الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

العالم.. وأفريقيا

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انفتح العالم على مصراعيه وبدأت الدول العظمى تشعر بقيمة الدول الأفريقية، خاصة هذا العام بعد أن استشعروا قيمة هذه القارة الغنية بكل الثروات بما فيها القوى البشرية التى تحتاج إلى التدريب فقط على أحدث وسائل التكنولوجيا الحديثة.
وكانت بصيرة القيادة المصرية نافذة فى هذا الأمر، خاصة هذا العام الذي تترأس فيه مصر الاتحاد الأفريقي. ولإيمان الرئيس عبد الفتاح السيسى بإمكانات قارتنا السمراء وضع خطة استراتيجية مع الشركاء فى القارة للنهوض بكل مؤسساتها.. وكان طبيعيا أن يضع يده على المعوقات وكيفية الانطلاقة الحقيقية التى تضمن النمو والنهوض الشامل.. فعقد مؤتمرا غاية فى الأهمية لمكافحة الفساد كونه الآفة الكبرى، وبدأ العمل الحقيقى لأجل إعادة صياغة المؤسسات فى كل دول القارة.
وانتبه العالم لما يحدث فى أفريقيا التى أصبحت جادة أكثر من أى وقت مضى فى احتلال المكانة التي تليق بإمكاناتها والسعي للقيمة المضافة إلى المواد الخام حتى تجنى الأرباح الحقيقية بدلا من بيعها بالطريقة التقليدية وتصنيعها فى الخارج ثم إعادة بيعها لنا بمئات الأضعاف.
ولأن اليابان من الدول الغنية بالتكنولوجيا ولا تمتلك سوى القليل من المواد الخام.. فقد وجدت فى أفريقيا ملاذا لها لعمل شراكة حقيقية تمر بعامها السابع الذي دخل المنحنى الحقيقى لترجمة كل ما سبق من مؤتمرات واجتماعات إلى نهضة اقتصادية حقيقية تكون بمثابة إضافة إلى أفريقيا واليابان.
ولم تكن اليابان وحدها الحريصة على تلك الشراكة، بل كشف اجتماع الـG٧ الذي عقد مؤخرا بفرنسا على اهتمام الدول الصناعية السبع الكبرى، بالاستثمار الحقيقي في القارة السمراء خاصة فى المواد الغنية كالماس والذهب واليورانيوم وغيرها، وذلك فى ظل ما يتردد فى العالم حاليا عن الزلزال الذي ينتظر أن يضرب الاقتصاد العالمي خلال العقد القادم، والذي سيغير خريطة العالم الاقتصادية حال حدوثه.
فبدأ العديد من البنوك المركزية فى العالم تزيد من احتياطيها من الذهب حتى تستطيع أن تحافظ على وضعيتها وتخرج بأقل خسائر فى حالة حدوث انهيار للاقتصاد العالمي.
وتسعى دول كثيرة إلى إيقاف الحروب الاقتصادية التى تدور حاليا خاصة بين أمريكا وعدد من الدول خاصة الصين، وتحويل هذه الحروب إلى شراكة حقيقية تصب فى صالح الجميع بدلا من ضياع دول وتراجع دول أخرى.
وفى كل ما يحدث يصبح أمام القارة الأفريقية فرصة عظيمة لتحقيق أحلام تأخر تحقيقها قرون عدة، وتحويل الاستعمار الأجنبى لها إلى شريك يضيف للقارة الشىء الكثير قبل أن يستفيد من خيراتها.
وإذا صدقت النوايا سيدخل العالم عصرا جديدا من الازدهار والتقدم ينعم فيه الجميع بالخيرات التى حباها الله لعباده.