الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الباحث بيجول أنسي: نمتلك خطة طموحة لتطوير الآثار القبطية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الآثار بشكل عام هى كل ما خلفه أو تركه الإنسان من تراث مادى وغير مادي، وبذلك يكون تعريف الآثار القبطية هو كل ما خلفه الإنسان المصرى المسيحي، وتضم الكنائس والأديرة من حيث العمارة والأيقونات والزخارف والمخطوطات والجداريات والأدب القبطى باللغة القبطية أو اليونانية، وأيضًا ما أنتجه الأقباط باللغة العربية، والذى يطلق عليه اصطلاحا تراث عربى مسيحي، وأيضًا المعادن والأحجار والأخشاب والنسيج القبطى والزجاج. وعلى هذا الأساس فإن الآثار القبطية ليست كنائس وأديرة فقط لكنها تضم كل ما سبق.
الباحث الشاب بيجول أنسى إسحق، حاصل على ليسانس الآداب قسم الآثار شعبة الآثار المصرية، ويدرس بمعهد الدراسات القبطية وعضو بجمعية الآثار القبطية، باحث في التراث العربى المسيحي، عضو مؤسس لمجموعة جمع وتحقيق ونشر تراث القمص ميصائيل بحر مع الباحثين إسحاق الباجوشى وخلف شحاتة ملك. وفى هذا الحوار يكشف لنا أحلام مجموعة شباب الباحثين وخططهم لتطوير المناطق الأثرية القبطية ومسار العائلة المقدسة. 
> ما هى المناطق التى تضم آثارًا قبطية؟ وكيف يمكن توصيفها وهل هى أطلال؟
تنتشر الآثار القبطية في شتى بقاع البلاد المصرية، وسوف نذكر بعض الأمثلة، ففى الإسكندرية نجد مدينة أبومينا الأثرية، وفى كفر الشيخ والبرارى دير القديسة دميانة وكنيسة العذراء بسخا، والموجود بها حجر يقال إنه مطبوع عليه قدم يسوع، وقام الباحثون الباجوشى وبيجول وخلف بتناول هذا الجزء في أكثر من مقال بحثى سواء عن رحلة العائلة المقدسة أو أبحاث عن الأنبا زخارياس أسقف سخا، وقد قامت مجموعتنا (الباجوشي، بيجول، خلف) بتحقيق الفصل الثانى من كتاب تاريخ انتينيويه - انصنا - للقمص المتنيح العلامة ميصائيل بحر جرجس، وقد تكبدنا المتاعب الجسام في تحقيق مصادر ومراجع البحث الأصلية.
وتناولنا موجز عن «سخا» في الكلام عن أنبا زخارياس في معرض كلامنا في بحث عن أساقفة العصر الأموى غير المناطق الكثيرة بالقاهرة، مثل شجرة العذراء بالمطرية ومسطرد والمحمة وكنائس مصر القديمة، والكثير من كنائس وجه بحري.
> وماذا عن الآثار القبطية في مصر الوسطى؟
وننتقل إلى مصر الوسطى تحديدا في محافظة المنيا، وما تضمه من آثار على مر العصور، ونذكر أمثلة على بعض مناطق الآثار القبطية بالمحافظة دير الجرنوس بمغاغة، ودير الأنبا صموئيل المعترف، وقد تناولناه في بحث مشترك مع الباجوشى عن رؤية الأنبا صموئيل دراسة وتحقيق، والآثار القبطية بالبهنسا، ودير جبل الطير بالمنيا.
وأما الكلام عن منطقة سمالوط فهذا سوف نسرده في نهاية الحديث ومحاولة بعض الشباب الباحثين في تنمية هذه المنطقة سياحيًا، وننتقل إلى منطقة ملوى حيث تضم في الجبل الغربى دير أبوفانا ومدينة الأشمونين، وفى الجبل الشرقى تضم مدينة أنصنا، وقد كان بها أكثر من 12 ديرا و9 كنائس، ولكن في الوقت الراهن هى أطلال وتحتاج الكثير والكثير من ترميمات وعمل حفائر بشكل أوسع وأشمل.
وقد قامت مجموعتنا البحثية بتحقيق كتابى تاريخ الأنبا يحنس القصير وأنتنيويه وكتاب أقاليم المنيا في العصر القبطى للقمص ميصائيل بحر، وبجوار هذه المنطقة قرية دير أبوحنس التى تضم كنيسة أثرية ترجع إلى القرن السادس وفى الهضبة الشرقية للبلد كنيسة أثرية ومجموعة كهوف ومغارات ومحاجر أثرية.
وقد قمنا بتقديم بحث عن هذه المنطقة باسم مدرسة الرهبان بجبل أنصنا، وأيضًا منطقة دير البرشا التى تضم كنيسة الأنبا بيشوى الأثرية. غير بعض المقابر المصرية القديمة التى تحولت إلى كنائس مثل كنيسة فام الجندى بمقابر الشيخ سعيد على سبيل المثال، ومحافظة أسيوط أشهر ما تضمه دير المحرق بجبل قسقام ودير درنكة، بخلاف ما تضمه سوهاج من أديرة باخومية والدير الأبيض والأحمر وغير المناطق الموجودة بالأقصر وأسوان. 
وتوجد مناطق أصبحت أطلالا وسوف نسرد حديثا عن محاولة الجهود التى بذلت في الماضى ومازالت تبذل من الحفاظ على هذه المناطق لأنه خير شاهد على شموخ حضارتنا فكيف نمحوها بأيدينا؟!

> تكرر اسم القمص ميصائيل بحر... فمن هو هذا القمص؟ وماذا ترك من تراث؟
القمص ميصائيل بحر جرجس واحد من أهم آباء الكنيسة الباحثين في القرن العشرين، ولد في 13 فبراير1903 تنيح في 31 مارس1983، وكان كاهنا بكنيسة الأنبا يحنس القصير بدير أبوحنس ملوي، التحق بالكلية الإكلينيكية بالقاهرة 1920م وتخرج فيها عام 1923، ورشحه للكهنوت الارشيدياكون حبيب جرجس، ورسم بيد الأنبا توماس الثالث مطران المنيا والأشمونين حينذاك في يوم 16 يناير 1924، ورسم قمصا في أكتوبر 1934، وكان شديد الاهتمام بمدارس الأحد وغيور على بيعته. 
وشارك في تأسيس رابطة كهنة إيبارشية المنيا والاشمونين 1929، وأسس جمعية الثابت القبطية الأرثوذكسية في أبريل 1931، كما شارك في تأسيس مجلة ثمرة الجهاد التى كانت تصدر من البرشا، واهتم بالتعليم فأسس مدرسة الأقباط الابتدائية بدير أبوحنس، وله الكثير من الأبحاث التاريخية والمقالات والكتب الوعظية، ومنها في القسم الوعظي، الطاعة، الجهاد الروحي، الإرشاد إلى تربية الأولاد، المواعظ الدينية، شهيد الحق، النيروز، المجيء الثاني، يهوذا الاسخريوطي، سليمان، الخطي، النفس، السلم والحرب. 
أما في القسم التاريخي، إقليم المنيا في العصر القبطي، تاريخ القديس يحنس القصير ومنطقة انصنا، أبوقير، أتريب بنها، أبوتيج، دلجا، دير الملاك، أبوصير، سيناء، دمنهور، أخميم، زيارة العائلة المقدسة، بحث تاريخى عن إقامة إيبارشية ملوى وانصنا والاشمونين، تطوير دير ابوحنس سياحيا.
بخلاف العديد من الأبحاث حول البطاركة والشهداء والقديسين وتاريخ بعض الايبارشيات، وقد كان دائما مصاحبا ومرشدا للبعثات الأثرية بمنطقة ملوى وهذا ما توصلنا إليه بخلاف الكثير الذى لم يصل ليد مجموعة تحقيق ونشر كتابات المتنيح العلامة ميصائيل بحر جرجس.
> لماذا تكثر المناطق الأثرية القبطية في محافظة المنيا؟
تكثر هذه المناطق في محافظة المنيا، بسب الانتشار الرهبانى بها، وكما ذكرنا سلفًا أنها يكثر بها الأديرة والكنائس والمنشوبيات الرهبانية، وكما أشرنا إلى تحقيق كتابات العلامة المتنيح القمص ميصائيل بحر عن المنيا في العصر القبطى غير الأبحاث المتخصصة لبعض المناطق سواء داخل المحافظة أو خارجها، وهناك عدت دراسات قدمت عن المنطقة منها مناطق التجمعات الرهبانية للباحث عماد عادل، وعدد من الرسائل العلمية تناول المعادن والأخشاب والأحجار والأيقونات والمخطوطات والكنائس والأديرة لهذه المحافظة.
> ما هى الخطة التى تطرحها لتنمية هذه المناطق سياحيًا؟
أولًا: نقوم بجمع كل الأبحاث الأكاديمية التى درست هذه المنطقة سواء من الناحية التاريخية أو الإثارية وجغرافيا، ثانيا: بعد دراسة موضوعات هذه الأبحاث يتم وضع خطة تطوير على مدى زمنى معين على حسب الإمكانيات والتحديات التى تواجه العمل على ذلك، ثالثًا: سوف نعرض جزءا من خطة المشروع الذى سبق للمجموعة أن قاموا ببداية الخطوة الأولى وتوقف المشروع لأسباب عديدة.
وعلى سبيل المثال منطقة المنيا شرق نهر النيل تضم أكثر من 15 منطقة آثارية متنوعة العصور ما بين عصر ما قبل التاريخ حتى القرن الماضي، ابتداء من دير جبل الطير شمالًا وصولًا إلى تل العمارنة جنوبًا المناطق هى دير جبل الطير الشمالية، دير جبل الطير، دير جبل الطير القبلية، السريرية، طهنا الجبل، مقابر فريزر، المتحف الأتوني، بنى حسن، زاوية الأموات، سوادة، الشيخ تيمي، شيبه الشرقية والغربية، الشيخ عبادة، أنصنا، دير أبوحنس، دير البرشا، البرشا، الشيخ سعيد، مقابر تل العمارنة الشمالية والجنوبية ومنطقة القصور وهى ثلاث مناطق في مكان واحد. 
ويجب أن يتم تهيئة المناطق واستعدادها لقبول عدد كبير للزوار، وتقديم أقصى سبل الراحة وأقصر الطرق الموصلة للمناطق والعمل على ربط هذه المناطق بعدت طرق سواء الطريق البرى أو النهري، من جبل الطير حتى سوادة الطريق البرى شبه ممهد ومن دير أبوحنس إلى تل العمارنة، أيضًا يوجد أهم جزء الذى يضم من شيبه إلى أنصنا وحدود دير أبوحنس الشمالية وهذه المناطق تضم أطلالا اهتم بها التليفزيون الإنجليزي وقام بعمل فيلم وثائقى عن المنطقة بتاريخ 2014، وقد زار الباحث جان من جامعة تشيكوسلوفاكيا وقد كان يدرس كتابات الآباء بالصحارى ولا ننكر جهود د.مونيكا حنا في التصدى لحملات التخريب، التى كانت تقوم على هذه المناطق، وقد قام صالون ملوى الثقافى بعمل ندوات تثقيفية للمناطق القريبة من الآثار لرفع الوعى الأثرى لدى قاطنى هذه المناطق.
بالإضافة للعديد من الرحلات التثقيفية لبعض كنائس البلاد المحيطة بدير أبوحنس، منها قرية دير الملاك والبياضية، ولقد أطلق الباحث الباجوشى «أن زيارة الأماكن والأطلال الأثرية يؤجل القضاء عليها يومًا إذ يجعل اللصوص وناهبى الآثار يهربون من المنطقة أثناء الزيارة، فلو توالت الزيات لأمتنعت الخرابات». 
أما عن الطريق النهرى فهو الأفضل سوف يساعد على جذب السياحة الداخلية والخارجية، حيث تتمتع أغلى هذه المناطق أنها محصورة بين الجبل الشرقى ونهر النيل فمناظره خلابة يتم عمل مرسى مقابل لكل منطقة، ويوجد مناطق تحتاج إلى إعادة تهيئة ليست إلا، وتقام الرحلات من خلال عدد 2 باخرة نهرية من الشمال للجنوب مرورًا بهذه المناطق، من خلال تنشيط هذه الحركة ولأن تكلفة النقل النهرى هى الأرخص، يتم عمل مقلدات للقطع الآثارية لكل منطقة وفتح ما يشبه بازارات صغيرة ولو أمكن عمل عملات تذكارية خاصة بكل منطقة أو ميداليات.
أما عن المناطق الأثرية فيفضل عمل فيلم تسجيلى تاريخى قصير لكل منطقة ويتم عرضه للزائرين قبل الزيارة، بالإضافة في هذه الغرفة التى عُرض الفيلم القصير الذى هو موجز عن المنطقة توجه التعليمات بكيفية التعامل داخل المنطقة ومثلما يكون كل شيء على ما يرام تكون هناك عقوبات رادعة لكل من ينتهك حرمة الأثر أى شخص سواء مصرى أو أجنبى ولو أمكن تنفيذ مشروع الصوت والضوء في بعض المناطق فذلك يكون أفضل من خلال طرحه لرجال أعمال كبار لو أمكن عمل أكثر من فندق سياحى يخدم هذه المناطق لراحة الزوار.
وهنا يأتى دور المعلمين في المدارس لخلق الحس والوعى الأثرى بعمل زيارات دورية للمناطق، بل أيضًا يكون في كل مدرسة نسخ مقلدة للقطع الأثرية تزين المدرسة وتشبه المتحف المفتوح، وهذا دور تثقيفى وتعليمى يجب أن تقوم به وزارة التربية والتعليم بالتنسيق مع وزارة الآثار.
وهنا تكثف الجهود للحفاظ على المناطق ودائما أى مكان تكثر به أرجل المارة يصعب على المجرمين تنفيذ جريمتهم وبذلك نحد من مثل هؤلاء ونحافظ على المناطق التى تصرخ من الانتهاكات وليس دور الوزارة فقط لكنه دور كل مواطن الحفاظ على هذه المناطق لأنها إرث لكل مصرى ومن ليس له ماضى ليس له حاضر ليس له مستقبل. وطالب القمص ميصائيل بحر بتطوير وتنمية المنيا سياحيًا في عام 1964

> هل هناك علاقة بين هذه الفكرة؟ ومسار رحلة العائلة المقدسة؟ 
نعم هذه الفكرة تخدم جزءا من مسار رحلة العائلة المقدسة حيث يوجد العديد من المناطق داخل الإطار الذى تحدثنا عنه قد زارته العائلة المقدسة فعند إحياء وتطوير هذه المناطق فهذا يخدم بطريقة أو بأخرى المشروع الأكبر ألا وهو مسار رحلة العائلة المقدسة بمصر التى تسعى إلى تحقيقه الوزارات المعنية بمؤازرة الكنائس المصرية.
> هل هناك جهود بذلت في هذه المنطقة من قبل وما هي؟
نستعرض جزءا من عمل مجموعة إقامة متحف قبطى بصعيد مصر وما قاموا به في خلال 64 يوما: راودت الفكرة في خلال الآونة الأخيرة كثيرين ولكن منهم من ستطاع أن يقدمها للتنفيذ فقد قام الباحث الدكتور شنودة رزق الله وحنا عايد بإعداد خطة لتقديمها للأنبا بفنوتيوس أسقف سمالوط حينذاك، وأتفق معى إسحاق إبراهيم الباجوشي، قد قاما بمناشدة لنفس الطلب بتاريخ 7 أغسطس 2014 فقد قبلا العمل على هذه الفكرة وبتعضيد علمى ومعنوى من البروفيسور أشرف إسكندر صادق عالم المصريات والقبطيات المعروف وابن سمالوط، وتم عرض الخطة على صاحب النيافة أسقف الإيبارشية والذى لم يألو جهدًا ولم يدخر وسعًا إلا وبذله لخير الإيبارشية والكنيسة والبلد، وبسعة صدر، ونظرة ثاقبة جعل الفكرة والخيال محلًا للتنفيذ وليس بجديد عليه ذلك! فبزغ نور بعد ظلمة وطلع فجر جديد بعد ليل، فقد عانت آثارنا ومقدساتنا المسيحية والقبطية خاصة والمصرية بوجه عام من الإهمال والتلف تارة ومن السرقة والنهب والحرق تارة أخرى ومن الجهل أيضًا كثيرًا عن عمد أو عن جهل.
فحفاظًا على هويتنا المصرية وثقافتنا القبطية وإيماننا المسيحى وعقيدتنا الأرثوذكسية ونشر الوعى القبطى والثقافة القبطية... وتحت رعاية حضرة صاحب النيافة الأسقف الجليل نرجو معاونتكم لنا في إبراز قيمة وأهمية تراثنا المقدس والحضارى والإنسانى للعالم كله وبذلك يكون في سمالوط «المتحف القبطى الثالث على أرض مصر بعد القاهرة والفيوم ليكون مركزا للإشعاع الحضارى في رحاب دير السيدة العذراء بجبل الطير، ثم أنضم للعمل جرجس إبراهيم يوسف بعد العمل في هذا الموضوع، ولكن توقف قليلا لأمور خارجة عن إرادة الجميع ولكن سيستأنف صاحب النيافة استكمال الإنشاء، وكذلك نحن نستكمل الأبحاث العلمية على بعض مخطوطات سمالوط والقطع الأثرية القبطية بها.
وأقامت عدد من الصالونات الثقافية مثل صالون ملوى الثقافى بقيادة محمد رمضان وآخرين وصالون ثقافى دير جبل الطير بقيادة الشاب المجد والمثابر شنودة عادل الذى تكبد متاعب كثيرة وكثيرة من أجل تنمية بلدته دير جبل الطير فهو مثال مشرف للشاب الصاعدين. هذا بخلاف الندوات والدورات التثقيفية.