الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

صمويل جونسون.. "لقد وُلدت ميتًا"

صمويل جونسون
صمويل جونسون
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كاتب إنجليزي برع خلال دراسته، فقاده ميوله الشديد وشغفه بالكتب نحو تعلم القراءة في بداية الأمر، ومن بعدها واصل وتمعن في قراءة الكتب التي أخذها عن والده، إنه الكاتب "صمويل جونسون" حيث تحل اليوم 18 سبتمبر ذكرى ميلاده منذ عام 1709.
اهتمام جونسون بالقراءة قاده نحو نيل قدر وفير من التعليم الأولي، فالتحق بمدرسة تشيفلد الثانوية والتي اتسم ناظرها بالشدة والعُنف الذي كان يؤدي إلى هرب ونفور الطلاب منه حتى يرفض آباؤهم إلحاقهم معه.
ولمولد هذا الكاتب الإنجليزي قصة مُختلفة، حيث وُلد في حالة صحية سيئة للغاية، أثرت على رؤية الناس له في سنواته الأخيرة، فكان دائم المُعاناة بأمراض متعددة منها السُل بالعقد الليمفاوية بالإضافة إلى معاناته بضعف في السمع والنظر وبعض المشكلات الجسدية واللفظية خلال أيام حياته، مما قاده نحو كتابة إحدى مقولاته الشهيرة قائلًا بها "لقد وُلدت ميتا تقريبًا، ولم أستطع البكاء لمدة من الزمن" في وصف حالته الصحية.
تعلم "صمويل" اللغة اللاتينية حتى احترفها بشكل كبير، وكان تفسيره لهذا التفوق في اللاتينية يختصره في جملته "كان معلمي يحسن ضربي بالسوط، ولولا ذلك لما أفلحت في شيء"، فكان دائم الدفاع عن التعلم بالعنف حتى وصل به الأمر أن يوجه اللوم في شيخوخته إلى المعلمين الذين أهملوا العصا، وقال في ذلك: "في مدارسنا الكبرى اليوم يجلدون التلاميذ أقل مما كانوا يجلدونهم في الماضي، ولكن ما يتعلمونه فيها أقل فهم يخسرون في طرف ما حصلوه في الطرف الآخر". 
بعد انتهاء مرحلة التعليم في المدرسة، التحق جونسون بجامعة أوكسفورد ببريطانيا في 1728م، ولظروفه المادية الصعبة اضطر أن يتركها، فحاول بعد ذلك أن يعمل مُعلما ولكن لم يحالفه الحظ طويلا حتى تركها هي الأخرى، وانطلق في الحياة بعد ذلك يحاول في الكثير من المجالات والتجربة، ليبدأ جونسون في الكتابة ثم انتقل إلى لندن في 1737م ومكث بها ليعمل كاتبا يكسب المال من خلال نشره لمقالاته.
وفي 1746م، بدأ جونسون واحدًا من أهم كتابته وانجازاته، التي تمثلت في "معجم للغة الإنجليزية"، فأخذ به فترة زمنية تقارب العشر سنوات، وذلك بالتزامن مع ممارسته لموهبته في الكتابة، والتي تضمنت أعماله الأخيرة الحكاية الفلسفية "تاريخ راسيلاس، أمير الحبشة" إلى جانب مجموعة من المقالات التي يسعى لنشرها في المجلات.
للكاتب مجموعة أخرى من المقولات منها "لا يهم كيف يموت المرء، بل كيف يحيا، فحادث الموت ذاته ليس مهما، فهو يحدث في وقت قصير جدا"، و"الشدائد تدفعنا للتمعن في حالنا، ولذلك فهي مفيدة جدًا لنا"، و"معظم الناس يضيعون جزءًا من حياتهم في محاولة إظهار محاسن ليست فيهم"، و"الثقة بالنفس أول مستلزمات الأعمال العظيمة".
وفي الثالث عشر من ديسمبر، فارق الكاتب الإنجليزي "صمويل جونسون" الحياة بلندن، وكان حينها يبلغ من العمر نحو 75 عامًا.