لم يتوقع سكان شارع سكة الوايلى بمنطقة حدائق القبة، الاستيقاظ يوما على جريمة قتل بشعة كالتى حدثت عندما أقدم مسجل خطر على ذبح سيدة مسنة والتمثيل بجثتها.
«البوابة» انتقلت إلى مكان الواقعة لكشف ملابسات الحادث، في البداية يقول الحاج محمود أحد سكان المنطقة، إن القتيلة تدعى الحاجة «عائشة» وهى زوجة لضابط متوفى منذ ٧ سنوات، وليس لديها أبناء وتقيم في شقة بمفردها في عقار يمتلكة أقارب زوجها بجوار مسجد التوبة.
وأضاف، أن الحاجة عائشة كانت دائمة التردد على المسجد للصلاة فيه، وكانت تساعد الفتيات اليتيمات وتجهيزهن، كما أن لها الكثير من أعمال الخير والبر ومساعدة الناس وكان الجميع يحبونها ولم نسمع أنها افتعلت أى مشاجرة مع جيرانها وعلاقتها حسنة بكل سكان الشارع.
وعن يوم الواقعة يقول: «فؤجئنا بوجود عدد كبير من رجال الشرطة يطوقون الشارع وعلمنا بعثورهم على جثتها مقتولة وأصابتنا الصدمة عندما علمنا بأنها للحاجة عائشة».
وتابع الجار، أن الشكوك في البداية اتجهت لسيدة كانت تنظف سلم العقار واصطحبها رجال المباحث ثم أطلقوا سراحها بعد التأكد من عدم تورطها في الحادث حتى علمنا بقيامهم بالقبض على المتهم.
والتقط جار آخر طرف الحديث، قائلا إن الجريمة وقعت بعد عيد الأضحى المبارك وفى الغالب يكون الشارع خاليا من السكان، حيث يتوجه أغلبهم إلى محافظاتهم للاحتفال مع أهاليهم في الصعيد والأرياف.
وأضاف أن الحلاق المتهم بقتل المجنى عليها يدعى «سيف» مدمن مخدرات، وكان يجلس دائما مع شقيقه بأحد المحلات القريبة من شقة المجنى عليها، وسبق اتهامه في عدد من القضايا، لكنه لم يكن معروفا بالنسبة لنا، فهو غريب عن الشارع، ولكن كنا نشاهده يجلس في الحديقة المقابلة لمنزل السيدة المقتولة لتعاطى المخدرات بها، حيث قام المتهم في يوم الواقعة بتسلق المواسير والدخول للشقة وأثناء سرقة غرفة المجنى عليها اصطدم بمكتب فسقطت الأشياء من فوق المكتب، وعندها استيقظت السيدة وحاولت الاستغاثة قتلها.
وتابع الجار أن رجال المباحث عندما ألقوا القبض على المتهم واصطحبوه للمنزل الذى شهد الواقعة قام بالتقاط موس من الأرض وذبح رقبته، فقام رجال المباحث بنقله إلى المستشفى وبعدها أحضروه مرة أخرى لتمثيل الجريمة.
بدأت تفاصيل الواقعة بتلقى اللواء نبيل سليم، مدير مباحث العاصمة إخطارا من المقدم خالد سيف، رئيس مباحث قسم شرطة حدائق القبة، مفاده العثور على سيدة متوفاة داخل شقة كائنة بأحد العقارات بدائرة القسم، بالانتقال والفحص تبين أنها «لربة منزل، ٦٤ سنة، ومقيمة بمحل البلاغ»، وبها إصابات ظاهرية عبارة عن عدة جروح في أماكن مختلفة، وعُثر بمدخل العقار «أسفل السلم» على سلاح أبيض «سكين» به آثار دماء.
من خلال تكثيف الجهود تبين أن وراء ارتكاب الواقعة «حلاق، ٣٢ سنة، ومقيم بدائرة القسم، سبق اتهامه في ٥ قضايا» والمشهور عنه التردد على الحديقة المجاورة للعقار محل سكن المجنى عليها لتعاطى المواد المخدرة.
عقب تقنين الإجراءات تم ضبطه وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وأقر بأنه نظرًا لمداومة تعاطيه المواد المخدرة ومروره بضائقة مالية وعلمه بإقامة المجنى عليها بمفردها خطط لسرقتها.
وقال المتهم في التحقيقات إنه في يوم الحادث مكث في الحديقة المجاروة لشقة المجنى عليها وتعاطى الهيروين المخدر؛ وعقب أذان الفجر تسلق المواسير الجانبية للعقار، وعندما فتح الدولاب لسرقة أى مبلغ مالي، فوجئ بالمجنى عليها تحاول الإمساك به، فوجه إليها عدة طعنات ذبحية بالرقبة والبطن، حتى سقطت إلى جانب السرير في حالة نزيف جراء الطعنات، وبعدها عاشرها جنسيا، وفرّ هاربا إلى أن تمكنت قوات الأمن من ضبطه.
