يجتمع وزراء الخارجية العرب، غدا الثلاثاء، فوق صفيح ساخن، بعد ان دبت الخلافات والصراعات بين الدول العربية وسفراءها لدي جامعة الدول العربية، ووصلت إلى أوجها بعد ان امتدت على مدي أكثر من 12 ساعة خلال أعمال الدورة الـ152 لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى المندوبين الدائمين الذي عقد برئاسة العراق خلفا للصومال واختتمت مساء أمس الأحد.
ورفع المندوبون الدائمون للجامعة العربية مشاريع قراراتهم وخلافاتهم إلى وزراء الخارجية لحسم تلك الخلافات خلال اجتماعهم غدا.
وتتصدر الازمة الخليجية وخروقات قناة الجزيرة المشهد، حيث انتقلت الازمة إلى اروقة الجامعة العربية، وذلك لاول مرك منذ اندلاع الازمة قبل اربع سنوات عندما قاطعت كل من مصر والسعودية والإمارات والبحرين دولة قطر، وبعد مرور هذه السنوات من القطيعة قررت قطر طرح الازمة على طاولة الجامعة العربية لأول مرة وطلبت إصاغة بندا حول الازمة باجتماع وزراء الخارجية العرب، بينما قامت البحرين بطلب إضافة بندا حول خروقات قناة الجزيرة القطرية.
من ناحية اخري دعا السفير أحمد الدليمي مندوب العراق لدى الجامعة العربية وسفيرها بالقاهرة إلى إعادة سوريا لمجلس جامعة الدول العربية، وهو أمر محل خلاف كبير بين الدول العربية، حيث ترفض عدد من الدول المحورية عودة مقعد سوريا لدى الجامعة العربية.
وطالب الدليمي السوريين واليمنيين والليبيين بتجاوز الخلافات وتحقيق المصالحة للوصول إلى الأمن والاستقرار في بلادهم.
وقال مندوب العراق، خلال ترؤسه أعمال اجتماع مجلس الجامعة العربية الذي عقد الليلة الماضية، إن المنطقة العربية تواجه تحديات متسارعة، مشيرا إلى ضرورة إعاده النظر في طريقة التعاطي مع هذه التحديات لمواجهه الإخطار الأزمات التي تشهدها بعض الدول العربية.
ودعا إلى تجنب سياسات التصعيد والتدخلات الخارجية والعمل على تحقيق التطلعات المشروعة لشعوب المنطقة.
وأشار إلى أن العراق عانى من الجماعات الإرهابية التي دمرت مدنا كثيرة في البلاد، ولكن تمكن الجيش العراقي من دحر الإرهاب، مما أتاح الشروع في إعمار هذه المدن، كما دعا إلى تضافر الجهود العربية من اجل مكافحة الاٍرهاب والجرائم المنظمة والعابرة للحدود والتصدي لذلك سياسيا واعلاميا وثقافيا، مؤكدا اهمية دعم بلاده في أعاده الاعمار بعد الانتصار الكبير على تنظيم داعش الإرهابي.
وأوضح مندوب العراق أن القضيه الفلسطينية تظل قضية العرب المركزية، مشيرا إلى استمرار الاحتلال الإسرائيلي في انتهاكاته ضد المقدسات والشعب الفلسطيني عبر الاستيلاء على الاراضي وتهجير السكان وتدمير بيوتهم، داعيا المجتمع الدولي إلى تحمل مسئولياته من اجل إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف.
وجدد الدليمي رفض العراق جميع الخطوات الأحادية المتعلقة بوضع مدينة القدس، مشددا على دعم بلاده لحق الشعب الفسطيني في إقامة دولته المستقلة على أراضي 1967 وعاصمتها القدس، مؤكدا
دعم العراق لمنظومة العمل العربي المشترك بما يحقق تطلعات الشعوب العربية.
من جانبه استعرض عبد الغني محمد مندوب الصومال في الجامعة العربية، وسفيرها في القاهرة، رئيس الدورة السابقة لمجلس الجامعة العربية، الذي سلم الرئاسة لمندوب العراق، إنجازات هذه الدورة.
وأشار إلى التحديات التي واجهت المنطقة خلال الفترة الماضية وفي مقدمتها الإجراءات الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية وقيام الولايات المتحدة بنقل سفارتها بالقدس.
ووجه مندوب الصومال التهنئه إلى السودانيين حكومة وشعبا على الوصول لاتفاق بتسليم السلطة، معربا عن تمنياته لرئيس الوزراء السوداني الجديد عبد الله حمدوك التوفيق.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية وقف المجلس دقيقة حدادا على روح الرئيس التونسي القايد باجي السبسي.
وانبثق عن الجلسة العامة 4 لجان هي: لجنة الشئون السياسية واللجنة الاجتماعية والثقافية، ولجنة الشئون القانونية، ولجنة الإدارية والمالية، وإعداد تقاريرها تمهيدا لرفعها للاجتماع الوزاري العربي.
