الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الكنيسة الأرمينية الأقدم في الشرق الأوسط.. 40 أسرة أسست للجالية بالقاهرة قبل مئات السنين.. يجيدون 6 لغات.. "يغيازاريان الدينية" أولى مدارسهم في مصر.. والفتوحات الإسلامية أنقذتهم من الفرس

الكنيسة الأرمينية
الكنيسة الأرمينية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استوطنت الجاليات الأرمنية العديد من دول العالم العربي، كان من أبرزها سوريا ومصر ولبنان والعراق والأردن وفلسطين، وعاش الأرمن حياة مزدهرة في فترة الحكم الفاطمي‏،‏ وكان رئيس الوزراء بدر الدين الجمالى أصله أرمني، كما ازدهرت حياتهم في عهد محمد على ‏ باشا والى مصر الذى اتخذ منهم مترجمين ومساعدين له‏،‏ ووفر لهم الأمان والرعاية‏،‏ وكان منهم أول وزير خارجية في عهده وهو بينحوسه بيكيوسفيان‏.
وجاء الأرمن في عهده إلى مصر من تركيا والدول العربية المجاورة وأوروبا، وقد ظهرت منهم شخصيات بارزة حكومية وسياسية مثل نوبار باشا الذى شغل مناصب مهمة في الحكومة المصرية أيام حكم إسماعيل وتوفيق وعباس حلمى الثانى وتولى رئاسة الحكومة، ثم هاجر الأرمن بكثافة إلى مصر هربا من المذابح العثمانية‏.‏ 

وعلى بعد أمتار من مستشفى القطبى الكائن بشارع رمسيس، تجد بطريركية الأرمن الأرثوذكس ذات الطراز التاريخى الذى يجرى به بعض أعمال الترميم والصيانة حاليًا؛ لتطوير المبني، حيث وحدات خرسانية يدنو حسن معمارها العتيق من الكمال، وتتنافس لخطف بصرك الحائر بينها، لم تقتصر فقط على الأرثوذكس، بل هناك كنائس الأرمن الكاثوليك، إذ تعتبر الكنيسة الأرمنية من أقدم الكنائس الشرقية نشأة وطقسًا ولاهوتًا، حيث بقيت هذه الكنائس مرتبطة بالأرض والشعب واللغة عبر العصور، فأخذت طابعًا وطنيًا متميزًا، وظل الأرمن محافظين حتى اليوم على وطنهم ولغتهم وإيمانهم وتقاليدهم، على الرغم من الأحداث السياسية والدينية التى هزّت كيان المسيحيين في الشرق، وغيّرت مجرى تاريخ كنائسهم، لذلك فإنهم يشعرون بوحدة قوية تجمع في ما بينهم من حيث الحضارة القومية والتاريخ المشترك والإيمان المسيحي.

المسيحية في أرمينيا
يفيد التقليد الكنسى بأن الروسولين تدَّاوس وبرتلماوس بشرا الأرمن بالدين المسيحى الجديد في منتصف القرن الأول للميلاد، ولكن ما تؤكده المصادر التاريخية أنه في نهاية القرن الثانى كانت قد تكونت جماعة كبيرة من المسيحيين في جنوب أرمينيا بفضل المبشرين السريان القادمين من مدينة الرها، أما في القرن الثالث فتشير الوثائق التاريخية إلى وجود أسقف أرمنى من شرق قبدوقية اسمه «ميروجان» وهكذا بدأ الأرمن ينفصلون عن الفرس ويميلون إلى الإمبراطورية الرومانية، مما جعلهم عرضة للاضطهادات المجوسية، وكانت أرمينيا هى أول بلد في العالم تعدّ الديانة المسيحية هى الدين الرسمى عام ٣٠١ م وذلك قبل منشور الإمبراطور قسطنطين. وتبنت الكنيسة الأرمنية الطقوس والعادات الوثنية الشعبية التى كانت منتشرة في أرمينيا قبل دخول المسيحية إليها، حيث عمدت إلى «تنصيرها» و«تعميدها»، فأدخلتها في صلب الرتب الدينية وأعطتها معانى جديدة، كطقس إشعال النار في وسط الكنيسة، في عيد تقدم المسيح إلى الهيكل، والالتفاف حولها، وطقس بركة العنب في يوم عيد السيدة، وتوزيعه على المؤمنين، وحافظت الكنيسة على هذه العادة الشعبية وأدخلت بركة العنب في صميم الطقس الكنسي، بعد أن أعطته معنى خلاصيًا ابتداءً من نوح الذى زرع الكرمة إلى المسيح الكرمة الحقيقية، بالإضافة إلى أن هناك رتبا دينية أخرى ولكن من أصل مسيحي، مثل رتبة فتح البواب في عيد الشعانين، ورتبة التوبة في يوم الأربعاء من أسبوع الآلام، ورتبة الغسول، ورتبة «السهر» للتأمل في آلام المسيح، ورتبة دفن المسيح، وصوم مار سركيس الذى يدعى عند بعض الكنائس صون «نينوى».

إبادة الأرمن 
تعد أكبر المجازر في تاريخ البشرية كانت في القرن العشرين، والتى راح ضحيتها بحسب تقديرات الباحثين نحو ١.٥ مليون شخص، في إبادة عرقية من قبل الجنود الأتراك التابعين للدولة العثمانية تجاه مجموعة الأرمن المسيحية، وارتكبت الدولة العثمانية مجازر بحق الأرمن وقامت بإعدام المثقفين والسياسيين الأرمن والتحريض ضدهم بشكل عام وتشير إلى القتل المتعمد والمنهجى لهم خلال وبعد الحرب العالمية الأولى، وتعد مذبحة الأرمن هى الواقعة التى ما زال نظام الرئيس التركى أردوغان ينكرها تمامًا وينكر مسئولية الدولة العثمانية تجاهها، بينما «الأرمن» يكنون العداوة الشديدة للأتراك إلى يومنا هذا بسبب تلك الجريمة الإنسانية التى ارتكبها العثمانيون الأتراك بحق الأرمن، وحدثت الأزمة في عهد السلطان عبدالحميد الثانى، إذ ادعت الدولة العثمانية بأن روسيا حرضت الأرمن الروس المقيمين قرب الحدود الروسية العثمانية، وزعمت الدولة العثمانية أن هذه الجماعات حاولت اغتيال السلطان عام ١٩٠٥م.
وهجرت تركيا بين عامى ١٩١٥-١٩١٧ نحو ٦٠٠ ألف أرمنى لتبعدهم عن الحدود الروسية وتقطع عليهم الدعم الروسى وتم التهجير والترحيل القسرى بطرق بدائية جدا فمات من هؤلاء عدد كبير، في ظل ظروف قاسية. وإليكم أبرز كتب تروى شهادات من عاصروها.
قتل أمة: مذكرات هنرى مورغنطاو
يتحدث الكتاب عن أعمال التهجير الجماعى والإبادة لجموع السكان الأرمن، وما صاحب ذلك من تجويع وإذلال وانتهاك للأعراض وسلب الممتلكات تحت سمع وبصر الحكام العنصريين وبإيعاز منهم، ويصور الكثير من الحوادث المريرة ومحطات القوافل التى كانت تقتات على طول الطريق للذبح وقص الرقاب حتى آخر مرحلة لها في دير الزور (سوريا).

ذاكرة من المجازر الأرمنية
صدر الكتاب عام ٢٠٠٧ للكاتبة سيما كشيشيان عن المركز العربى للأبحاث والتوثيق، وهو عبارة عن قصص ترويها المؤلفة عن حملات التطهير والإبادة والتهجير التى قام بها الأتراك في العقدين الأولين من القرن العشرين وذهب ضحيتها الأبرياء من الشعب الأرمنى، مستندة إلى إلى وقائع حية وصادقة عاشها وعانى منها أحد المواطنين الأرمن خلال تلك الأحداث.
رواية «بريفان»
هى رواية تاريخية صدرت عن عام ٢٠٠٩ للكتاب جيلبرت سينويه وتمت ترجمها بواسطة عبدالسلام المودانى. وتتحدث عن وقائع حقيقية في زمن السلطان عبدالحميد الثانى الذى كان أول من بدأ بتنفيذ المجازر بحق الأرمن وغيرهم من المسيحيين الذين كانوا تحت حكم الدولة العثمانية.
مسلمون ينقذون مسيحيى الأرمن بالفتوحات العربية
رحب الأرمن بقدوم المسلمين الذين سينقذونهم من نيران الفرس، وكان ذلك في العام ٦٤٠، وبالرغم من اختلاف الدين، فإن الفاتحين العرب وفَّروا الأمان للأرمن وسمحوا لهم بممارسة شعائرهم الدينية شريطة أن يدفعوا الجزية ويحاربوا إلى جانبهم ويحفظوا الأمن، فأقام العرب على مناطق أرمينية واليًا يدير شئون البلاد باسم الخليفة، وحافظ الولاة على النظام الإقطاعي، ولكن أولوا الرئاسة في الشمال لعائلة «بقرادوني» عوضًا عن عائلة «ماميكونيان»، وفى الجنوب أعطوها لعائلة « أردزرونى « عوضًا عن عائلة «رشدوني».

حكاية دخول الأرمن إلى مصر
شهد عصر محمد على (١٨٠٥-١٨٤٩) توافد واسع النطاق للأرمن إلى مصر، حيث استعان بهم محمد على في وظائف حكومته لأنهم كانوا أكثر معرفة باللغات وأمور الصيرفة والنظم الأوروبية من المصريين في ذلك الوقت، كما شهد عصر محمد على بناء كنيستين للأرمن، واحدة للأرمن الأرثوذكس والأخرى للأرمن الكاثوليك.
وتعتبر مذابح الأرمن التى بدأت في ٢٤ أبريل ١٩١٥ علامة فارقة في تاريخ الجالية الأرمنية في مصر التى تلقت أعدادا كبيرة من اللاجئين من المذابح العرقية التى قام بها جيش العثمانيين، فازدات أعدادهم في مصر حتى وصلت ذروتها فيما يظهره إحصاء ١٩٢٧ من أن عددهم كان ١٧.١٨٨ يتركز أغلبهم في القاهرة والإسكندرية، وتمكن الأرمن من التوافق مع حياتهم.
وتأسست أول مدرسة أرمنية في مصر عام ١٨١٨ وهى مدرسة يغيازاريان الدينية في منطقة بين السورين ونقلت عام ١٨٥٤ إلى درب الجنينة وتغير اسمها إلى خورنيان على اسم المؤرخ الأرمنى موڤسيس خوريناتسي، وفى عام ١٩٠٤ نقل رجل الأعمال بوغوس نوبار المدرسة إلى بولاق، وفى ١٩٠٧ أسس مدرسة كالوسديان ڤارجان الأرمنية التى ضمت أيضا روضة أطفال والتى بقى منها اليوم مبنى واحد وساحة في شارع الجلاء في وسط القاهرة.
أسس ثانى المدارس الأرمنية في مصر في ١٨٩٠ بوغوس يوسفيان في الإسكندرية. أحدث المدارس هى المدرسة الأرمنية في هليوبوليس التى تأسست عام ١٩٢٥ بتبرع من بوغوس نوبار.


الأرمن الكاثوليك
نشأت في مصر عام ١٧٣٤، حين هاجرت ٤٠ عائلة من أرمينيا إلى القاهرة فشيدوا كنيسة صغيرة عام ١٧٣٧ ومنذ ١٧٥٣ تولى بطاركة الأرمن الكاثوليك في لبنان الرعاية الروحية للأرمن في مصر وعُين أول نائب بطريركى لهم في عام ١٨٢٠، وفى ١٩٢٦ افتتحت كاتدرائية القاهرة ويقدر عددهم في مصر حاليا بنحو ١٦٠٠ شخص والمطران الحالى في مصر كريكور أوغسطونيوس مطران الإسكندرية للأرمن الكاثوليك، وبسبب عدم وجود مكان عبادة خاص لهم، كان أبناء الطائفة يمارسون شعائرهم الدينية في كنيسة اللاتين، وكانوا يدفنون موتاهم في مدافنهم، واستمر هذا حتى تمكن الأسقف أكشهيرليان من استئجار منزل أقام فيه مذبحًا صغيرًا ومكان مبيت للكاهن أيضًا، وتم تكريس المذبح الأول رسميًا في الإسكندرية، وفى عام ١٨٩٩ أصبح للأرمن مدافن خاصة بهم. وتقع بطريركية الأرمن الرئيسية بشارع صبرى أبوعلم وسط القاهرة، وتوجد ٣ كنائس أخرى تابعة لهم في القاهرة هى كنيسة القديس جريجورى المنور الرسولية وكنيسة كريكور لوساوريتش الرسولية وكنيسة القديسة تريز الكاثوليكية، فضلا عن بطريركية الأرمن الكاثوليك في الإسكندرية.
الأرمن الأرثوذكس
احتفل الأرمن بالقاهرة، في شهر مايو الماضي، بمرور ٩٠ عامًا على بناء كنيسة الأرمن الأرثوذكس بالقاهرة وعلى هامش الاحتفالية، تم عرض مقتنيات أثرية ومجموعة نادرة تخص الكنيسة وتشمل: فضيات وأوانى وكاسات وكتبا وملابس ومفارش يعود بعضها إلى أواخر القرن التاسع عشر. كما عرضت الفنانة الشابة، ريتا كيفوركيان، عشر لوحات فنية تحيى من خلالها أيقونات أثرية قديمة يعود تاريخها لأكثر من ١٥٠ سنة، ولوحتين يبرزان الأسلوب المعمارى المميز لكنيسة الأرمن الأرثوذكس، ولوحتين للقديس جريجوريوس التنويرى الأرمنى الذى سميت الكنيسة باسمه، ولوحة لرحلة العائلة المقدسة إلى مصر، وأربع لوحات بورتريه لأهم وأبرز الشخصيات الدينية لطائفة الأرمن الأرثوذكس.
وفى تصريحات سابقة لـ الدكتور محمد رفعت، رئيس تحرير مجلة «آريف» الأرمنية، أكد أن معظم أرمن مصر يعشقون كرة القدم وتشجع النسبة الأكبر منهم فريق الزمالك، ومن محبى الاستماع لأغانى أم كلثوم وعبدالحليم حافظ، ويجيد الأرمنى نحو ٦ لغات، هى الأرمنية والعربية بلهجتها المصرية والإنجليزية والفرنسية والروسية والإسبانية.
وأضاف «رفعت»، أن لهم ناديا معروفا باسم النادى الثقافى الأرمني، في وسط القاهرة، وقد تأسس في ‏٩‏ مايو ‏١٩٢٠‏، ونادى «هوسابير» الثقافى والاجتماعي بجوار مسرح الهوسابير‏، ونادى «أرارت» ونادى «بزابست» بمصر الجديدة‏، ونادى «هومانتيد» الرياضي، أما في الإسكندرية فهناك نادى «ديكران يرجات» الذى تأسس عام ‏١٩٠٢‏ وهو أقدم ناد أرمنى في مصر ونادى «مجك» الرياضي‏، و«ديكران يرجات» الثقافى في شارع أبوقير بالإبراهيمية. واستكمل: أنهم لا يتزوجون إلا من جنسهم‏، وهناك حالات قليلة يتزوجون فيها من خارج الطائفة بسبب ظروف خاصة، وفى معظم الأحوال يعتبرون هؤلاء خارجين عن الطائفة، لأنهم يحرصون على الحفاظ على هويتهم وثقافتهم.
وأوضح أن أبناء الأرمن يتعلمون في مدارس خاصة بهم من أشهرها مدرسة كلوسريان الأرمنية في ميدان التحرير بالقاهرة ‏،‏ ومدرسة نوباريان بمصر الجديدة، ومدرسة الأرمن الكاثوليك بمصر الجديدة، ومدرسة بوغسيان وهى الوحيدة في الإسكندرية‏،‏ ولهم مستشفى واحد في القاهرة ويقع في ضاحية مصر الجديدة، ومستوصف أبكريان الذى يضم دارا لرعاية كبار المسنين‏.‏
واختتم: أن «الزمان» هى أول صحيفة يومية صدرت في القاهرة باللغة العربية وكان ذلك عام ‏١٨٨٢ ‏ وصاحبها رجل أرمنى يدعى السكندر صرافيان واستمرت حتى ١٨٨٦‏، كما أصدر أديب إسحاق ٣ جرائد باللغة العربية هي: مصر والتجارة والقاهرة‏، وقام الأرمنى أرمينال بودفيان بوضع أول قاموس بثمانى لغات من بينها العربية.
مشاهير الفن الأرمني أما في مصر، فتكاد لا تشعر أن ذلك أرمنى وهذا مصرى أصلى بسبب التداخل الكبير بين الإثنين، هناك نجوم متلألئة في سماء الفن المصرى من الأرمن، وأحبهن العرب جميعا مثل الفنانة نيللي، والفنانة فيروز التى اشتهرت باسم الطفلة المعجزة، والفنانة لبلبة، والفنانة ميمى جمال، والمطربة أنوشكا، والفنانة إيمان «ليز سركسيان» وإنجيل أراح تفيدهن وإبراهيم خان، ورسام الكاريكاتير الشهير صاروخان.

تحف معمارية
ويتميز الفن الهندسى المعمارى الأرمنى بطابع خاص، فتأتى القبة بشكل مخروط يرتفع نحو السماء، ويكون البناء في معظم الأحيان صغير الحجم وبلا أعمدة في الوسط، أما الهيكل الحجرى فيكون على منصة مرتفعة لا يصعد عليها إلا خدمة الهيكل بعد خلع أحذيتهم، ويكون اتجاه الكنيسة دومًا نحو الشرق هذا ويضع البناؤون الجرار الفارغة في القبة والجدران للحد من الصدى.
في فن تصنيع الذهب والفضة والنحاس، جاءت الآنية التى تستخدم آيةً في الفن اليدوى مثل المباخر والشمعدانات وغلافات الإنجيل والصلبان، وقد نُقشت على معظمها مشاهد مأخوذة من العهدين القديم والجديد، أضف إلى ذلك أن الأرمن برزوا في الحفر على الخشب وتطعيمه بالفضة.
طقوس الكنيسة الأرمنية 
وتستخدم الكنيسة الأرمنية في القداس الخبز الفطير والخمر الصافى دون مزجه بالماء، كما أنها تستخدم البرادى لفصل الهيكل عن الشعب تعبيرًا عن السر الذى لا يقترب منه إلاّ الكاهن وحده، أثناء القداس تقام دورتان: واحدة بالإنجيل وأخرى بالقرابين، بالإضافة إلى الكلام الجوهرى واستدعاء الروح القدس، تعتبر رتبة رفع القرابين قبل المناولة من أهم أجزاء القداس، يوزَّع بعدها القربان على المؤمنين في شكلى الخبز والخمر.
تحتفل الكنيسة الأرثوذكسية بالذبيحة الإلهية فقط في أيام الآحاد والأعياد، ولا يقيم الكهنة أكثر من قداس في الكنيسة الواحدة، وليسوا ملزمين بإقامة القداس اليومي، ويكون القداس احتفاليًا دومًا تسبقه صلاة الفرض، أما الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية فقد تبنّت عادة الكنيسة اللاتينية في اختصار القداس الاحتفالي، وفى جعله قداسًا بسيطًا قصيرًا، يقام في جميع أيام الأسبوع، وأكثر من مرة، لأن الكهنة ملزمون بإقامة القداس يوميًا وبينما تتمسك الكنيسة الأرمنية الأرثوذكسية في طقوسها باللغة الأرمنية الكلاسيكية التى لا يفقهها عامة الشعب، فقد بادرت الكنيسة الأرمنية الكاثوليكية باستخدام اللغة الأرمنية العامية، بالإضافة إلى بعض اللغات المحلية، لتكون أقرب إلى المؤمنين، محافظةً على اللغة الكلاسيكية الأرمنية في التراتيل والأناشيد الأصلية.