الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

توماس إليوت.. الأراضي القاحلة

توماس إليوت
توماس إليوت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الخميس ذكرى ميلاد الشاعر والكاتب المسرحي الإنجليزي توماس ستيرنز إليوت، الحائز على جائزة نوبل في الآداب 1948، وكان ينظر إليه على أنه أحد أكثر الشعراء تأثيرا في الفرن العشرين، ساهم في ظهور حركة الحداثة، وشدد على أهمية أن يخلق الشاعر شخصيته الفريدة من خلال عمله، يعد واحدا من أبرز نقاد القرن العشرين الأدبيين.
درس الشعر والفلسفة في جامعة هارفارد، وذهب برفقة زملائه الذين تأثر بهم إلى انجلترا خاصة في أعماله الأخيرة، وكانت الحرب العالمية الأولى لها تأثير عليه مما جعلته لم يستطع العودة إلى منزله وهذا ما كان مفيدا له، عمل في البنك الألماني لمدة تقرب من عامين، ونشر أولى قصائده الغرامية وهي القصيدة التي تتحدث عن الحب والفرح لألفريد بروفيك، ثم قام بنشر قصيدة "الأراضي القاحلة" التي كانت بمثابة ردا على الحرب العالمية، الذي اعتبرها العديد من القراء أنها قصيدة طويلة متعددة الأجزاء، وهذا ما لاقت انتقادا كبيرا بسبب ذكره لصور غامضة وأوجه غريبة، وزيادة الغموض في هذه القصيدة يعتبره البعض أنها لن تزيد من كمال القصيدة.
تخلى إليوت عن جنسيته الأمريكية وأصبح رجلا بريطانيا، وانضم بعد ذلك إلى الكنيسة الأنجليكانية، وقدم مسرحيته "عملية قتل الطائرة" في الكاتدرائية في 1935، وحقتت نجاحا باهرا، ولاحقها بمجموعة من القصائد والأعمال المسرحية التي نالت استحسان الجميع، إلى جانب مقالاته النقدية. 
ذكر إليوت في إحدى محاضراته الذي ألقاها في 1933 قائلا: "أتخيل أن كل شاعر يحب أن يكون قادرا على التفكير بأن لديه وسيلة اجتماعية مباشرة، بل سيحب أن يكون نوعا من مثل شعبي، وأن يكون قادرا على التفكير بأفكاره الخاصة وراء القناع التراجيدي أو الكوميدي، يحب أن يوصل متعة الشعر، ليس فقط لجمهور أعرض، بل لمجموعات أكبر من الناس جماعة، والمسرح هو المكان الأفضل لفعل ذلك".
تعد مسرحية "حفلة كوكتيل"، من أكثر أعماله الشعبية في حياته بين سبع أعمال أخرى، تستمد مادتها الأساسية من العمل المسرحي "أليسيستس" للشاعر والمسرحي الأغريقي يوروبيدس، رغم مسرحيته الأكثر شهرة "جريمة في الكاتدرائية" حتى الآن، تدور أحداثها حول زوجين مثقلين بالمشكلات، ولكن في النهاية يستطيعان حل مشكلاتهما ويواصلان حياتيهما عبر تدخل غريب غامض، حيث يبدأ العمل باعتباره هجاء خفيفا على المجتمع البريطاني، في إطار معالجة فلسفية قاتمة للعلاقات الإنسانية، شاركت هذه المسرحية في مهرجان أدنبره في 1949 لأول مرة، كما عرضت في نيويورك ولندن في 1950 وحققت نجاحا كبيرا، ويكشف العمل عن عزلة الحالة البشرية. 
قدم هذا النص الأصلي على الإذاعة المصرية خلال البرنامج الثقافي الذي يقدم إحدى روائع المسرح العالمي، وترجمها للعربية الشاعر الراحل صلاح عبدالصبور، وشارك في بطولتها محمد الدفراوي، نعيمة وصفي، عمر الحريري، سناء جميل، محمود كامل، وإخراج بهاء طاهر.