الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

خبراء سياسيون: الشارع التونسي فقد الثقة في "الجماعة" والأحزاب التقليدية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكد عدد من الخبراء السياسين، أن الشعب التونسى فقد الثقة في الإخوان، والأحزاب التقليدية على السواء، ما يمكن قراءته من خلال نتائج الجولة الأولى للانتخابات التى جرت خلال الأيام الماضية.
وقال خالد الزعفراني، القيادى الإخوانى المنشق، إن الشعب التونسى أصبح لا يثق ولا يؤمّل خيرا في السياسيين، ولا في الأحزاب التقليدية سواء بسواء، ومنهم بالطبع حزب حركة النهضة، الممثل لجماعة الإخوان. 
وأشار الزعفراني، في تصريح لـ«البوابة نيوز»، إلى أن الانتخابات الرئاسية الجارية حاليا، أظهرت أن الشعب التونسي، أصبح يعى الدرس جيدا، واستوعب ما حدث في مصر من محاولات إخوانية للسيطرة على الحكم. 
بدوره أكد محمد ربيع الديهي، الباحث في العلاقات الدولية، أن جميع المراقبين راهنوا على ذكاء ووعى المواطن التونسي، في الانتخابات الرئاسية، التى يمكن وصفها بأنها استفتاء كشف الحجم الحقيقى للإخوان لدى الشارع التونسي. 
وقال الديهى لـ«البوابة» «الشعب التونسى أدرك أن الغنوشى تحالف مع جماعات وحركات سلفية متشددة، وسبق أن منح وعودا للسلفيين مقابل أن يضعهم تحت معطفه، لذا وجه الشعب ضربة كبيرة لهذه الطائفة، التى يقودها التنظيم الدولى لجماعة الإخوان».
وأوضح أن فضح وجود التنظيم السري، الذى كانت تدعمه حركة النهضة، وتوجيه اتهامات صريحة لهذا التنظيم بالتورط في اغتيال ساسة تونسيين، كان سببا بارزا لخسارة الانتخابات، إضافة إلى تراجع رصيد الإخوان على مستوى العالم، بعد ثبوت تورطهم في دعم الإرهاب. 
وأضاف الديهي «انتقال حركة النهضة الإخوانية في تونس، من التركيز على الانتخابات التشريعية فقط، إلى تقديم مرشح رئاسي، كشف للمتابعين عن أن الإسلام السياسى لم يستفد من الدروس والتجارب العديدة التى حدثت لفروعه في أكثر من بلد، لافتا إلى أن تجارب الإخوان فاشلة، وهو ما يدفع المجتمعات إلى رفضها، والتحصن ضد أفكارها الهدامة، وأطماعها في التسلط والإضرار بالهوية والولاء الوطني.
وشدد الباحث على أن تنظيم الإخوان تلقى، في الفترة الأخير، الكثير من الضربات التى كشفت النقاب عن وجهه الإجرامي، الرامى إلى تحطيم الدول العربية، وهو ما تبعه رفض عارم من الشعوب لهذا التنظيم وقياداته التى لا تسعى إلا لخراب المنطقة العربية.
من جانبه قال أحمد الشوربجي، الباحث في شئون الجماعات الإسلامية، إن الإخوان في تونس، خسرت الانتخابات الرئاسية، بسبب ممارساتهم المتدنية منذ عام ٢٠١١، وهو ما سحب من رصيدهم لدى الشعوب العربية.
وأضاف الشوربجي، في تصريح لـ«البوابة نيوز»، أنه تم سحب البساط، من تحت قدمى الإخوان في تونس، منذ ثورة ٣٠ يونيو في مصر، حيث حصلت حركة النهضة على ٨٩ مقعدا برلمانيا، في عام ٢٠١١، ثم في الانتخابات التالية لها في ٢٠١٤ لم تحصد سوى ٦٩ مقعدا فقط.
وتابع «وهذا يعنى أن إخوان تونس تأثروا بما جرى في مصر، واستفاد الشعب التونسى من الدرس المصرى جيدا»، مشيرا إلى أن نفوذ حركة النهضة انحسر بشدة في تونس، وهناك توقعات بفشلها في الحصول على عدد مرضٍ من المقاعد في الانتخابات البرلمانية المقبلة، ليعيشوا على الهامش لعقود مقبلة.
تحذيرات من محاولات الالتفاف
وحذر الشوربجي، من محاولات الالتفاف على المرشح المستقل قيس سعيد، وإقناعه بالتحالف مع الجماعة، من أجل تكوين فريق رئاسى قوي، مطالبا القوى السياسية المناوئة للإخوان، بالالتفاف حول قيس سعيد فور فوزه، إن حدث، ومساندته لقطع الطريق على أى فرصة للجماعة من أجل السيطرة عليه والتحالف معه.
التحذير ذاته أطلقه، إبراهيم ربيع، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، موضحا أن معركة تونس الحقيقية مع تنظيم الإخوان، ليست في الانتخابات الرئاسية، لذلك تعاملت حركة النهضة، مع هذا الاستحقاق بمرشح ضعيف، لإرضاء غرور القوى المنافسة، فيما ستجرى محاولات للتحالف مع المرشح المستقل قيس سعيد، إذا فاز بالانتخابات. 
وأضاف ربيع في تصريحات لـ«البوابة»، أن الانتخابات البرلمانية، هى الأهم لدى الجماعة، لأنها تقود إلى رئاسة الحكومة، وهو ما ينذر بخطر داهم إذا لم تنتبه القوى السياسية الرافضة لوجود الإخوان، وتحسن قراءة المشهد السياسى بدقة، وتُعلى مصلحة الوطن والشعب، على أى مكاسب سياسية أخرى.
التحديات مستمر
من جانبها قالت الصحفية التونسية، خولة بنت قياس، إن التحديات السياسية والأمنية، مازالت تتصدر المشهد في تونس، محذرة الشعب من ألاعيب حركة النهضة الإخوانية، خلال فترة ما بعد الانتخابات، في ظل حقيقة يجب أن يعلمها الجميع، وهى أن الجماعة لن تستسلم بسهولة للخروج من المشهد السياسى في تونس، خاصة بعد الخسائر التى منيت بها في المنطقة، منذ عام ٢٠١٣ وحتى الآن، وخسارتها للوجود في مصر، والنفوذ في المغرب وموريتانيا والأردن وغيرها من الدول العربية.