تصويره أثناء الاحتلال الإسرائيلى للبنان، فكان للمرأة دور كبير ولافت في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي، حيث عيشت تجربة مميزة مع النساء هناك، وكانت أول مرة أمسك بكاميرا لأكون أول امرأة فلسطينية تحمل كاميرا ١٦ ملل وتركض بها في الشوارع، لأخوض حينها تجربة الأسر مما فتح الباب أمامى السجن.
■ كان جان شمعون جزءا من مشوارك الفنى ما الذى تميزت به علاقتكما؟
تعرفت على زوجى بعد عودتى من دراستى في أمريكا للبنان، كانت ظروف البلد صعبة كثيرا بسبب الحرب، ولكنى وجدت أنه تجمعنا نفس التطلعات، وهذا كان أمر مهم لي، فتشاركنا نفس القضايا الفكرية، وكنا نكمل بعضنا البعض، وهو كان معروف لدى الشعب اللبنانى أكثر مني، لعمله في الراديو وتقديمه برنامج بالتعاون مع زياد رحباني، فتعلق الجمهور بصوته أثناء الحرب، والذى ميزنا أننا حاولنا أن نخلق أسلوبًا جديدًا معًا، فلم يكن هناك أعمال تسجيلية بالشكل الذى تراه الآن حين بدأنا، فكان مسئولا عن الصوت وأنا الصورة، وأصبحت هناك علاقة بيننا وبين الأشخاص الذين صورنا معهم.. وأشعر أنه موجود لم يرحل وأفتقده كشريك عمر وحياة.