الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

أفلام "الجاسوسية".. دراما خلدتها السينما العالمية (ملف)

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دراما الجاسوسية.. أحد أكثر الأعمال الفنية في العالم التى لاقت على مدى العقود الماضية متابعة كبيرة، خاصة أنها تعتمد بشكل كبير على عنصرى التشويق الدرامي، الذى يتناول قصصا معظمها مستوحى من الواقع لعملاء سقطوا في فخ الجاسوسية بعد تورطهم في أعمال تضر بمصالح أوطانهم، حيث تناول العديد من الأعمال الفنية سواء سينما أو دراما تليفزيونية شخصية العميل الخائن لبلده، الذى يتعاون مع جهات معينة تعادى وطنه بغرض تحقيق مكاسب بعينها.
وألقت هذه الأعمال بظلالها على تلك الشخصية ومدى الخطورة التى قد تتعرض لها الأوطان بسبب تلك الأفعال الخسيسة. قضايا الجاسوسية وإظهار خطورة العملاء والخونة جاءت في أكثر من مسلسل منها «السقوط في بئر سبع»، ومؤخرًا في مسلسلى «كلبش 2» و«مليكة»، حيث تنوعت الخيانة هنا بين جواسيس لإسرائيل وعملاء لجهات خارجية وخونة ينضمون لجماعات إرهابية، وأيضًا مسلسل «الصفعة»، المأخوذ عن قصة من ملفات المخابرات المصرية ويتحدث عن عملية وقعت في تل أبيب بين عامى 1957 و1972.
وقدمت السينما المصرية أعمالا كثيرة، كان من أبرزها فيلم «الصعود إلى الهاوية»، وأيضا فيلم «بئر الخيانة»، والذى أنتج عام 1987، وتدور قصته حول «جابر»، وهو أول جاسوس مصرى يلجأ للسفارة الإسرائيلية للعمل كجاسوس، وفيلم كتيبة الإعدام الذى ألقى الضوء على فكرة العمالة، وجسد الفنان عبدالله مشرف خلاله دور الجاسوس «فرج الاكتع» أو «عزام أبوخطوة».
وفى السينما الأمريكية قدم النجم توم هانكس، فيلمًا من نوع آخر خلال الحرب الباردة وهو «الحرب بالوكالة» خلال أحداث فيلم «Charlie Wilson’s War»، أما فيلم «Tinker Tailor Soldier Spy» للنجم جارى أولدمان، فيكشف لنا عالم الحرب الباردة الغامض والمعقد بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، إلى جانب سلسلة أفلام جيمس بوند.

مسلسلات ترصد عملاء باعوا وطنهم بالمال
السقوط في بئر سبع وحرب الجواسيس والصفعة.. أشهرها «داليا المصرية» أممت الثورة أملاك والدها فقررت الانتقام بالتجسس لمصلحة إسرائيل
تناولت الدراما المصرية العديد من الأعمال التى ناقشت قضايا الجاسوسية والعملاء والخونة الذين يسببون خطورة على البلاد وأظهرت الدراما أن هناك أشخاصًا غابت لديهم القدوة والأخلاق والانتماء للوطن ويسعون إلى تخريب الوطن وكل ما يهمهم هو جمع المال والطمع دون النظر إلى مصلحة وطننا الغالى، وكان الهدف من هذه الأعمال الدرامية أن يشعر المشاهد وخصوصا فئة الشباب باحترام الوطن وتقوية مشاعر الانتماء لديهم والكشف عن أدوار بطولية حقيقية رائعة وتضحيات كبيرة من رجالات المخابرات المصرية قبل وبعد حرب ٧٣، وهناك بعض الأعمال الدرامية التى رسخت في أذهان الجمهور، وتناولت قضايا الجاسوسية وإظهار خطورة العملاء والخونة في أكثر من مسلسل وتأتى في مقدمة هذه الأعمال مسلسل «السقوط في بئر سبع»، الذى تناول قصة الجاسوسين «انشراح وإبراهيم» اللذين سقطا بالفعل في بئر الخيانة وباعا وطنهما وخانا بلادهما في مقابل حفنة من الدولارات فتعاونت «انشراح» مع زوجها في نقل أسرار عسكرية للمخابرات الإسرائيلية في مقابل المال للرفع من مستوى معيشتهم معتقدين أن أحلامهم ستتحقق لكن الحلم لم يدم طويلا ففى ٢٤ أغسطس ١٩٧٤ حين وصلت انشراح إلى مطار القاهرة الدولى قادمة من روما تم القبض عليها بعد أن انكشف زوجها أثناء محاولته لإرسال رسائل مشفرة لإسرائيل لبعث رسائل لقادة إسرائيل والعمل يحكى قصة حقيقية مأخوذة من ملفات المخابرات المصرية اشتهرت بطلتها باسمها الحقيقى «انشراح موسى» وبدأت وقائعها في العريش عقب الاحتلال الإسرائيلى لسيناء في يونيو ١٩٦٧ والعمل كان بطولة الراحل سعيد صالح وإسعاد يونس وأبوبكر عزت وإخراج نور الدمرداش.
كما تناولت مسلسل «داليا المصرية» قصة فتاة أممت الثورة أملاك والدها فمات من الصدمة وعانت هى وشقيقها الفقر والحاجة فحقدت على الثورة وقررت الانتقام وعملت جاسوسة لصالح إسرائيل لكنها بلغتهم عن موقع للصواريخ كان يعمل فيه أخوها مهندسا بدون أن تعلم فمات بعد غارة جوية على الموقع وانهارت عندما علمت وتم القبض عليها والعمل تأليف إبراهيم مسعود وﺇﺧﺮاﺝ رفعت قلدس وبطولة مديحة سالم وحسن يوسف وصلاح ذوالفقار وأشرف عبدالغفور وممدوح عبدالعليم. 
وأيضا مسلسل «كلبش ٢» ومسلسل «مليكة» حيث تنوعت الخيانة هنا ما بين جواسيس لإسرائيل وعملاء لجهات خارجية وخونة ينضمون لجماعات إرهابية وظهر أيضا نوع آخر من الخونة داخل جهاز الشرطة نفسه لكن من المؤكد أن الجميع سينال عقابه إما بالقتل أو بالإعدام جزاء خيانته لوطنه.
في مسلسل «كلبش ٢» نجد الفنان الشاب عمرو وهبة مجسدًا شخصية «مصطفى» الشاب الذى تحول لجاسوس وتم القبض عليه ولكنه يهرب صدفة نتيجة هجوم مسلح من جماعة إرهابية تأخذه معها وتستغله في التجسس أيضا لصالحها ويظهر نموذج الجاسوس مصطفى بشكل جديد عما اعتدنا عليه في أدوار الجاسوسية فهو الجاسوس أو العميل الجديد الذى يستخدم أحدث وسائل التكنولوجيا والسوشيال ميديا في عمله كجاسوس وداخل نفس المسلسل نجد الفنان القدير أحمد حلاوة مجسدا شخصية الضابط يوسف العدوى مأمور السجن الذى يخون زملاءه ويستغنى عن شرف مهنته ويتعاون مع الجماعات الإرهابية ويرشدهم على خط سير المساجين أثناء خروجهم للمحاكمة، ويتم تهريبهم وهو نوع من الخيانة الداخلية مسلسل «كلبش ٢» تأليف باهر دويدار وإخراج بيتر ميمى وبطولة أمير كرارة. 
أما في مسلسل «مليكة» فنجد الفنانة دانا حمدان تقدم شخصية «هيلين» أو «كارما» الجاسوسة التى تساعد الجماعات الإرهابية في بعض العمليات وتحتمى في الجنسية الأجنبية التى تحملها فلا تستطيع الجهات الأمنية المساس بها وهو نوع من الخونة والعملاء الذين يحملون جنسيات أخرى ويحتمون من خلالها والعمل تأليف محمد سليمان عبدالملك وإخراج شريف اسماعيل وبطولة دينا الشربينى وعمر السعيد. 
وأيضا مسلسل «حرب الجواسيس» الذى تدور أحداثه حول محاولة تجنيد فتاة تدعى «سامية فهمى» لصالح المخابرات الإسرائيلية وذلك من خلال حبيبها «نبيل» الذى كان بالخارج يبحث عن عمل وكاره للنظام ويتم تجنيده لصالح الموساد الإسرائيلى، ولكن يحدث العكس وتبلغ «سامية فهمى» المخابرات المصرية وتقوم بالتعاون معهم ويرصد جولة مختلفة من ملفات الصراع العربى الإسرائيلى في الفترة ما بعد عام ١٩٦٧ وحتى حرب أكتوبر ١٩٧٣ والمسلسل بطولة هشام سليم ومنة شلبى وشريف سلامة وإخراج نادر جلال. 
بينما مسلسل «الصفعة» المأخوذ عن قصة من ملفات المخابرات المصرية ويتحدث عن عملية وقعت في تل أبيب بين عامى ١٩٥٧ و١٩٧٢ وتدور أحداثه حول حرب مخابراتية تبدأ مع نكسة ١٩٦٧ بين ضابط مخابرات مصرى ويجسد دوره هيثم أحمد زكى وآخر إسرائيلى ويجسد دوره شريف منير، ولكنه مولود في مصر وهنا يعالج المسلسل فكرة الانتماء للأرض التى يولد فيها الإنسان ثم يتحول إلى عدو لها هذا من خلال رحلة بطولية حقيقية نرى أحد إنجازات المخابرات العامة المصرية وكيف استطاعت الاستفادة من أخطاء الآخرين ومواجهة هذا التيار والمسلسل بطولة شريف منير وهيثم أحمد زكى وتأليف أحمد عبدالفتاح وإخراج مجدى أبوعميرة.

«العمالة» في عيون السينما والدراما المصرية
نادر عدلى: أعمال الجاسوسية لها أثر طيب على المواطن
العمالة والجاسوسية، تناولتها السينما والدراما المصرية بشكل قليل جدا، على الرغم من أن هناك نجوما كبارا قدموا أعمال الجاسوسية والعمالة خلال السنوات الماضية، والتى كانت بدايتها فيلم «الصعود إلى الهاوية»، الذى قدمه الفنان محمود ياسين ومديحة كامل، وأيضا مسلسل «دموع في عيون وقحة»، الذى قدمه الفنان عادل إمام وبعدها مسلسل «رأفت الهجان»، وبعض الأفلام أهمها «بئر الخيانة» للفنان نور الشريف، وفيلم «إعدام ميت» للفنان محمود عبد العزيز، وتأتى قلة الأعمال التى تتناول هذا الموضوع الشائك والحساس التى استمدت السينما والدراما في مصر قصصهم من ملفات المخابرات المصرية نقطة ضعف في الفن المصرى؛ حيث إن تلك النوعية من الأفلام لها مردود إيجابى على المواطن المصرى، والتى تجعله فخورا بالأجهزة الأمنية في بلده، وما يقدم في الخفاء من تضحيات لمواجهة تلك الحروب الخفية.
وعلق الناقد الفنى نادر عدلى عن قلة تقديم تلك النوعية من الأفلام قائلا: إن السينما المصرية استمدت أعمالها من ملفات المخابرات المصرية، وكانت بدايتها فيلم «الصعود إلى الهاوية»، وبعد ذلك اهتمت الدراما بتلك النوعية من الأعمال بتقديم مسلسلين لنجمين كبيرين، هما الفنان عادل إمام والفنان محمود عبد العزيز.
وأضاف: «بعد ذلك توالت الأفلام بشكل تقليدى ليست بقوة هذه الأعمال فكان «بئر الخيانة» لنور الشريف، وفيلم «٢٤ ساعة في إسرائيل» لنادية الجندى، وفيلم «إعدام ميت» لمحمود عبد العزيز، وظهر في الفترة الأخيرة مسلسل «الزيبق» لكريم عبد العزيز»..
وتابع: «هنا نتوقف أمام نقطتين، أن تلك الأفلام كان لها مردود وطنى طيب، حيث يظهران قوة المخابرات المصرية وحسن التعامل فيما يحدث ضدها وفى الوقت ذاته كانت نوعا من التعويض عن الأفلام الحربية؛ حيث إنها تقوم بالدور الوطنى للأفلام الحربية التى طرح منها مؤخرا فيلم «الممر»، هناك أفلام تم إنتاجها أثناء حرب الاستنزاف، وكان السبب في إنتاجها أن تعطى الأمل مرة أخرى للشعب في رد الأرض وبعد الانتصار في أكتوبر تم إنتاج بعض الأفلام للحرب، وبعدها اهتمت السينما بموضوعات أخرى بعيدا عن مواضيع الأفلام الحربية أو أفلام الجاسوسية، وكان سبب ذلك الانفتاح الاقتصادى والذى تسبب في وجود قضايا محلية تم الاهتمام بها أكثر، وهناك سبب آخر في نقص الأعمال التى تناقش القضايا الوطنية، وهى موافقات الجهات الأمنية على إنتاج أفلام ودعم الإنتاج بمعلومات وقصص حقيقية، والسبب الآخر هو أن تلك الأفلام تتطلب إنتاجا كبيرا، لكى تخرج بالشكل الذى يليق بها».
 وعن الأساليب الحديثة التى تستخدم من جروب الجيل الرابع والجيل السابع، بدلا عن الشكل القديم للعميل والجاسوس، قال عدلى إنه الفيلم الوحيد الذى حاول أن يخترق تلك المنطقة هو فيلم «الهرم الرابع» الذى أخرجه بيتر ميمى، وبالرغم من أن أبطال الفيلم من الفنانين الشباب إلا أن الفيلم قد حقق نجاحا وإيرادات كبيرة. وكان للناقدة الفنية حنان شومان، رأى آخر حول قلة الأعمال التى تناولت العميل أو الجاسوس في السينما والدراما المصرية؛ حيث قالت إن قلة الأعمال لها أسباب كثيرة، أهمها وجود الكاتب الواعى والكبير الذى يستطيع أن يغزل قصة فنية جيدة، وأن يكون مجتهد بقدر كبير الذى يجعله يبحث عن المعلومات، وفى التاريخ ليكتب عملا مهما وليس بسطحية؛ حيث إن هناك أعمالا وطنية أصبحت تستخدم في الكوميكسات على مواقع التواصل الاجتماعي، وبالفعل نحن نعانى فقرا شديدا في تلك النوعية من الأعمال.
 وعن تطور شكل العمالة والخيانة قالت إن شكل الخيانة يتغير مع كل زمن؛ حيث كان شكلها قديما الذى قدم في فيلم «أمير الدهاء»، كان من خلال إرسال معلومات بالحمام الزاجل، وتطور الشكل بعد ذلك في الأعمال التى قدمت من خلال الرسائل بالحبر السرى، وبعدها بشيفرة الراديو، لكن الآن يجب توافر كاتب بمعايير معينة لكتابة النوعية الجديدة من العمالة، لكى لا يتحول العمل الفنى إلى مادة للسخرية، وإذا لم يتواجد الكاتب الجيد والمجتهد لكتابة هذه الأنواع، وإذا لم يتوافر الكاتب الجيد فالابتعاد عن تلك المنطقة أفضل.

أعمال فنية جسدت قصص السقوط في «بئر الخيانة»
«الصعود للهاوية» أبرزها.. ونور الشريف ونادية الجندى أشهر من جسدوا أدوارها
تناول الكثير من الأعمال الفنية فكرة العمالة وخيانة الأوطان، وفى مصر أنتج العديد من الأفلام التى تناولت أعمال الجاسوسية، من بينها تورط بعض الأشخاص في التجسس والعمالة ضد وطنهم وليس لصالحه، خاصة في ظل ما شهدته الساحة السياسية مؤخرا من تورط عدد من الخونة، الذين يلعبون أدوار العمالة ضد أوطانهم، أبرزها ما طفح على السطح مؤخرا من فيديوهات الهارب محمد على.
كان من أبرز الأعمال الفنية التى ناقشت هذا الأمر، فيلم «الصعود إلى الهاوية»، للفنانة مديحة كامل عام ١٩٧٨، وشاركها بطولته الفنان محمود ياسين وجسدت خلاله مديحة دور طالبة مصرية في السوربون تسمى عبلة كامل، ينجح الموساد والمخابرات الإسرائيلية في تجنيدها لصالحهم إبان حرب الاستنزاف، إلا أنه مع نهاية الأحداث تنجح المخابرات المصرية في إلقاء القبض عليها، بعدما يتم خداعها بالسفر إلى إحدى البلاد العربية، لتكون المخابرات المصرية في انتظارها لتسلمها وتعود بها إلى مصر لتبدأ محاكمتها بعد توجيه تهمة الخيانة العظمى وانتهى مصيرها بالإعدام، وجسدت مديحة شخصية فتاة حقيقية تدعى هبة سليم وهو اسمها الحقيقي، والذى نجح رفعت جبريل ضابط المخابرات العامة المصرية في الإيقاع بها، وحقق هذا الفيلم وقت عرضه نجاحا مدويا، حيث اعتبره الكثيرون نقلة نوعية لكل صناعه. 
أيضا فيلم «بئر الخيانة»، والذى انتج عام ١٩٨٧، وتدور قصته حول «جابر» وهو أول جاسوس مصرى يلجأ للسفارة الإسرائيلية للعمل كجاسوس لها ضد بلده مصر، وتوضح أحداث الفيلم أن السبب وراء ما قام به هذا هو فقره الشديد، وأبدع الفنان نور الشريف في تقديم دور الجاسوس الذى عمل على خيانة بلده بإرادته، بعد أن هرب إلى إيطاليا ليعرض خدماته للعمل كجاسوس لصالح المخابرات الإسرائيلية، الفيلم لعب بطولته نور الشريف وإخراج على عبدالخالق.
كذلك فيلم نادية الجندى الشهير «حكمت فهمي»، والذى أنتج عام ١٩٩٤، ويلقى الفيلم الضوء على فكرة العمالة المزدوجة، حيث تجسد الجندى خلاله دور راقصة مشهورة في الأربعينات من عمرها، وخلال قيامها برحلات وجولات خارج مصر، تنجح المخابرات البريطانية في تجنيدها لصالحها ضد المخابرات الألمانية، ثم يتم استغلالها كعميل مزدوج من الطرفين، وإخراج حسام الدين مصطفى.
أما فيلم كتيبة الإعدام فالقى أيضا الضوء على فكرة العمالة، وجسد الفنان عبدالله مشرف خلاله دور الجاسوس «فرج الاكتع» أو «عزام أبو خطوة»، الذى طعن الجنود المصريين بخنجر الخيانة، واستولى بعد ذلك على أموال الجنود الخاصة، وشارك في بطولة الفيلم نور الشريف ومعالى زايد وممدوح عبدالعليم. 
وفى سياق الدراما المصرية نجد مسلسل «داليا المصرية» إنتاج ١٩٨٢ يحكى عن الفتاة داليا المصرية التى حقدت على ثورة يوليو، وقررت أن تنتقم لوالدها بعدما أممت الثورة أملاكه ومات من الصدمة، وعملت داليا كجاسوسة ضد مصر لصالح إسرائيل، ليأتى عقابها الإلهى، حيث أبلغت العدو عن موقع مصرى للصواريخ كان يعمل فيه شقيقها مهندسا دون أن تعلم، فمات إثر غارة جوية استهدفت الموقع، وانهارت عندما علمت وتم إلقاء القبض عليها، ولعب بطولة المسلسل مديحة سالم وحسن يوسف وصلاح ذو الفقار، وإخراج رفعت قلدس، وهو من تأليف إبراهيم مسعود.
أيضا خلال عام ١٩٩٤، أنتج مسلسل «السقوط في بئر سبع»، ناقش المسلسل قصة حقيقية من ملفات المخابرات المصرية، حول تجنيد مصرى وزوجته للتجسس لصالح إسرائيل، وهو من بطولة سعيد صالح وإسعاد يونس، أما الإخراج فكان لنور الدمرداش.

أفلام هوليوود قدمت أعمالًا عن جواسيس سنوات الحرب الباردة
تعتبر أفلام الجاسوسية من أكثر الفئات رواجًا لدى صناع السينما، كونها تحظى بإقبال كثيف من جانب الجمهور وتحقق إيرادات ضخمة في شباك التذاكر العالمي، ولعل الصورة الذهنية لدى المشاهد تتعلق بنمط معين من أفلام الجاسوسية (المرتكزة على الخيال) كأعمال «جيمس بوند» وسلسلة «المهمة المستحيلة» للنجم توم كروز، وأفلام «جيسون بورن» لمات ديمون، وغيرها؛ إلا أن هناك عددًا ضخمًا من الأعمال المهمة- تستند على وقائع حقيقية- والتى ربما لا تكون قد حققت نجاحًا في البوكس أوفيس، لكنها تحظى باهتمام واسع من جانب النقاد والجمهور بسبب جودتها الفنية، وهى ما سنحاول رصدها خلال التقرير.
خلال الحرب العالمية الثانية شكلت الولايات المتحدة الأمريكية تحالفا مع الاتحاد السوفيتى لمواجهة الجيش النازى بقيادة هتلر، الذى نجح في بسط سيطرته على معظم دول القارة الأوروبية وأخذ في التوسع نحو أفريقيا، وعقب هزائم «هتلر» المتتابعة وصولًا إلى انهيار أسطورة الجيش النازى عام ١٩٤٥، أخذ السوفييت يتوسعون في أرجاء أوروبا الشرقية ما أثار المخاوف لدى الأمريكان، ما دفع لاحقًا لظهور مصطلح «الحرب الباردة».
ولم ترتكز الحرب الباردة في جوهرها على المعطيات التقليدية كالجنود والسلاح، إنما اعتمدت على المعلومة التى يتم انتزاعها بواسطة مجموعة من العملاء السريين «الجواسيس» وهذا ما برز في فيلم الجاسوسية الشهير «Bridge of Spies» للنجم توم هانكس، والتى ترتكز قصته حول أحداث حقيقية لأحد المحامين الأمريكيين من مدينة بروكلين؛ وهو جيمس دونافان، الذى وكلته الاستخبارات الأمريكية للدفاع عن جاسوس الاتحاد السوفييتى رودولف إيفانوفيتش أيبل، الذى تم توقيفه في الولايات المتحدة عام ١٩٥٧ بتهمة التخابر لصالح السوفييت.
قدم النجم توم هانكس، فيلمًا عن نوع آخر من أنواع الحروب الباردة وهو «الحرب بالوكالة» خلال أحداث فيلم «Charlie Wilson’s War»، ترتكز الأحداث على قصة حقيقية، كتبها جورج كريل عن حياة عضو الكونجرس الأمريكى السيد تشارلى ويلسن وتعاملاته السرية في أفغانستان؛ إذ تسببت مساعدته للمتمردين الأفغان بحربهم ضد الاتحاد السوفييتى في انسحاب السوفييت من أفغانستان وانتهاء الحرب الباردة.
ويلقى فيلم «The Good Shepherd» للنجم روبرت دى نيرو، الضوء على تاريخ الاستخبارات الأمريكية التى تأسست عام ١٩٤٧، تقع أحداث الفيلم خلال عام ١٩٦١ بحادثة خليج الخنازير، وهى عملية عسكرية فاشلة حدثت في ١٧ أبريل ١٩٦١ بكوبا، وكانت تهدف إلى الانقلاب العسكرى على الرئيس فيدل كاسترو، من قبل ١٥٠٠ من المعارضين الكوبيين. 
ويبدأ الفيلم بشكل فعلى برغبة الـCIA في معرفة هوية الشخص الذى سرب المعلومة لكاسترو، وتقع تلك المهمة على بطل الفيلم إدوارد ويلسون، الذى يبدأ سلسلة من التحريات في البحث عن الخائن تقوده إلى الشك في جميع من حوله لتتغير شخصية البطل بشكل كبير.
أما فيلم «Tinker Tailor Soldier Spy» للنجم جارى أولدمان، فيكشف لنا عالم الحرب الباردة الغامض والمعقد ما بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، القصة تستند أحداثها على رواية تحمل الاسم نفسه وتتبع محاولات رئيس الاستخبارات البريطانية للكشف عن الجاسوس السوفييتى الموجود في أعلى مناصب الحكومة البريطانية، ويقرر الاستعانة بالعميل السرى المحترف جورج سمايلى من أجل تنفيذ المهمة.