الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

المدارس الدينية.. وسيلة لبقاء التنظيمات الإرهابية على الأراضي السورية

تنظيم القاعدة في
تنظيم القاعدة في سوريا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بينما يحضر تنظيم القاعدة في سوريا عبر أجنحة عسكرية تبدو ضعيفة وقليلة التأثير، يعمل التنظيم في خط موازٍ للحفاظ على الحضور فكريًّا قبل تنظيميًّا.
ولتحقيق ذلك سعى التنظيم منذ اندلاع الأزمة السورية على تأسيس ما يُعرف بـالمدارس الدينية، التى تعكف على تقديم محتوى دينى متشبع بفكر القاعدة المتطرف. 
ورغم انحصار الأزمة السورية لصالح الجيش السوري، فإن هذه المدارس ما زالت تزاول عملها من قبول دفعات من الأطفال والمراهقين من الجنسين، وتخريجهم بعد قضائهم مدة عامين في الدراسة. وأمام انحصار نجم تنظيم القاعدة في سوريا عسكريًّا يبقى السؤال: هل تضمن هذه المدارس بقاء القاعدة في سوريا ولو فكريًّا؛ خاصة أن فروعًا جديدة تُعلن عن افتتاحها عبر مشايخ محسوبين على التنظيم الإرهابي.
تجربة طالبان
تعيد هذه المدارس سيرة المدارس الدينية التى تعرفها أفغانستان، وتمثل إحدى أهم نقاط التوتر للدولة الأفغانية؛ إذ تتهمها مؤسسات الدولة هناك وأمريكا بالتورط في توريد أجيال من المتطرفين لحركة طالبان، بفعل المناهج التى تعكف على تدريسها. وعلى خلفية ذلك تتعامل أمريكا مع هذه المدارس كأهداف لطيرانها، معتبرةً أن في ذلك سبيل لتحجيم حركة طالبان.
وإذا كان القصف هو مصير هذه المدارس في أفغانستان، فماذا سيكون مصير قرينتها في سوريا في ظل العداء الأمريكى لتنظيم القاعدة؟ وهل ستتسبب هذه المدارس في تطويل أمد الأزمة السورية، في ظل تفريخ أجيال على مناهج العنف؟
الدولة السورية تنتصر
يجيب عن ذلك الباحث السوري، نضال سعيد السبع، أن الحرب في سوريا قد تنتهى على الأرض بفعل اقتراب الدولة السورية من حسم المعارك لصالحها، واستكمال زحفها على كامل التراب السوري، مشيرًا إلى أن هذه المدارس تبقى مصدر خطر بفعل المناهج التى تقدمها.
ولفت إلى أن الأزمة ليست فقط في افتتاح أفرع جديدة لهذه المدارس رغم انحصار الحرب، ولكن المشكلة الحقيقية تكمن في الأجيال السابقة التى خرجتها، وتحمل فكرًا متشددًا بالفعل.
وحذر من هؤلاء الأطفال الحاملين لأفكار مشوهة، مطالبًا بسرعة حصر هؤلاء وضمهم لبرنامج إعادة تأهيل، يضمن تعديل أفكارهم بعيدًا عن الفكر المتشدد. وشدد على أن سوريا ما زالت تحمل مستقبلًا مهددًا لأسباب، منها هذه الأجيال، مطالبًا بسرعة حصر هذه المدارس وغلقها كافة.
فشل جديد للقاعدة
قال عمر رحمون، الناشط السوري: إن هذه المدارس لم ترتقِ لخطورة المدارس الدينية في أفغانستان، موضحًا أن التجربتين مختلفتان في كون المدارس في سوريا مستجدة على المجتمع السوري، ولم تجد فرصة للتعمق؛ إذ كل عمرها ٩ سنوات، مشيرًا إلى أن القضاء عليها سيحدث بتصفية الميليشيات، ومن ثم كساد بضاعة تلك المدارس من مناهج تكفيرية.
ولفت إلى أن المشكلة وقتها ستصبح في أجيال تخرجت في هذه المعاهد، وتشربت التطرف، معربًا عن أهمية العثور على هؤلاء، وإعادة تأهيلهم. وشدد على أن الجهات المتورطة في إشعال المشهد في سوريا كانت تدرك خطورة هذه المدارس؛ لذا لجأت إليها للتخديم على أهدافها، وهى إبقاء سوريا مشتعلة لأطول فترة ممكنة. 
وتطرق إلى أن المرحلة القادمة من المعارك، هى تحرير إدلب، ثم تصفية كل ما تركته هذه الفصائل من مدارس أو ملحقات. ويعد أبرز هذه المعاهد ما يسمى «معهد البخاري»، الذى يُشرف عليه الإرهابى السوري ذو الفكر القاعدي، عبدالرزاق المهدي، وافتتح له أكثر من فرع في كفر تخاريم، والدانا، ومنطقة الحدود بالقرب من سرمدا.