السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكنيسة تحتفي بذكرى رحيل "البابا ديوسقوروس"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحتفي الكنيسة القبطية، اليوم الأربعاء، بذكرى رحيل البابا ديوسقوروس البطريرك الخامس والعشرين من بطاركة الكرازة المرقسية، وبحسب الكتاب التاريخي الكنسي "السنكسار"، تعُيد الكنيسة بتذكارها في اليوم السابع من شهر توت من كل عام قبطي.
في السطور المقبلة، نرصد أبرز محطات البابا ديوسقوروس:
- ولد بالإسكندرية وتعلم بمدرستها اللاهوتية وأظهر نبوغًا عظيمًا في دراستها فأعجب به القديس كيرلس الأول البطريرك الرابع والعشرون، وعينه سكرتيرًا خاصًا له، وهذا المنصب العظيم لم يشغل القديس عن الدرس والإطِّلاع بل كان يبحث في مؤلفات الآباء.
- جلس هذا الأب على الكرسي المرقسى يوم 2 مسرى سنة 160 للشهداء 444م ( تقابل 443م بالتقويم الغربي، حيث إن السنة الميلادية الغربية تنقص رقمًا عن السنة الميلادية الشرقية، خلفًا للبابا كيرلس الأول عمود الدين، وقد ساد السلام في الكنيسة في الخمس سنوات الأولى من بابويته، في عهد الملك الأرثوذكسي ثيئودوسيوس الصغير.
رأس البابا ديوسقوروس مجمع أفسس الثاني في أغسطس سنة 449م غربية. وبعد أن سمع المجمع اعتراف أوطاخي كتابةً وشفاهةً، وإقراره بإيمان أثناسيوس وكيرلس المستقيم ورفضه ما ادعاه سابقًا من أن الناسوت امتُصَّ في اللاهوت. وبعد أن أعلن توبته وإيمانه بأن في المسيح يسوع طبيعة واحدة من طبيعتين. أقر المجمع قبول توبته وإعادته إلى درجته وديره. كما حكم المجمع بحرم فلابيانوس أسقف القسطنطينية وستة أساقفة معه بسبب آرائهم النسطورية التي تقول بوجود طبيعتين للسيد المسيح بعد الاتحاد. اتحد فلابيانوس مع لاون أسقف روما ضد ديوسقوروس. عقد القديس ديوسقوروس مجمعًا بالإسكندرية حرم فيه لاون أسقف روما لأنه تمسك بأفكار فلابيانوس النسطورية.
مات الإمبراطور ثيئودوسيوس سنة 450م غربية واعتلى الكرسي مركيان الذي تزوج بولشاريا أخت ثيئودوسيوس الصغير، وكان يميل إلى أفكار نسطور، كما كانت بولشاريا مشهورة بالمكر والدهاء وكانت تخشى قوة ديوسقوروس وتعمل على إضعاف مركزه.
انتهز لاون فرصة اعتلاء مركيان لكرسي القسطنطينية وبعث إليه برسالة يشكو فيها ديوسقوروس الذي حرمه، ويطلب فيها عقد مجمع لمناقشة الإيمان من جديد.
رد عليه مركيان بإيعاز من زوجته بولشاريا بأنه مستعد لعقد المجمع، فعُقدَ اجتماع تمهيدي بقصر الإمبراطور بالقسطنطينية حضره البابا ديوسقوروس. حاولوا الضغط على ديوسقوروس لكي يوافق على رسالة لاون التي تثبت الطبيعتين بعد الاتحاد. فقال ديوسقوروس في جرأة أن اعتقاد الآباء ينبغي ألا يُزاد عليه أو يُنقص منه وأن المسيح كما علمنا الآباء واحد بالطبع والفعل والجوهر والمشيئة. وإن اتحاد اللاهوت بالناسوت هو كاتحاد النار بالحديد. وكانت النتيجة أن تهجمت الملكة بولشاريا الشريرة ومدت يدها وصفعته صفعة شديدة ثم انهال عليه بعض رجال القصر وأوسعوه ضربًا حتى اقتلعوا ضرسين من أضراسه، ونتفوا شعر لحيته. أما هو فبقى صامتًا وهو يقول من أجلك يارب نُمات كل النهار. ثم جمع الضرسين مع الشعر وأرسلهم إلى شعبه بالإسكندرية مع رسالة يقول فيها (هذه نتيجة جهادي من أجل الإيمان).
بعد هذا عُقد مجمع بأمر الملك مركيان في مدينة خلقدونية القريبة من القسطنطينية سنة 451م غربية واستخدموا فيه الضغط والإرهاب ضد ديوسقوروس والأساقفة الأقباط. وقد ثبت في الجلسة الأولى منه سلامة موقف ديوسقوروس. فرُفعت الجلسة على أن يعود المجمع للانعقاد بعد خمسة أيام. ولكن بعد ثلاثة أيام تم عقد جلسة حضرها نواب أسقف روما وبعض الأساقفة الموالين له. ومنعوا ديوسقوروس من حضورها بأن وضعوا حراسًا على مقر إقامته ولم يحضرها أيضًا نواب الملك والقضاة. وفيها أقروا إيمان لاون بالطبيعتين والمشيئتين للسيد المسيح وحرموا ديوسقوروس غيابيًا. طلب ديوسقوروس قرار المجمع، وبعد أن قرأه على أساقفته وإذ وجده مخالفًا للإيمان السليم كتب عليه بخط يده حرمًا لهذا المعتقد وكل من يعتقد به، ثم أرسله إليهم. ولما رأوا الحرم مكتوبًا عليه غضبوا وأرسلوه إلى الملك مركيان الذي غضب وأراد قتل ديوسقوروس، ولكنه إذ أدرك خطورة تنفيذ ذلك عدل عنه واكتفي بنفيه إلى جزيرة غاغرا (ذكر في بعض المراجع أنها تسمى غنغرا وتقع على ساحل آسيا الصغرى)، حيث مكث بها نحو خمس سنوات يعلّم ويشفي المرضى حتى انتقل إلى عالم المجد سنة 454 م، ولقبته الكنيسة ببطل الأرثوذكسية.