الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"أوفر دوس" في الساحل الشمالي.. خناقات وعربدة تدفع "أولاد الأكابر" للتصييف في جمصة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ماذا يحدث في الساحل الشمالي .. وما كل هذا الصخب والضجيج و"شغل البلطجة" الذي فاحت رائحته بدرجة تزكم الأنوف وتثير حالة من الفزع وتدفع كل من تسول له نفسه للتفكير مائة مرة قبل اتخاذ قرار بارتياد هذا المصيف الذي يعتبر قاصراً على "أولاد الأكابر" ، فإذا به يتحول إلى ساحة معارك وسيارات فارهة تدهس البشر ، وبالطبع لا يمكن تعميم القياس على عواهنه فمما لا شك فيه وجود مصيفين ملتزمين وأولاد أصول بجد ، لكن يبدو أن تسلل بعض المنفلتين ساهم في إفساد المشهد على النحو الذي تابع تفاصيله الملايين .
فعلى مدار الأعوام الماضية كان قضاء بضعة أيام قليلة حلم يراود آلاف المصريين لارتفاع أسعار كل شيء فيه بصورة لا تتيسر إلا لكبار الأثرياء فقط ، إلا أنه تحول بقدرة قادر إلى كابوس مزعج خصوصاً خلال الأيام القليلة الماضية ، فقد تابع الملايين مشاهد الخناقات والسكر حتى الثمالة التي انتشرت على مواقع السوشيال ميديا ، لتسيطر مشاهد العنف والبلطجة على ذاكرة كل من يذكر أمامه اسم الساحل الشمالي .
وفي التفاصيل .. فقد شهد المنتجع السياحي خلال اليومين الماضيين ما عرف بـ"معركة هاسيندا" حيث تشاجر مجموعة من الشباب بصحبة عدد من الفتيات اللاتي يظهر عليهن الإعياء الشديد ، بالتأكيد ليس بسبب سهر الليالي في الشغل يا ولداه ، على إثر تناول جرعات كبيرة "أوفر دوس" من الخمور وربما والعياذ بالله الحشيش ، وتحول المشهد من مصيف الأثرياء إلى "جمهورية إمبابة" وهي تشهد إحدى المشاجرات ، وبطبيعة الحال لم تكن هذه الحالة الأولى أو الوحيدة التي يظهر فيها هذه الانفلات السلوكي ، ولكنه في الواقع ربما كان الأكثر فجاجة .
ولا أحد يعلم على وجه التحديد ما سر كل هذا النشاز .. ربما وفرة المال غير المبرر أو القوة غير المشفوعة بضوابط اجتماعية أو نوازع أخلاقية ودينية ، فيما يرى آخرون أن المصيف الأشهر في مصر يحتاج إلى تواجد وانتشار أمني أعلى جاهزية ، ففي السابق كان ما يرتبط ذكره بالساحل الشمالي مشاهد الرقص اللوذعي والمايوهات الساخنة ، أما الآن فما نتابعه من أخبار هذه البقعة الغالية على نفس كل مصري غيور على وطنه "حمادة تاني خالص" .
أما عن النتائج المتوقعة فهي بكل تاكيد تتراوح ما بين قلق يساور كل من يفكر في ارتياد مثل هذه الأماكن خلال المواسم الصيفية المقبلة ، وربما يصل الأمر إلى تغيير "القبلة" بحيث تكون مصايف البسطاء مثل جمصة وبلطيم ورأس البر هي المستفيد الأكبر مما يجري في الساحل الشمالي .
على أية حال نتمنى على كل جهة اختصاص اتخاذ التدابير الكافية بعدم تكرار مثل هذه المشاهد المزرية ، أو على أقل تقدير الحد منها ، وذلك قبل أن نفاجأ بتحول هذه الوجهة السياحية إلى مساكن أشباح خاوية على عروشها ، فلا أخفيكم أنني شخصياً لا أنوي بتاتا شد الرحال إلى الساحل الشمالي بعد كل ما تابعته من أحداث دامية وذلك حفاظاً مني على كل ما ينبغي الحفاظ عليه : سلامتي وأمني وعربيتي ودماغي .. خصوصاً إن "الشيطان شاطر" ، وكمان "مش كل مرة تسلم الجرة" .. مش كده ولا إيه ؟!!