الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"ثلاثون عامًا في صحبة نجيب محفوظ".. كيف رأى الشنواني النجيب؟

 نجيب محفوظ
نجيب محفوظ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في كتابه "ثلاثون عامًا في صحبة نجيب محفوظ" يحكي الدكتور محمود الشنواني، صديق أديب نوبل الراحل، علاقته بالأستاذ منذ كان طالبًا بكلية الطب، وكان لا يزال وقتها ابن التاسعة عشرة، عندما التقاه على كورنيش النيل فى يوم الجمعة 13 فبراير 1976، وهي المصادفة التي كانت كفيلة بتغيير حياته إلى الأبد.
وضم الشنواني، فى كتابه الصادر عن صفصافة للنشر، حكاياته عن الأستاذ منذ لقائهما الأول، عندما دعاه محفوظ لصحبته قائلًا "لو تحب تقعد معانا تعال فى ريش"، وحتى أنهى الكتاب بحلم آخر لا يخص النجيب، ولكنه جمعهما والشيخ عبدربه التائه، فرواه بالطريقة المحفوظية العتيدة التى اعتاد الأستاذ أن يسردها عندما يتعلق الأمر بالشيخ صاحب الرؤى والعبارات الغامضة المؤثرة.
لم تكن تلك المصادفة البسيطة تعني للشنواني في وقتها تغيير المصير، فمجرد قبوله للدعوة التى وجهها له العملاق الراحل ليُشاطره ببساطة جلساته فى مقهى ريش، جعلته فيما بعد واحدًا من أقرب تلاميذ الأستاذ، حيث قضيا معا ثلاثين عامًا انتهت بصعوده من جوف المقبرة على طريق الفيوم، بعد أن قبّل الرجل للمرة الأخيرة فى يوم الخميس 31 أغسطس 2006 بعدما صار ابن التاسعة والأربعين.
لم يسعَ الشنوانى للاحتفاظ بصور فوتوغرافية تسجّل تلك العلاقة الطويلة ومحطاتها طيلة تلك السنوات، لم يجد فى حوزته إلا صورًا قليلة "فقد انتابنى شعور أنه الأولى أن أتشبع بروح وفكر الأستاذ بشكل شامل ولا أنشغل بالتفاصيل"، حسب قوله، فاكتفى بأن يكون هو نفسه كاميرا بشرية تُسجّل طيلة ثلاثة عقود جلسات الحرافيش مع فتوة الكتابة المصرية "يعوّض ذلك، أن هناك أحداثًا راسخة فى الذاكرة، وأننى سأسعى أن أسجل المناخ العام، وفقط التفاصيل التى ما زلت أحتفظ بها واضحة لأهميتها ولتأثيرها، وأن حديثى لن يكون مجرد سرد لمواقف خبرتها، بل به جزء أساسى من تأمل ما وراء تلك المواقف".
بدأ الشنواني فى قراءة أعمال محفوظ وعمره 18 عامًا، وكان مدخله إلى عالم الأستاذ رواية "ميرامار" التى تعرف من خلالها على معنى الأدب، بتنوع مواقف الأستاذ، بدأها بوصف أكثر مُريدى الرجل انتظامًا، ومنهم مصطفى أبوالنصر صاحب المقعد إلى يسار الأستاذ فى ريش، والذى كانت هناك محبة كبيرة بينه وبين الأستاذ، ودليل ذلك إصرار الأخير على الذهاب لجنازة أبوالنصر، رغم وهن صحته وعدم الرضا الأمنى عن تواجده بمكان عام فى هذه الفترة، وكانت المرة الأخيرة التى يشارك فيها محفوظ فى جنازة؛ وهارفى أسعد أقدم رواد الندوة وأكبرهم سنًا بعد الأستاذ، وهو ماركسى قديم تصادق مع محفوظ على مدار أربعين عامًا، والذى كان يجلس خلف الأستاذ فى كازينو أوبرا بعد صدور «أولاد حارتنا» خوفًا أن يأتى أحد يؤذيه من الخلف؛ وآخرون استمرت جلساتهم حتى صدر قرار بإغلاق المقهى أبوابه يوم الجمعة، فانتقلت الحكايات إلى كازينو قصر النيل.