الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

نتائج غير حاسمة في الانتخابات الإسرائيلية.. وتوقعات بالذهاب إلى صناديق الاقتراع للمرة الثالثة.. و4 سيناريوهات محتملة لتشكيل الحكومة

الانتخابات الإسرائيلية
الانتخابات الإسرائيلية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أظهرت النتائج شبه النهائية للانتخابات العامة الإسرائيلية، تقاربا شديدا بين رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وخصمه المنتمى إلى تيار الوسط بينى جانتس، ما يعنى أنه لن يكون من السهل على أى منهما تشكيل الحكومة القادمة، مع توقعات بالذهاب إلى انتخابات جديدة.
وحصل حزب «كاحول لافان» اليسارى الذى يقوده، رئيس هيئة أركان جيش الاحتلال الإسرائيلى السابق بينى جانتس على ٣٣ مقعدا، في حين حصل حزب «الليكود» اليمنى الحاكم على ٣١ مقعدا، وحصل «إسرائيل بيتنا» برئاسة أفيجدور ليبرمان على ٨ مقاعد، في حين وصلت القائمة المشتركة المقعد ١٣، و«شاس» ٩ مقاعد، و«يهدوت هتوراه» ٨ مقاعد، و«إلى اليمين» ٧ مقاعد، و٦ مقاعد لـ «العمل – غيشر»، و٥ مقاعد لـ«المعسكر الديمقراطي».
بالنتيجة، فإن معسكر اليمين بقيادة نتنياهو يحصل على ما مجموعه ٥٥ مقعدا، مقابل ٤٤ مقعدا لمعسكر بينى جانتس. وبناء على هذا يبدو أن أى من الحزبين الرئيسيين لا يملك أغلبية واضحة أى ٦١ مقعدا من أصل ١٢٠ لتشكيل ائتلاف حكومي.
وفى خطوة وصفها كثيرون بأنها «مراوغة لإنقاذ مستقبله السياسي»، دعا نتنياهو، رئيس كتلة «كاحول لافان»، بينى جانتس، إلى عقد لقاء بينهما من أجل بحث إمكانية تشكيل حكومة وحدة. لكن دعوة نتنياهو هذه جاءت بعد إعلانه، عن تشكيل كتلة أحزاب اليمين كجسم واحد، يكون المركب الأساسى في الحكومة وأن تنضم إليه كتل أخرى.
وسارع تحالف «أزرق أبيض» إلى رفض مبادرة نتنياهو، وقال في بيان «هذه ممارسة سياسية ساخرة وبائسة من قبل نتنياهو.. إذا ما تنحى الأخير فستكون هناك حكومة وحدة في غضون يوم واحد».
وقال نتنياهو، «الآن أنا أدعوك، عضو الكنيست بينى جانتس. علينا تشكيل حكومة وحدة واسعة، واليوم. الشعب يتوقع منا، من كلانا، إبداء مسئولية وأن نتعاون. لذلك أنا أدعوك، بيني، دعنا نلتقى اليوم، في أى ساعة وأى وقت، من أجل تحريك هذه الخطوة، وهى ضرورية الآن. يحظر علينا، ولا يوجد أى سبب للوصول إلى انتخابات ثالثة، وأنا أعارض ذلك. الخطوة الملحة هى حكومة وحدة واسعة، بدءا من اليوم».
واعترف نتنياهو بأنه فشل في تحقيق فوز في الانتخابات، وقال إنه «خلال الانتخابات دعوت إلى تشكيل حكومة يمين. لكن لأسفي، تظهر نتائج الانتخابات أن هذا ليس ممكنا. والشعب لم يحسم بين المعسكرين. لذلك لا مفر سوى بتشكيل حكومة وحدة واسعة، واسعة قدر الإمكان، مؤلفة من جميع الجهات التى تعز عليهم دولة إسرائيل».
وليس واضحا ما إذا كانت دعوة نتنياهو تمثل حزب الليكود أو «كتلة اليمين» التى أعلن عنها، وأن هذه الكتلة ستكون جسما واحدا والمركب الأساسى في الحكومة. لكن من الجهة الأخرى هناك توتر بين الأحزاب الحريدية و«كاحول لافان» وخاصة مع لبيد الذى يطالب بتجنيد الحريديين للجيش وأن تدرس مدارسهم مواضيع مثل اللغة الإنجليزية والرياضيات والعلوم، وهو ما يرفضه الحريديون.
لكن في هذه الأثناء، وقع رؤساء أحزاب اليمين على وثيقة جاء فيها أن «مرشحنا لرئاسة الحكومة هو بنيامين نتنياهو، وسنجرى مفاوضات ائتلافية مشتركة، ولن يدخل أى حزب إلى أى حكومة من دون باقى الأحزاب».
وخلال إحياء الذكرى السنوية الثالثة لوفاة رئيس الدولة السابق، شمعون بيرس، خاطب نتنياهو، خلال كلمته، غانتس قائلا «دعنا نعمل معا من أجل جلب دولة إسرائيل إلى شاطئ الأمان. ولا يوجد أى سبب كى نتجه لانتخابات أخرى. واقترح أن نلتقى من دون شروط مسبقة».
وألمح نتنياهو إلى احتمال التناوب بينه وبين غانتس على رئاسة، من خلال ذكر حكومة الوحدة برئاسة شمعون بيرس ويتسحاق شامير، في العام ١٩٨٦. وقال نتنياهو إن «شمعون أيد وحدة الشعب، واتفق هو وشامير على التعاون من أجل قيادة إسرائيل إلى شاطئ الأمان. وإذا لم يحدث حسم في هذه الانتخابات، فإن أدعوك، بيني، كما دعا الرئيس (ريفلين): دعنا نعمل معا هذه المرة أيضا من أجل جلب إسرائيل إلى شاطئ الأمان».
لكن يبدو أن «كاحول لافان» يشكك في دعوة نتنياهو لحكومة وحدة، ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصادر في هذه الكتلة قولها إن «نتنياهو يصنع ضجة إعلامية وحسب. وسننتظر نتائج الانتخابات النهائية وبعدها سنبدأ مفاوضات من أجل تشكيل حكومة وحدة برئاستنا»، وأنه «لا نرفض وجود نتنياهو كوزير في حكومة برئاسة غانتس إذا لم تُقدم ضده لائحة اتهام».
وقالت بعض وسائل الإعلام العبرية، إن أفيغدور ليبرمان هو بيضة القبان في الكنيست المقبل، حيث سيكون له دور رئيسى في تحديد من يكلفه رئيس الدولة، رؤوفين ريفلين، بتشكيل الحكومة الجديدة.
وأضافت أن الفائزين الكبيرين في هذه الانتخابات هما القائمة العربية المشتركة التى وحدت صفوفها ونجحت في الحصول على ١٣ مقعدا لتصبح ثالث أكبر حزب في الكنيست منذ إقامة إسرائيل وأفيغدور ليبرمان الخصم الجديد والحليف القديم لنتنياهو.
ويرى كثير من الإسرائيليين أن هذه الانتخابات لم تكن ضرورية إذ تركزت بالأساس على شخص بنيامين نتنياهو، الذى بقى في الحكم أطول مدة مقارنة بنظرائه، إذ بلغت سنوات حكمه ١٣ عاما على فترتين، الأولى استمرت ثلاثة أعوام بين عامى ١٩٩٦-١٩٩٩ والثانية بدأت عام ٢٠٠٩ واستمرت حتى الآن ليتخطى بذلك فترة حكم دافيد بن غوريون أول رئيس وزراء لإسرائيل بعد إقامتها عام ١٩٤٨.
وتشير التوقعات إلى دور كبير محتمل للقائمة العربية في إحباط جهود نتنياهو لتشكيل حكومة جديدة، رغم أنها لن تدخل في أى ائتلاف لكنها من المرجح أن توصى بتكليف بينى غانتس بتشكيل الحكومة وليس خصمها اللدود نتنياهو، الذى تتهمه بالتحريض العنصرى ضد العرب.
ورغم الدور الكبير الذى كان لليبرمان في إخفاق نتنياهو في تشكيل حكومة ائتلافية بعد انتخابات أبريل الماضى بسبب إصراره على فرض قانون الخدمة العسكرية على المتدينين حلفاء نتنياهو التقليديين في معسكر اليمين، إلا أنه يصعب توقع الدور الذى سيلعبه الآن.
وفى هذا السياق، أوردت القناة ١٢ الإسرائيلية، أربعة سيناريوهات محتملة لتشكيل الحكومة، تعتمد جميعها على تراجع أحد الأطياف السياسية الإسرائيلية المركزية، عن المواقف التى عبروا عنها في تصريحاتهم الرسمية، بما في ذلك الوعود التى قدموها لجمهور ناخبيهم.
السيناريو الأول الذى تطرحه القناة، يأتى بمبادرة الشخصية التى أجبرت النظام السياسى في إسرائيل على خوض انتخابات غير ضرورية في غضون أقل من ٦ أشهر، رئيس حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان.
وتضم الحكومة في هذا السيناريو حزب «كاحول لافان»، والليكود، بالإضافة إلى «إسرائيل بيتنا»، بأغلبية تصل إلى ٧٣ عضوا بالكنيست، ما يضمن لها نوعا من الاستقرار.
ولفتت القناة إلى أن هذا السيناريو يبقى مستحيلا إلا أذا قرر بنيامين نتنياهو التخلى عن شركائه الحريديين، الذين جدد عهده معهم نهاية الاسبوع الماضي، حيث أعلن عن تشكيل كتلة يمينية حريدية مشتركة، لخوض المفاوضات الائتلافية.
السيناريو الثانى بحسب القناة، هو إقامة حكومة وحدة تضم «كاحول لافان»، والليكود وعلى رأسه نتنياهو، بالإضافة إلى الحريديين (شاس ويهدوت هتوراه)، غير أن العداوة القائمة بين المرشح الثانى بقائمة «كاحول لافان»، يائير لبيد، وبين الحريديين، تمنع ذلك.
كما أن لبيد صرح علنا في أكثر من مناسبة، بأنه لن يشارك بحكومة يقودها نتنياهو إذا تم تقديم لائحة اتهام ضد الأخير في ملفات الفساد التى تلاحقه، في المقابل، يرفض الحريديون رفضا قاطعة، المشاركة في حكومة تضم لبيد.
وحتى يبقى هذا السيناريو قابل للتطبيق، فسيتعين على رئيس «كاحول لافان»، بينى غانتس، «خيانة» لبيد، وفض الشراكة معه.
السيناريو الثالث المطروح على الطاولة، هو حكومة وحدة بين «كاحول لافان» والليكود، من دون مشاركة نتنياهو، وكى يتحقق هذا السيناريو، سيتعين على قيادات الليكود، اتخاذ قرارات حاسمة تتعلق بعزل وإقصاء زعيمهم نتنياهو، الذى يواجه ملفات فساد قضائية قد تهدد مسيرته السياسية.
ورغم أن نتنياهو ما زال حريصا على إظهار ولاء قيادات الليكود له، حتى بعد النتائج التى حققها في الانتخابات الأخيرة، وتراجعه لصالح «كاحول لافان»، إلا أن الطريق المغلقة التى يقودهم خلالها، قد تدفع بعضهم إلى التحرك في هذا الاتجاه. والسيناريو الأخير يتمثل بحكومة يمينية تضم الليكود، وشركاء نتنياهو الطبيعيين (الحريديون والصهيونية الدينية)، بالإضافة إلى ليبرمان، الذى سيتعين عليه في هذه الحالة «خيانة» جمهور ناخبيه، والتراجع عن وعوده الانتخابية. وحمل ليبرمان، المعروف بعلاقته الجيدة مع الحريديين وكثرة الصفقات التى عقدها معهم خلال مسيرته السياسية، لواء العلمانية مؤخرا، وقدم لناخبيه وعودا تؤكد أنه لن يسمح بتشكيل حكومة تمارس الإكراه الدينى بمشاركة الحريديين، بما في ذلك مواقفه بما يتعلق بقانون التجنيد، وإتاحة وسائل النقل العام أيام السبت.
ويبدو أن تراجع ليبرمان عن وعوده وتصريحاته، في هذه اللحظة، غير ممكن، ما يقلل من احتمال تنفيذ هذا السيناريو. 
إلى ذلك، قالت لجنة الانتخابات المركزية إن عملية فرز الأصوات لا تزال جارية، على أن يتم الإعلان عرض النتائج النهائية الرسمية الأربعاء ٢٥ سبتمبر الجاري.