الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

عبد الوارث عسر.. عجوز في سن العشرين

عبد الوارث عسر
عبد الوارث عسر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم الإثنين، الذكرى 125 لمولد الفنان الراحل عبد الوارث عسر الذي أصبح ايقونة من أيقونات السينما بتجسيده للشخصيات الهرمة وهو في سن الشباب.
عبد الوارث محمد عسر مواليد منطقة الدرب الأحمر بحى الجمالية في السادس عشر من شهر سبتمبر عام 1894 لأسرة ذات أصول ريفية من محافظة البحيرة حيث كان يعمل والده الشيخ على عسر محاميًا وقد جمعته علاقة صداقة وعمل سياسي مع الزعيم سعد زغلول.
حصل عبد الوارث عسر على الثانوية العامة من المدرسة التوفيقية بشبرا وحاول والده أن يلحقه بكلية الحقوق إلا أنه رفض حتى لا تضطره الظروف كمحامي ان يتعامل مع سلطات الاحتلال الإنجليزي فاكتفى بما تلقاه من علم في الكُتاب من حفظ للقرآن وتجويده وهو الذي ساعده على اتقان اللغة العربية وفن الإلقاء بشدة إلى جانب دراسته وحصوله على درجة البكالوريا "الثانوية العامة" واتجه إلى الحياة العملية من خلال العمل ككاتب حسابات في إحدى الشركات، حتى توفي والده فاتجه إلى ممارسة فن التمثيل الذي كان يعشقه فانضم إلى فرقة جورج أبيض في عام 1912 وقدم مع الفرقة مجموعة من الأدوار الصغيرة إلا أن طريقة الفرقة التمثيلية التي كان يفرضها جورج أبيض في نمط كلاسيكي لم تعجب عبد الوارث عسر فاتجه إلى فرقة "عزيز عيد وفاطمة رشدي" التي كانت تتعامل مع التمثيل بطريقة مبسطة وأقرب إلى الواقع منها إلى الطريقة الكلاسيكية التي كانت يتبعها أبيض فاتبع عسر منهج الطبيعية في التمثيل الذي أصبح أحد روادها فيما بعد، ثم كون عسر مع صديقه "سليمان نجيب" فرقتهم المسرحية "أنصار التمثيل" التي قاموا من خلالها بترجمة الكثير من الأدبيات العالمية وتقديمها للمسرح والاذاعة ومنها انطلق لتدريس فن الإلقاء في المعهد العالي للسينما وقام بتأليف كتاب "فن الإلقاء" الذي يُدرس حتى الآن في المعاهد الفنية.
كان للمخرج المسرحي عمرو وصفي الذي تولى إدارة فرقة عزيز عيد وفاطمة رشدي بالغ الأثر في حياة عسر الفنية فهو من أقنعه بتجسيد شخصية الأب رغم صغر سنه، وهى الشخصية التي التصقت به وكانت سببًا في إطلاق الجملة الشهيرة التي التصقت بعسر وهي "عبد الوارث عسر ولدَ عجوزًا" نتيجة تقديمه للأدوار الكهلة وهو في مرحلة الشباب.
ومع أول فيلم قدمه للسينما وكان تحت عنوان "يحيا الحب" مع موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب اتجه عسر إلى كتابة السيناريو فقدم افلام "جنون الحب، عايدة، سلامة، توبة، أماني العمر، ليلة القدر، البيت الكبير، زينب، الدكتور، ناهد، قلب من ذهب"، وعلى الرغم ذلك لم يتعرف الجمهور على عبد الوارث عسر كممثل إلا من خلال مشاركته مع كوكب الشرق أم كلثوم في أفلام " عايدة، سلامة " لينطلق بعدها كممثل من أهم ممثلي جيله ليقدم للفن أكثر من 300 عمل بين السينما والتلفزيون والمسرح، فقدم للسينما أفلام "دموع الحب، رصاصة في القلب، ممنوع الحب، أرض النيل، النائب العام، ابن عنتر، آدم وحواء، عنتر ولبلب، بنت الشاطئ، صراع في الوادي، لحن الوفاء، قصة حبي، شباب امرأة، الوسادة الخالية، المفتش العام، إسماعيل ياسين في الاسطول، أدهم الشرقاوي، الأرض، المذنبون، العصفور، شفيقة ومتولي، إسكندرية ليه، عاصفة من الدموع، أقوى من الأيام، الرسالة "، أما للتلفزيون فكانت له أعمال " ابنائي الأعزاء شكرا، علياء والمدينة، الرجل والدخان، قضية صقر، طائر البحر، رزق العيال، مين ولا مين، العصابة، الفلاح ".
وكان آخر أعماله قبل رحيله مسلسل "أحلام الفتى الطائش" مع الفنان عادل إمام، أما في المسرح فقدم مسرحيات " الفلاح الفصيح، يا الدفع يا الحبس، الكورة مع بلبل، الأرض".
كما قدم للإذاعة مسلسلات " الأرض، أشجع رجل في العالم، رد قلبي، سطو ليلى، ردت الروح، آخر كدبة، اللهم اني صائم".
حصل عبد الوارث عسر على تكريم من الملك "فاروق" قبل قيام ثورة يوليو، كما حصل على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى وجائزة الدولة التقديرية من الرئيس جمال عبد الناصر، ووسام الفنون من الرئيس السادات، وحصل على جائزة عن سيناريو فيلم "جنون الحب" كما كرمته الدولة بصدور طابع بريد بصورته واسمه.
رحل الفنان عبد الوارث عسر بعد دخوله في غيبوبة نتيجة حزنه الشديد على وفاة زوجته في الثاني والعشرين من شهر أبريل عام 1982 عن عمر يناهز 87 عاما.