تمر اليوم ذكرى رحيل
الفنانة الكبيرة فايزة أحمد التي رحلت عن عالمنا في 21 سبتمبر عام 1983 عن عمر
يناهز 52 عاما، حيث ولدت في 5 ديسمبر 1930.
الراحلة لقبها النقاد
والجمهور بـ"كروان الشرق"، بفضل صوتها العذب والمتميز بين نجمات جيلها،
حيث انتزعت مكانة خاصة في قلوب الجمهور المصري والعربي، وبقيت في أذهان عشاق فنها
حتى الآن، برغم مرور سنوات على رحيلها.
اكتسبت فايزة خبرات عديدة
بسبب تنقلها بين عدة دول في بداية حياتها، حيث ولدت في لبنان وبعد أن أكملت عامها
الحادي عشر عادت مع أسرتها إلى سوريا، وهناك بدأ مشوارها الغنائي بعد أن تقدمت
للاعتماد بإذاعة دمشق التي رفضتها في بادئ الأمر، فتم اعتمادها بإذاعة حلب، وبعدها
طلبتها إذاعة دمشق لتعتمدها، ثم انتقلت للعراق وهناك قدمت العديد من الأغاني
باللهجة العراقية، إلى أن جاءت وجهتها الأخيرة للقاهرة حيث الشهرة العريضة
والتاريخ المليء بالأعمال الفنية المتميزة.
نجحت فايزة بفضل تلك
الخبرات في تقديم نفسها بشكل مختلف عن باقي نجمات جيلها، حيث اختارت الموضوعات
التي تمس كل أفراد الأسرة، فقدمت "ست الحبايب" لتكون أيقونة الأغنيات
الخاصة بالأم، وقدمت أغنية "يا حبيبي يا اخويا" تتغنى خلالها للأخ، بالإضافة
إلى أغنية "بيت العز" تلك الأغنية التي يتمنى كل إنسان أن يكون منزله هو
"بيت العز" الذي شدت له فايزة، لتستحق عن جدارة لقب "مطربة الأسرة"
جنبًا إلى جنب لقب "كروان الشرق".
تزوجت الراحلة من
الموسيقار الكبير محمد سلطان الذي لحن لها الكثير من أغنياتها، لكن هذا لم يمنع أن
تتعامل مع عدد كبير من الملحنين، حتى أن الموسيقار محمد عبد الوهاب كان من أكثر
الكبار تلحينًا لصوتها، وقدمت معه الأغنية الخالدة "ست الحبايب" كلمات
حسين السيد، بالإضافة إلى أغنيات أخرى مثل "بريئة، بصراحة، تراهني، تهجرني
بحكاية، الجيل الصاعد، حمال الأسية، يا غالي عليا يا حبيبي يا أخويا".
كما تعاملت مع كبار
الملحنين مثل رياض السنباطي وزكريا أحمد وأيضًا فريد الأطرش الذي غنت له "يا
حلاوتك يا جمالك"، ثم التعامل مع نجوم التلحين في ذلك الوقت وهم بليغ حمدي
ومحمد الموجي وكمال الطويل الذي قدمت معه رائعة "أسمر يا أسمراني".
حصلت فايزة على عدة جوائز
وأوسمة منها، درع الجيش الثاني في 1 مايو 1974، كما حصلت على وسام من الرئيس
التونسي الحبيب بورقيبة.
ورحلت فايزة بعد إصابتها بمرض سرطان الثدي، وفي لمحة إنسانية رائعة عادت للزواج من الموسيقار محمد سلطان مرة أخرى بعد الانفصال، حيث أصر سلطان البقاء بجانبها طوال الوقت، وظل بالفعل إلى جوارها حتى وفاتها.
