في الوقت الذي يزداد فيه استخدام الأكواب الورقية والبلاستيكية في تناول المشروبات الساخنة وحتى الباردة المختلفة خرجت خلال الفترة الأخيرة تحذيرات من استخدام تلك الأكواب لما لها من آثار صحية ضارة على المواطنين.
دراسة حديثة صدرت من قبل المنظمة الأوروبية لحماية المستهلك والتي حذرت من خطورة الحبر والمواد الكيماوية الأخرى المستخدمة في أكواب القهوة والأغلفة الورقية التي تستخدم في الأغذية ومن خطورة تأثيرها على الصحة العامة لما لها من احتمالية التسبب في انبعاث مواد ضارة منها.
وبحسب الدراسة التي صدرت عن المنظمة الأوروبية لحماية المستهلك والتي خرجت للنور في يوليو الماضي فإنه يتم استخدام أكثر من 5 آلاف مادة كيماوية لصناعة الأحبار المستخدمة في عبوات تغليف الأغذية وتشمل هذه المواد صبغات ومواد مذيبة وإضافات إذ تبين من التحاليل والاختبارات المعملية احتواءها على أمينات عطرية أساسية وهي مواد كيماوية تستخدم للحصول على اللون الأصفر والبرتقالي والأحمر ويشتبه في أن بعضها يسبب السرطان.
وفي هذا السياق وفي ظل انتشار استخدام الأكواب الورقية والبلاستيكية في العديد من المطاعم والمتاجر المختلفة قال الدكتور مروان سالم، الخبير الدوائي، أنه منذ فترة زمنية كبيرة كان يشيع استخدام المنتجات الورقية بجانب الزجاجية في صنع الأكواب ولكن توقف الأمر بعد الاعتماد على البلاستيكية ولكن اكتشف الخبراء أن تلك العبوات البلاستيكية ضارة للصحة وخاصة أنها تتفاعل مع العناصر التي توضع بالأكواب أو الأطباق البلاستيكية وهو ما جعل هناك اتجاه إلى زيادة استخدام المنتجات الورقية مثل الأكواب والعبوات الورقية التي يوضع بها الأطعمة والمشروبات المختلفة.
ولفت سالم إلى أن الكارثة هو أن تلك الأكواب الورقية يتم صنعها بصورة غير صحية هي الأخرى وهو ما يفسر تغيير طعم ورائحة الغذاء داخل تلك الأكواب أو المنتجات مشيرًا إلى أنه سبق لمنظمة الصحة والدواء الأمريكية التحذير منها حيث يتم صناعة تلك الأكواب بواسطة مادة "البولي اثيلين".
وأضاف: يظهر هذا في صورة طبقة شمعية تبطن الأكواب من الداخل وتتفاعل مع المواد الساخنة، منتجة مركبات كيميائية مسرطنة وهو ما يجعل ملمس الكوب ناعمًا من الداخل، مضيفًا أن المشكلة الأخرى تتمثل في أن الورق الذي يستخدم لصنع تلك الأكواب يصنع من خلال المخلفات الورقية التي يعاد تدويرها مرة أخرى، لافتًا إلى إنه يتم استيراد تلك المادة من الصين وتتسبب في وقوع مشكلات صحية خطيرة مثل أمراض السرطان والكلى والكبد والأمراض المناعية خاصة أنه يتم ادخال ألوان صناعية أيضًا في تلك الأكواب والمنتج.
وأضاف الدكتور محمد المحروس، الاستشاري والباحث في العلوم البيولوجية والهندسة الجزيئية، أنه تتكون طبقة غير اعتيادية فوق سطح الكوب الورقي وتلاحظ بالعين المرئية المجردة أو غير المجردة وهي أنواع مختلفة من المواد الكيميائية التي لا يصلح استخدامها في المشروبات الساخنة وإنما في المشروبات الباردة لافتًا إلى إن أخطر تلك المواد هي مادة الواكسكوتيد وهي من المفترض أنها مادة مقاومة للحرارة، لافتًا إلى إن الإصابة بالمرض سيكون هو النتيجة الأساسية مع الاستمرار في استخدام الأكواب الورقية في شرب المشاريب الباردة.
