الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

العبث الإيراني في اليمن.. تحالف تخريبي «حوثي - إخواني»

الحوثي
الحوثي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع بدء العمليات العسكرية للتحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن، والتي انطلقت في 26 مارس 2015، تضاءلت آمال إيران في تصدير مشروعها التخريبي، إلى منطقة الشرق الأوسط، وتبددت أحلامها التوسعية في جنوب الجزيرة العربية؛ خاصة مع تضييق الخناق على ميليشيا الحوثي الإرهابية، والشروع في إعادة بناء مؤسسات الدولة اليمنية في كل المناحي.


عادت الميليشيات مرة أخرى خلال الفترة الماضية؛ خاصة عندما اجتاحت العاصمة صنعاء، واستولت بالقوة على الحكم، ووضعت الرئيس الشرعي عبدربه منصور هادي والحكومة رهن الإقامة الجبرية، وخرج قادة الملالي في طهران يتفاخرون بأن عاصمة عربية رابعة باتت تحت سيطرة عملائهم، وتوالي تسيير الجسور الجوية بين طهران وصنعاء.
الوجود الإيراني في اليمن
حاولت إيران من خلال استقطاب الجماعات المتطرفة تشكيل أدوات لها؛ بهدف العبث والتخريب، وزعزعة أمن واستقرار الدول المجاورة، وكانت جماعة الحوثي الإرهابية حاضرة وبقوة في المشهد السياسي اليمني، وكذلك حزب التجمع اليمني للإصلاح «إخوان اليمن».
وسعى الملالي إلى الاستثمار في الأزمة اليمنية، عبر الميليشيا التي أفلحت طهران في تحويلها عبر عقدين من الزمان من طائفة مذهبية إلى جماعة تخريبية مسلحة، حاولت فاشلة تنفيذ المشروع الإيراني بالدخول في حرب بالوكالة؛ لمحاولة جعل اليمن ولاية فارسية تتبع طهران، لتكون بالتالي خنجرًا في خاصرة الخليج العربي، وهو نهج إيرانى قائم على تقدير الدعم والتمويل المالي واللوجستي والعسكري للجماعات والبؤر الإرهابية المتوغلة النسيج الاجتماعي في دول المنطقة.
تأسس حزب الإصلاح اليمني عام 1990، وتمثل دوره كأداة تتنقل بين اللاعبين الأساسيين في البلاد، بحثًا عن سلطة أو متاع أو مصالح لقياداته.
وفي يوليو الماضي، كشفت تقارير صحفية، عن تحالف خفي بين الحوثيين وبين الإخوان، وذلك بعدما صرح القيادي الإخواني، خالد الأنسي، المقيم في تركيا والمدعوم من قطر، بوجود تحالف إخواني بقيادة تركيا وقطر مع إيران والحوثيين لدعم إرهاب الميليشيات الحوثية.
وتبدو ملامح هذا التحالف العلني قائمة فيما بين الإخوان بقيادة تركيا وتمويل قطر كطرف أول، وبين إيران والحوثيين في اليمن كطرف ثانٍ، وإعلانهما تمردًا علنيًّا جديدًا من الطرفين ضد وجود التحالف العربي بقيادة كل السعودية والإمارات في اليمن.
وبرزت ملامح التحالف، حينما قام وفد حوثي بزيارة إلى إيران أغسطس الجاري، مُحَاوِلة طهران استثمار الأحداث الأخيرة التي شهدتها مدينة عدن بجنوب اليمن لاستقطاب حزب الإصلاح الإخواني المتضرر الأكبر من أحداث عدن، إذ كانت له الهيمنة والسيطرة في تلك المنطقة تحديدًا،
كما سلمت ميليشيا الإصلاح الإخوانية في نوفمبر 2015، منطقة الشريجة جنوب مدينة تعز إلى الحوثيين، وهو الأمر الذي تكرر في أكتوبر 2017؛ إذ سلمت ميليشيا الإخوان في تعز «جبل هان» المنفذ الوحيد الرابط بين تعز وعدن لميليشيا الحوثي.
وكان «المرجع» قد كشف في وقت سابق عن صفقة ثلاثية بين ميليشيا الحوثي وحزب التجمع اليمني للإصلاح، وتنظيم القاعدة برعاية قطرية؛ لنشر الفوضى في المحافظات المحررة، وضرب استقرارها؛ خاصةً الجنوبية، وطعن التحالف العربي في الظهر.

التحالف الخفي
في أغسطس 2019، قال رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي في اليمن، عيدروس الزبيدي: إن أحداث الأسابيع المنصرمة في عدن وأبين وشبوة كشفت حجم التواطؤ الفج بين ميليشيات الحوثي والإخوان وباقي التنظيمات الإرهابية، معتبرًا ذلك انتقامًا من قوات النخبة الشبوانية، لصالح تنظيم القاعدة، ومحاولة إعادته إلى المحافظة، وخدمة لمشاريع إقليمية مشتركة بين داعمي الميليشيات الحوثية وجماعة الإخوان، في عملية اختراق واضحة تستهدف المشروع العربي الذي تقوده دول التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات.
وأكد «الزبيدي» استمرار المجلس الانتقالي على موقفه إلى جانب التحالف العربي في محاربة التمدد الإيراني، ومكافحة الإرهاب في اليمن، وفي الشرق الأوسط.

نموذج شاذ
من جانبه، قال عضو المكتب الإعلامي للمجلس الانتقالي الجنوبي، نزار هيثم: إن حزب الإصلاح «إخوان اليمن» نموذج شاذ على عالم السياسة والإعلام أيضًا، فهو مزدوج العمل.. متعدد الخطابات.. متخبط الرؤية.. مضطرب التوجهات، ابتداءً من ادعائه أنه حزب وطني، بينما يبيع الوطنية، ويرهن مواقفه لصالح جماعة الإخوان المصنفة إرهابية، مشيرًا إلى أنه يتلقى توجيهات صادرة من الدوحة عبر دائرة مشتركة بين الاستخبارات القطرية والتركية، والتي تتحالف مع إيران ضد التحالف العربي.
وأكد «نزار» في تصريح لـ«المرجع»، أن هناك هدفًا مشتركًا للحوثيين والإخوان، وهو السيطرة على اليمن، وإنهاء قوى التحالف التي تهدد خططهم التخريبية في البلاد، مضيفًا أن ذلك ظهر جليًّا في تسليم الإخوان، ميليشيا الحوثي، مواقع عسكرية واسترايجية في تعز، في أكثر من مناسبة للحوثيين؛ لضرب جهود التحالف العربي.
وأضاف عضو المكتب الإعلامي للمجلس الانتقالي الجنوبي، أن إخوان اليمن والحوثيين يتحركون الآن في المنطقة الشمالية للسيطرة عليها، وفي الوسط والغرب، والذي ظهر جليًّا في محاولتهم للهيمنة على مدينة الحديدة.