ناقشت السينما المصرية في العديد من أفلامها، حواديت منطقة المدابغ بما تحتويه من حياة، وتناولت هذه الأعمال حال أصحاب هذه المهن وأيضا ممن يعيشون في هذه المناطق الشعبية.
ومن هذه الأفلام، «أسوار المدابغ» بطولة فريد شوقى ومحمود ياسين وحسين فهمى وصفية العمرى وسميرة صدقى وإخراج شريف يحيى وتأليف إسماعيل ولى الدين وعصام الجبلاطي، وتدور القصة حول المعلم (خليل)، وهو تاجر كبير يحتكر تجارة الجلود في الحي، ولديه ابنان أحدهما (فاضل) مؤيد له والآخر (حسين) الذى يقف دائمًا في صف العمال، ويحاول (محسن) إعادة تشغيل مدبغ والده المتوفى ويهتم به لدرجة أنه يترك تعليمه من أجل المدبغ، ويقترض أموالًا من أخيه ولكن مع تراكم الديون عليه يتم الحجز على المدبغ، وبعد عرضه للبيع يشتريه المعلم خليل ويعمل محسن لديه في المدبغ.
فيما ناقش فيلم «برج المدابغ» بطولة فاروق الفيشاوى ويونس شلبى وعادل أدهم تجارة المدابغ بشكل مختلف، وفى أحداثه ينتقل التاجر الثرى «سلامة» من حى المدابغ ليعيش في عمارته الجديدة بالمهندسين، ويعود ابنه «هشام» من حرب 73 مصابًا بساقه وبالعجز الجنسى وتتمسك به زوجته «نادية»، أما ابنه «عصام» فيمتلك محلا وتمده صديقته «نانا» بالبضاعة من الخارج، من بين البضاعة نوع من الدواء يخفى عنها حقيقته لأنه يتاجر بالمخدرات «الكوكايين»، ويقرر «سلامة» الزواج من «نانا» فيتخلص «عصام» منها حتى لا تشاركهم الميراث، إذ يبلغ عنها ويتم القبض عليها ومعها الكوكايين.
وحول المشكلات التى يعانى منها عمال المدابغ دارت أحداث فيلم «حارة برجوان» تأليف مصطفى محرم وإخراج حسين كمال وبطولة نبيلة عبيد وحمدى غيث ويوسف شعبان وناهد سمير ويوسف عيد وأحمد عبدالعزيز وفؤاد خليل وعزيزة راشد وهانم محمد ونهى العمروسي.
وتشهد أحداث الفيلم تعرض «زينات» لظلم زوجها وطلاقه لها بعد زواجه من أخرى، فتعمل في مصبغة وتتورط مع رئيس العمل «مدحت» الذى يتخلى عنها، فيعجب بها «سيد» وتستسلم له ويرفض الزواج منها رغم أنها حامل، وتلد «زينات» ويقرر «سيد» الزواج منها بعد أن تنجب الولد فترفض، فيتفق مع «مدحت» على خطف المولود حتى توافق، فيعترف «مدحت» له عن علاقته بـ«زينات» ويتصارعان على نسب المولود.
ثم يأتى إلينا فيلم «ورد مسموم» الذى يسرد مظاهر الفقر والتلوث وحياة المدابغ والجلود والمعاناة والفيلم بطولة محمود حميدة وصفاء الطوخى وميرهان مجدى الشهيرة بـ«كوكي» وإبراهيم النجاري، والفيلم تم ترشيحه مؤخرًا لتمثيل مصر في مسابقة الأوسكار.
ويسرد الفيلم حياة «تحية» عاملة نظافة مراحيض، لم تترك لها الدنيا شيئا سوى أخيها «صقر» عامل المدابغ، الذى تعيش لأجله وتفنى حياتها في خدمته، ثم تنقلب حياتها رأسا على عقب حينما تعلم أنه يحاول البحث عن فرصة للخروج من جحيم المدابغ، وهو ما ترفضه تحية فتحاول عرقلته بشتى الطرق وتقرر القيام بأى فعل لإبقائه بجانبها.
