السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

رضا فضل صاحب أول رسالة دكتوراة في "الرسم والتصوير بالفم": تغلبت على إعاقتي.. وأرى نفسي إنسانًا

رضا فضل
رضا فضل
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دائما يسعى الإنسان إلى حصاد النجاح في الحياة، وخاصة البشر الذين يواجهون حياة صعبة، وغير طبيعية، رضا فضل (٣٨ عاما) ابن قرية شباس الشهداء، بمركز دسوق بمحافظة كفر الشيخ، واحد من هؤلاء الذين تحدوا الصعوبات، فلديه الكثير من المواهب، ساعدته شقيقته كثيرًا على تنميتها منذ الصغر، ونمى موهبته من خلال مسابقات الشباب والرياضة أيام دراسته بالمرحلتين الإعدادية والثانوية، ومن هنا اكتسب خبرته، ليصبح فنانا تشكيليا، يرسم بفمه دون الحاجة ليديه، وليصبح حديثا يتحاكى به العديد من الأطباء الذين توقعوا عدم قدرته على البقاء والمثابرة. 
يقول رضا فضل إن المشرف الفنى بمركز شباب القرية، دعمنى منذ طفولتي، فقد كان مؤمنا بقدراتي، وكان يبدى رأيه لى في لوحاتي، ويدعمنى في المسابقات، فأنا ولدت مبتور اليدين، لكن إعاقتى لم تكن مشكلة كبيرة لي، فختمت القرآن الكريم بالصف الأول الإعدادي، وتخرجت في كلية التربية الفنية بجامعة الأزهر عام ٢٠٠٣، كنت الأول على دفعتى ٤ سنوات، وحصلت على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وفيما بعد التحقت بدبلومة تكميلية بكلية التربية الفنية في جامعة حلوان عام ٢٠٠٧، وحصلت عليها بتقدير ممتاز، بجانب تحضيرى رسالة الماجيستير وحصلت عليها عام ٢٠١٤ بتقدير امتياز.
ويضيف فضل: شجعنى في دخول الكلية الدكتورة منى أبوالنصر، بالإضافة إلى أننى حصلت على جائزة أول الوطن العربى في مهرجان الشباب العربى الحادى عشر ٢٠٠٨، وأول صالون الفن الخاص بوزارة الثقافة عامي٢٠١٣، ٢٠١١، وأول جمهورية في مسابقة مصر الحاضر والمستقبل (قوات مسلحة) ٢٠٠٣، وأول الجمهورية في مسابقة الرسم الإبداعي، وقدّمت على مسابقة التدريس إلى أن تم تعيينى بجامعة الأزهر، إلا أننى صُدمت من رد الفعل حينها، حيث فوجئت برفض تعيينى بعدما كنت أول المرشحين بالمحافظة، بسبب إعاقتى، ولكنى لم أستسلم لذلك، فرفعت دعوى قضائية استمرت لمدة عامين حتى تم إنصافى، وحصلت على جواب تعيين بجامعة الأزهر عام ٢٠١٢، ووصلت لدرجة مدرس مساعد، فكان عوض الله بالأضعاف، فرزقنى بالزواج من امرأة صالحة، ورزقنى بـ«رؤى»، و«أحمد».
ويواصل فضل حديثه: أنا لا أرى نفسى معاقا لأننى تغلبت على الإعاقة، فالإعاقة تمنع الشخص من تحقيق هدفه، لكنها كانت دافعا لي، ولم أتخيل ولو لوهلة أننى معاق، ولم أتأثر، بل غالبا أفتخر بذاتي، فهذه نعمة وليست نقمة.
ويؤكد فضل: شاركت كممثل لمصر بمعرض تحت عنوان «تجاوز»، الذى نظمته جمعية الفنانات المغربيات بتونس، وذلك أمر جيد كوطن بحجم مصر، لم أضعف لحظة أمام قله حيلتى وضعفى أمام قدراتى الضعيفة، ومارست هوايتى تارة بفمي، وأخرى بما تبقى من يدي، فأمسكت بريشتى بصعوبة، وسطرت أحلام الغد برسومات، تلفت الانتباه، وتثبت يومًا بعد الآخر أن الأحلام والنجاحات تولد من رحم المعاناة.
ويتحدث فضل الشاب القادم من أدغال الأرياف لقلب القاهرة المزدحمة القاسية: حققت حلمى بتقديم أطروحة الدكتوراة إلى جامعة الأزهر التى أعمل فيها مدرسا مساعدا بكلية التربية بقسم التربية الفنية، لأصبح دكتورا جامعيا من ذوى الاحتياجات الخاصة، حيث ستتم مناقشة رسالتى للدكتوراة يوم الثلاثاء ١٧ / ٩ في كلية التربية الفنية بالزمالك، وموضوع الرسالة «الاتجاهات التعبيرية والأساليب الأدائية في أعمال التصوير للفنانين ذوى الاحتياجات الخاصة (دراسة تحليلية)»، ويشرف كل من دكتور محيى الدين طرابية الأستاذ المتفرغ بقسم الرسم والتصوير بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، والدكتور إبراهيم عبد المغنى الأستاذ المتفرغ بقسم الرسم والتصوير بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، ويقوم بمناقشتى الدكتورة مها عبدالمنعم، الأستاذ بقسم الرسم والتصوير ووكيل الكلية لشئون البيئة بكلية التربية الفنية جامعة حلوان، والدكتور عيد يونس الأستاذ المتفرغ بقسم التربية الفنية بكلية التربية النوعية جامعة عين شمس، وتناقش عطاء الفنانين من ذوى الاحتياجات الخاصة، وخاصة الفنانين التشكيلين الذين يرسمون بالفم والقدم والعضدين، متحدين كل ظروف الحياة.
ويتحدث عن رسالته، قائلا: هذه أول رسالة دكتوراة في الرسم والتصوير لذوى الإعاقة بدون كفين.