الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

في ذكرى هجمات 11 سبتمبر.. خبراء اقتصاد وسياسة يستعرضون التغيرات التي طرأت على العالم بعد هذه الأحداث وتأثيرها على منطقة الشرق الأوسط

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يوافق، اليوم الأربعاء، الذكرى الـ18 لأحداث 11 سبتمبر 2001، التي شهدتها الولايات المتحدة الأمريكية، ولن ينساها العالم أجمع، حيث شملت هذه الأحداث مجموعة من الهجمات، فقد توجهت أربع طائرات نقل مدني تجارية لتصطدم بأهداف محددة، نجحت في ذلك ثلاث منها، وكانت هذه الأهداف هي برجي مركز التجارة الدولية بمنهاتن ومقر وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون".
ونتج عن هذه الأحداث سقوط آلاف القتلى، حيث وصل عدد الضحايا إلى 2973 شخصا و24 مفقودا، بالإضافة إلى آلاف الجرحى والمصابين بأمراض جراء استنشاق دخان الحرائق والأبخرة السامة، وتوجهت الاتهامات آنذاك إلى أن 19 شخصا على صلة بتنظيم القاعدة قاموا باستعمال طائرات مدنية قاموا باختطافها، وانقسم منفذو العملية إلى 4 مجموعات ضمت كل مجموعة شخصا تلقى دروسا في معاهد الملاحة الجوية الأمريكية.
وكانت الهجمة الأولى في تمام الساعة الثامنة صباحًا، حيث اصطدمت إحدى الطائرات المخطوفة بالبرج الشمالي من مركز التجارة العالمي، أما الحادث الثاني فجاء بعد الأول بنحو 15 دقيقة، حيث اصطدمت طائرة أخرى بمبنى البرج الجنوبي، وبعد مرور نحو نصف ساعة اصطدمت طائرة ثالثة بمبنى البنتاجون، بينما كان من المفترض أن تصطدم الطائرة الرابعة بالبيت الأبيض، لكنها تحطمت قبل وصولها للهدف، وتسبب هذا الحادث في خسائر اقتصادية ومالية ضخمة للولايات المتحدة الأمريكية، وتراجع الاقتصاد الأضخم في العالم.
وشهد العالم أجمع تغيرات عديدة اقتصاديًا وسياسيًا وأمنيًا، حيث رصد بعض الخبراء هذه التغيرات وتحليلها بعد أحداث 11 سبتمبر.


فعلى المستوى الاقتصادي، يعلق الدكتور رشاد عبده، الخبير الاقتصادي، رئيس المنتدى المصري للدراسات الاقتصادية، قائلًا إن الاقتصاد والسياسة وجهان لعملة واحدة، وبالتالي فإن أحداث 11 سبتمبر 2001 التي وقعت في الولايات المتحدة أثرت على العالم أجمع اقتصاديًا، حيث إن هذه الأحداث كسرت "شوكة" وهيبة وقوة أمريكا في العالم، حيث بدأت دول عديدة في معارضة أمريكا، ولكن هذا الأمر يتغير بالأشخاص والأزمنة. 
وتابع عبده، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن الرئيس الأمريكي الحالي "دونالد ترامب" وهو رجل أعمال في الأساس، فأصبح يُغلب الأموال والبيزنس على أي شيء آخر، فعلى سبيل المثال ألغى "ترامب" اتفاقية المناخ التي وقعها الرئيس السابق "أوباما" في فرنسا، لأنه يعتمد البترول والغاز، والذي يخرج بـ"الهيدروماتيك"، وهو يسبب انكسار مواد الأرض من خلال مواد كيماوية ويسبب التلوث البيئي الخطير، مشيرًا إلى أن "ترامب" لم يلتفت إلى التلوث البيئي الناتج عن هذا الأمر، ولكنه يركز على أن يكون أكبر مُصدر للبترول ومنتجه عالميًا.
وأشار إلى أن أمريكا أصبحت ترفع العديد من الشعارات ولكن بما يحقق مصلحتها ودون أن يسبب على ضرر، لافتًا إلى أنها عقب أحداث 11 سبتمبر نظرت إلى الدول النامية باعتبارها دولا تتبع سياسات خاطئة، ولكن سياساتها المتبعة والخاطئة تراها صحيحة وسليمة لأن تفعلها دون أن تفعلها دول أخرى وخاصةً الشرق الأوسط، كما أن تركيزها بعد هذه الأحداث اتجه إلى الحرب على الإرهاب في بعض الدول مثل الحرب على العراق وأفغانستان وغيرهما، بما أثر على اقتصاديات عدد كبير من الدول، ومنها السياحة والحد من توافد الزائرين عالميًا لمنطقة الشرق الأوسط.
وأوضح أن الحروب في منطقة الشرق الأوسط تؤثر بالطبع على أسعار البترول، فكان أحد أهداف أمريكا خلال ضربها للعراق هو السيطرة على البترول في هذه المنطقة، بالحرب على عدة دول عربية، فكان هذا مخططا أمريكيا واضحا للتحكم في أسعار البترول، ولكنه لم يكتمل، إلا أنه خلق حالة من العداء الشديد تجاه المسلمين والعرب، مضيفًا أن الاستثمارات الأجنبية المختلفة في المنطقة تأثرت كثيرًا عقب هذه الأحداث، واستغلال إسرائيل لهذه الأوضاع خاصةً في ظل تحكمها في الإعلام العالمي، وتصدير مشهد فرحة الفلسطينيين في الأمريكان أثناء أحداث 11 سبتمبر، بما أثر على موقف أمريكا للدفاع عن القضية الفلسطينية وتحوله تمامًا ضدها.
واستكمل، أن أمريكا بعد هذه الأحداث بدأت في تصدير عدة مصطلحات لمنطقة الشرق الأوسط، ومنها تشجيع الانقسامات التي تحدث في الدول العربية ودعمها، وتوالت الأحداث حتى الوقت الراهن وموقف دول مثل اليمن وليبيا والعراق وسوريا، مؤكدًا أن مصر تصدت لهذا المخطط الأمريكي بعد تولي الرئيس السيسي لمقاليد حكم البلاد، وعمل على حمايتها من الجماعة الإرهابية التي دعمتها أمريكا للوصول إلى الحكم في 2012، لتفتيت البلاد وإحداث الفوضى في الشوارع. 


أما سياسيًا، فيرى الدكتور سعيد صادق، أستاذ الاجتماع السياسي بالجامعة الأمريكية، أن بعد أحداث 11 سبتمبر وُضعت الأجندة الدولية، والتي شملت الحرب على الإرهاب في بعض الدول ومكافحته، وإحداث التغير بداخلها، ومنع الديمقراطية والتقدم للأمام، والاستغلال الخاطئ لمفهوم حقوق الإنسان في الدول النامية، موضحًا أنه تم استخدام مصطلحات لأغراض عديدة، فكان الغزو الأمريكي للعراق وأفغانستان للحرب على الإرهاب، ويليها مقاطعة وفرض عقوبات على بعض الدول، بسبب رفضها لهذه الحرب.
وأضاف صادق، في تصريح خاص لـ"البوابة نيوز"، أن أمريكا استغلت العلاقات الدولية بين الدول والعمل على تشويهها بما يخدم مصالحها، لافتًا إلى أنها وضعت مخططا لزعزعة أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، فضلًا عن إدخال بعض شركات الأمن لتجسس لصالحها في مضمونها، وفي ظاهرها تحقيق الأمن داخل البلاد، من خلال الكشف عن المفرقعات والأسلحة ونشر كاميرات المراقبة وتأمين الطرق والشوارع، فضلًا عن تضيق الخناق على تأشيرات الدخول والخروج لأي دولة أوروبية تحت بند الإرهاب.