الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

تحويل حرارة باطن الأرض إلى طاقة كهربائية "حلم يتحقق في المحروسة".. تنفيذ أول مشروع للاستثمار في المخزون الحراري لأرض الكنانة.. هيئة الطاقة: إستراتيجية مصر تستهدف توليد 20% كهرباء من مصادر متجددة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحويل الطاقة الحرارية الكامنة في باطن الأرض إلى طاقة كهربائية حلم يتحقق حاليًا على أرض مصر، من خلال تنفيذ أول مشروع ريادى مصرى ذات جدوى اقتصادية هائلة بالمشاركة بين وزارة البترول والثروة المعدنية ممثلة في شركة جنوب الوادى القابضة للبترول وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة والمعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، وممثلى بنك التعمير الألمانى وأحد بيوت الخبرة الألمانية.
أكد المهندس محمد عبدالعظيم، رئيس شركة جنوب الوادى القابضة للبترول، أن طاقة باطن الأرض تعد من أهم المصادر المتجددة لتوافرها على مدى 24 ساعة والتى تتميز بضآلة الانبعاثات الكربونية بما يسهم في الحفاظ على البيئة، لذا اتخذ القطاع عددا من الخطوات للبدء في هذا النشاط منذ عام 2016 وحيث وقعت الشركة اتفاقية تعاون مع هيئة الطاقة المتجددة وتم تشكيل لجنة مشتركة لدراسة ووضع الإطار العام للمشروع وتحديد مصادر التمويل ومخاطبتها وهى بنك التعمير الألمانى الذى قدم منحة لحصر مصادر طاقة حرارة باطن الأرض، وإمكانية توليد الكهرباء لتوجيهها للمناطق الصناعية لإيمانها القوى بالجدوى الاقتصادية للمشروع.
وأوضح رئيس جنوب الوادى في تصريح لـ"البوابة نيوز"، أن فريق العمل قام بزيارة للمواقع المتوقع استخراج الطاقة الحرارية منها وتم تحديد المناطق التى يتم البدء فيها مثل (خليج السويس - القصير - عيون موسى - حمام فرعون) حيث تحتوى على مياه ساخنة تصل درجة حرارتها إلى 100 درجة مئوية، مشيرًا إلى اختيار أنسب التقنيات التكنولوجية المستخدمة، وفى يوليو الماضى وقعت الشركة اتفاقية تعاون جديدة بين الجهات الثلاث لبدء المرحلة الثانية لدراسة تقارير الاستشارى والرد عليها حيث تبين وجود العديد من المناطق النائية التى تحتاج تنميتها إلى وجود مصادر جديدة للطاقة مثل هذا المشروع بالرغم من ارتفاع تكلفته موضحًا أن دور الشركة ومعهد البحوث الفلكية والجيوفيزيقية هو إعداد الدراسات الجيولوجية للمواقع ودراسة خزانات المياه الساخنة وكميتها ومدى استمرارية المشروع بينما تتولى هيئة الطاقة المتجددة عمليات الإنتاج وتحويله ونقل الطاقة بخطوط الكهرباء ذات الجهد العالى وتوجيهها للمناطق الصناعية وهو الغرض من المشروع.
وأضاف، أن مصر لديها 1450 عينًا وينبوعًا وبئرًا منتشرة في أنحاء الجمهورية لو تم استخدام نحو 10% منها في إقامة محطات توليد كهرباء ستسهم في سد جزء من احتياجات الكهرباء من مصدر رخيص نسبيا وذو جدوى اقتصادية عالية بالإضافة إلى تنمية تلك المناطق بإنشاء مجتمعات سكنية جديدة بها أو إقامة مناطق صناعية ومنتجعات سياحية لتوفر الطاقة المطلوبة لعمليات التنمية.
أطلس متكامل
وقال الدكتور جاد القاضى، رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، إن اتفاقية التعاون الثلاثية التى تم توقيعها مع شركة جنوب الوادى القابضة للبترول وهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة لاستخدام طاقة باطن أرض استهدفت استخدام المخرجات البحثية للمعهد بالإضافة إلى عمل أطلس متكامل عن أماكن تواجد طاقة باطن الأرض على مستوى مصر، وذلك لتحديد أفضل الأماكن التى يتم استخدامها للأغراض الطبية والسياحية وتوليد الكهرباء وغيرها.
وأوضح رئيس المعهد لـ"البوابة نيوز"، أن الاتفاقية بلورت شكل التعاون بين الجهات لاستخدام ما هو متاح من دراسات وبيانات حول المناطق الغنية بحرارة باطن الأرض وبالإضافة إلى استكشاف مناطق جديدة، مشيرًا إلى أنه يجرى حاليا استكمال الدراسات الخاصة بمنطقة خليج السويس والتى تشجع على إقامة محطة كهرباء بطاقة 300 ميجا وات، وعليها تقوم شركة جنوب الوادى بعمليات الحفر، وهيئة الطاقة بإقامة المحطة واستخدام الطاقة المنبعثة من باطن الأرض، مشيرًا إلى أن الدراسات السابقة أكدت أن من أشهر المناطق "حمام فرعون" والذى يبعد عن منطقة رأس سدر بنحو 50 كيلو مترًا تبلغ درجة حرارة سطح الماء فيه 72 درجة مئوية، بالإضافة إلى عيون موسى والتى تبعد عن نفق الشهيد أحمد حمدى بنحو 30 كيلو مترًا والتى يقع في الجانب الشرقى من خليج السويس وحمام موسى بطور سيناء تصل درجة الحرارة بهم إلى 35 درجة مئوية، وتشير الدراسات إلى أنه عند العمل على أعماق تزيد على 500 إلى 700 متر قد تصل درجة الحرارة إلى 200 درجة مئوية وهى مناسبة جدا لإنتاج هذا النوع النظيف من الطاقة.

توليد الكهرباء 
ومن ناحيته كشف مصدر مسئول بهيئة الطاقة الجديدة والمتجددة، أن إستراتيجية مصر تستهدف وصول نسبة مساهمة الطاقة المتجددة في توليد الكهرباء إلى 20% عام 2024، موضحًا أن تكنولوجيا استخدام الطاقة الحرارية الكامنة في باطن الأرض في توليد الكهرباء ظهر مؤخرًا، وذلك بعد استخراج الحرارة الكامنة في باطن الأرض في عدد من الدول كجنوب ووسط أفريقيا من هنا جاءت فكرة مصر في استثمار مناطق قد تكون أرضها غنية بالحرارة مثل مناطق (الصحراء الغربية - حمام فرعون - عيون موسى - رأس سدر) خاصة بعد نجاحنا في توليد الكهرباء من مصادر طاقة متجددة أخرى كاستخراج طاقة الرياح من محطة الزعفرانة والطاقة الشمسية من منطقة بنبان بأسوان.
وأشار إلى أن استخدام طاقة باطن الأرض يتم من خلال تحويل المياه الجوفية إلى بخار ساخن "حمامات البخار" ويتم إقامة محطات توليد الكهرباء بالتربينات البخارية فوق الحمامات لتمدها بالطاقة، ويمكن استخدام الماء فوق المسخن لتزويد المنازل والمنشآت بالحرارة، قبل إعادة ضخها إلى الأرض، حيث يتم ضخ المياه تحت الأرض، ويجرى تسخينها ثم تستخدم الطاقة الحرارية في توليد الكهرباء.
وقال: إن حرارة الصخور الساخنة يجب أن تكون 150 درجة مئوية ويمكن الوصول إلى هذا المستوى من الحرارة على عمق ما بين كيلو متر واحد و5 كيلومترات، مثل منطقة حمام فرعون، الموجود على الضفة الشرقية لخليج السويس وفى الجزء الجنوبى لمدينة رأس سدر، والتى تتميز بقرب العمق وارتفاع الحرارة وترتفع الحرارة مع النزول إلى مستويات أعمق وهى منطقة خزانات المياه.