الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

اعتراف إسرائيلي: حرب الاستنزاف انتهت بهزيمة جيش الاحتلال

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كشفت صحيفة «هاآرتس» العبرية، عن أن الجيش المصرى كبّد الجيش الإسرائيلى خسائر فادحة أثناء حرب الاستنزاف، ولقلب المعادلة حصل سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلى في نهاية عام ١٩٦٩، على طائرات «فانتوم» أمريكية مزودة بأجهزة إلكترونية حديثة، بهدف القيام بعملية عسكرية تحمل اسم «اتجار»، لتدمير الصواريخ السوفيتية التى نصبها الجيش المصرى في منطقة قناة السويس، وإعادة الفكرة للجنود الإسرائيليين بأنهم جيش لا يقهر، وفى الثامن عشر من شهر يوليو لعام ١٩٧٠ قررت إسرائيل القيام بهذه العملية.
وقال الدكتور غاى لارون، المحاضر في قسم العلاقات الدولية في الجامعة العبرية في القدس، في مقاله بصحيفة «هاآرتس»، إن الأمريكيين تعهدوا للإسرائيليين بأن الطائرات ستشل منظومة الدفاع الجوية في مصر، فيما أسفرت إحدى الغارات عن مقتل طيار إسرائيلي.
وفى تلك الفترة كانت تدور حرب الاستنزاف في منطقة قناة السويس، وكان هدف إسرائيل في هذه الحرب الحفاظ على الوضع الناشئ في أعقاب حرب يونيو لعام ١٩٦٧.
وأثناء إحدى الغارات في ربيع العام ١٩٦٩، تصاعدت رشقات المدفعية المصرية من قناة السويس، وبحسب لارون، سقط عشرات القتلى والجرحى في صفوف قوات الاحتلال الإسرائيلية، وفى يوليو ١٩٦٩ قتل ٢٥ جنديا وأصيب ٩٣ آخرون.
وأضاف «لارون» أن الحكومة الإسرائيلية اتخذت قرارا في يناير ١٩٧٠، يقضى بقصف أهداف مصرية في قناة السويس وفى عمق الأراضى المصرية. وفى مارس استلم الجيش المصرى عشرات بطاريات الصواريخ المضادة للطائرات، وقد نجح بنشرها، حول القاهرة وفى منطقة دلتا النيل، وصولا إلى الضفة الغربية لقناة السويس. ووفر ذلك مظلة جوية بعمق ١٠ كيلومترات لأية قوة تحاول عبور القناة. «هكذا نشأت الظروف التى ستمكن الجيش المصري، بعد ذلك بثلاث سنوات، من شن حرب أكتوبر ١٩٧٣ بعملية العبور».
وأشار «لارون» إلى أن «بذور مأساة أكتوبر ١٩٧٣، زرعت في أغسطس ١٩٧٠، عندما انتهت حرب الاستنزاف بهزيمة بالنسبة للجيش الإسرائيلي، فيما نجح المصريون والسوفيت في تحقيق أهدافهم».
وبحسب «لارون»، أدى فشل عملية «اتجار» إلى سجال بين الاستخبارات الإسرائيلية والاستخبارات الأمريكية، وقال الأمريكيون إن القرار الإسرائيلى بقصف عمق مصر كان خاطئا، وأدى إلى تعميق التدخل السوفيتى في المنطقة، فيما ادعى الإسرائيليون أن الاتصالات بين المصريين والسوفيت بدأت قبل القصف في عمق مصر، وأنه لا علاقة لهذا القصف بقدوم قوات سوفيتية.
وبحسب «هاآرتس»، كان بإمكان هذه الطائرات حمل قنابل كبيرة ولمسافات طويلة وقادرة على مواجهة طائرات «ميج» المصرية. وكانت الولايات المتحدة أجرت تجارب ناجحة عليها في فيتنام، ووفقا لـ«لارون»، كانت هناك قناعة لدى سلاح الجو الإسرائيلى بأن «بحوزته بطاقة رابحة بإمكانها كسر الإصرار المصرى على خوض الحرب والانتصار فيها».
وأضاف «لارون» أن «الأمريكيين وافقوا على بيع طائرات فانتوم لإسرائيل، لكن على ما يبدو رافق هذه الموافقة توقع بأن إسرائيل ستستخدمها. وكان الانطباع لدى السفير الإسرائيلى في واشنطن في حينه، يتسحاق رابين، أن الأمريكيين أرادوا أن تستخدم إسرائيل الفانتوم ضد مصر. وكتب رابين مجموعة برقيات من واشنطن شجعت الحكومة على استخدام سلاح الجو بشكل متزايد، لكن نشر القوات السوفيتية دفع القيادة في إسرائيل إلى إعادة النظر في هذا الموضوع، هل يجدر بإسرائيل أن تقصف الوحدات السوفيتية، وتدخل في مواجهة مباشرة مع إحدى الدولتين العظميين الأقوى في العالم؟ وهنا تدخلت الإدارة الأمريكية أيضا لتشجيع حكومة جولدا مائير».