الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

في زمن الحروب التعليم حلم الأطفال.. غياب "المنظومة" بسبب التهجير والقصف المستمر في سوريا.. 2.8 مليون طفل غير مسجلين بالمدارس

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
٨ سنوات من حرب لم تنته، أدت إلى شبه انعدام كامل في منظومة التعليم في سوريا بسبب التهجير والقصف المستمر، وهو الأمر نفسه الذى حذرت منه منظمة «إنقاذ الطفل العالمية» من أن آلاف الأطفال يواجهون خطر عدم الالتحاق بالعام الدراسي الجديد في شمال غربى سوريا، نتيجة التصعيد العسكرى المستمر في المنطقة منذ أشهر.



ومن المفترض أن يبدأ العام الدراسي الجديد في نهاية سبتمبر الجاري، لكن نحو نصف مدارس المنطقة باتت خارجة عن الخدمة.
وذكرت المنظمة أنه من أصل ١١٩٣ مدرسة في المنطقة، لا تزال ٦٣٥ منها فقط في الخدمة، فيما تضررت ٣٥٣ منها جراء القصف أو تم إخلاؤها، كما تستخدم أكثر من ٢٠٠ مدرسة كملاجئ للنازحين. وأشارت المنظمة إلى أن المدارس المتبقية قادرة على استيعاب ٣٠٠ ألف من أصل ٦٥٠ ألف طفل يبلغون العمر المناسب للدراسة.
وكان لأدلب النصيب الأكبر من تهدم مدارسها وأبنيتها التعليمية، كما أن تصعيد وتيرة الحرب في المحافظة، وفق الأمم المتحدة، أكثر من ٤٠٠ ألف شخص على النزوح ولجأ معظمهم إلى المنطقة الحدودية مع تركيا في شمال إدلب.
ويخشى الكثير من السوريين اليوم إرسال أطفالهم إلى المدارس، وفى تصريحات لمسئولة الملف السورى في المنظمة سونيا كوش أكدت: «أبلغنا الأساتذة أن الأهالى يطلبون منهم إغلاق المدارس خشية من تعرضها لهجوم». وأضافت «الكثير من الأطفال يتعاملون حاليا مع خسارتهم لمنازلهم، ولا يجدر بهم أن يواجهوا خوفا آخر حول احتمال أن يخسروا حياتهم إن سعوا وراء تعليمهم». وخلال سنوات الحرب، انخفضت الليرة السورية من نحو ٥٠ ليرة إلى أكثر ٦٤٠ ليرة حاليًا، مقابل الدولار الأمريكى حاليًا، مع ارتفاع جنونى في أسعار السلع توازى مع قيمة الدولار مقابل الليرة.

وترافق بدء العام الدراسي الجديد مع تدهور حاد في سعر صرف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي، ووصوله إلى أكثر من ٦٤٠ ليرة، بعد أن كان قبل ١٠ أيام ما بين ٦٠٠ و٦١٠ ما أدى إلى تحليق كبير في أسعار عموم المستلزمات المعيشية، زاد من صعوبة الحياة أكثر على الأسر. 
ولوحظ في الأسواق تضاعف أسعار المستلزمات المدرسية عما كانت عليه في العام الماضي، ووصل سعر الحقيبة ذات الجودة المتوسطة لمرحلة التعليم الأساسى إلى تسعة آلاف ليرة، بعد أن كان في العام الماضى يقارب خمسة آلاف، بينما يبلغ سعر القميص سبعة آلاف بعد أن كان بأربعة آلاف.
وتصل تكلفة تأمين مستلزمات الطالب الواحد في مرحلة التعليم الأساسي، ما بين ثياب وحذاء وحقيبة وقرطاسية وكتب، أكثر من ١٠٠ دولار، على حين لا يتجاوز المرتب الشهرى للموظف الـ٨٠ دولارًا.
ويعيش حاليا أكثر من ثلث أطفال الحرب في سوريا باتوا يواجهون خطر التحول إلى جيل أمى أو في أحسن تقدير من غير المتعلمين الذين فقط يعرفون مبادئ القراءة والكتابة، وبحسب تقديرات منظمة يونسيف فإن ٢.٨ مليون طفل سورى غير مسجلين في المدارس في سوريا ودول الجوار، في حين تمكّن نحو ٤.٩ مليون طفل من مواصلة تعليمهم رغم الحرب والعنف والنزوح المستمر في البلاد منذ العام ٢٠١١.