الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مصر عصية على الأكاذيب

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل تتأثر دولة بدأت في ترسيخ أركان بنيتها التحتية، واستشراف المستقبل بمشروعات واعدة، وبدأت تستفيق على أسس التقدم وتأخذ بأسباب النهوض في شتى مجالاتها، ببعض من الأكاذيب والشائعات التي يروجها أصحاب المآرب الشخصية.
القصة تبدو في مجملها غير منطقية، فالأكاذيب لا يمكن أن تهدم دولة، والشائعات قد تتناثر بعض الوقت، لكنها في النهاية تظل محض كذبات في الهواء تتلاشى حيثما تملها الآذان ويضيق بها المنطق.
في الـ 5 سنوات الأخيرة بدأت مصر عهودًا جديدة من البناء، فى ظل القيادة السياسية الحكيمة للرئيس عبد الفتاح السيسى حيث ظهرت بالفعل على الأرض مشروعات عملاقة لم تكن تشهدها مصر من قبل، مدن جديدة نشأت من اللاشيء، كباري ومحاور عملاقة، اتصلت بشبكة طرق غير تقليدية، بينما مشروعات الاستصلاح الزراعي والاستزراع السمكي بدأت فعليًا في جني نتائجها، كما احتلت المشروعات السكنية للشباب ومشروعات تسكين أهالي المناطق العشوائية جزءًا كبيرًا من اهتمامات الرئيس عبد الفتاح السيسي والحكومات المتعاقبة خلال تلك الفترة.
بينما تسير مصر في ذلك السبيل نحو تهيئة مستقبل مستنير وواعد من حيث البنية التحتية والمنظومة التعليمية المستحدثة وتغيير ثقافة الشعب نحو المواطنة والتعايش ونبذ العصبة والتحيز سوى للوطن، كانت هنا من المحاولات ما أراد أن يهز ثقة الشعب في تلك المنظومة ويزعزع استقرار البلاد ويعبث بمقدرات مواطنيها.
المحاولات نحو النيل من مصر وأمنها واستقرارها بدأت بدعم جماعات الإرهاب والتطرف من كل الجهات ، حتى أن دول ذات اقتصاديات كبيرة سخرت مخصصات مالية ثابتة لدعم الإرهاب من أجل إسقاط مصر، لكن أجهزة الأمن المصرية من الجيش والشرطة كانت سببًا في إبطال مفعول تلك المخططات، والوقوف في وجه تلك الفئات الضالة والمضلة ورد العدوان.
لم ينته الإرهاب الأسود من لفظ أنفاسه الأخيرة، حتى بدأت الخطط تأخذ شكلًا جديدًا من الحروب التي تستخدم سلاح الشائعات والأكاذيب، وهي نوع من الحروب التي توجه أسلحتها إلى العقول والآذان وتلعب على وتر العاطفة وتأليب الشعوب ضد قياداتها مستخدمة في ذلك أشخاصا ذو اتجاهات فكرية شاذة وضمير مستتر وأبواق مأجورة .
هذه الفئة من الحروب لا يمكن التصدي لها سوى بالثقافة والوعي، والتمسك بمبادئ الوطنية الحقيقية والإيمان بقوة الوطن على صد من يسعى للنيل منه أو زعزعة استقراره، وهو الأمر الذي تفطن إليه القيادة السياسية الحكيمة، وتفتح لأجله آفاقا عدة للشباب من أجل منحهم الثقة الكاملة في وطنهم وإشراكهم في خطوات البناء والتشييد .
وفي هذا الصدد تشهد النسخة الثامنة من المؤتمر الوطني للشباب، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية والتي تنطلق فعالياتها السبت المقبل في مركز المنارة للمؤتمرات بالقاهرة الجديدة عقد جلستين رئيسيتين على مدار اليوم قبل جلسة اسأل الرئيس، منها جلسة "تأثير نشر الأكاذيب على الدولة في ضوء حروب الجيل الرابع".
ومن المقرر أن تكون محاور النقاش الأساسية في تلك الجلسة هي دور "السوشيال ميديا في تزييف الوعي"، بطرق حديثة وكيف يتم صناعة الوعي الزائف لدى المتلقي، واستعراض ما يتم حاليًا بشكل مباشر من قضايا على مواقع التواصل الاجتماعي، وكيفية أن ذلك جزء من حروب الجيل الرابع، بالإضافة إلى طرح تساؤل عن كيفية تحول السوشيال ميديا إلى الإعلام البديل.
وفى النهاية أسأل الله أن يحفظ مصر ورئيسها وشعبها العظيم من شر تلك الفتن.