الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الرصيف من حقي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إن ظاهرة الاستيلاء على الرصيف من الباعة والمقاهي أمر زاد عن حده، حيث بدأ مرتعا دون حساب تأذي المواطنون به كثيرا حيث الصيحات والضحكات حتى مطلع الفجر دون مراعاة لشعور النائمين، والمرضى والمارين بالشارع الذين يتعرضون للمضايقات، والألفاظ الخادشة للحياء من بعض الشباب الغير مسؤولين. الذين لم يعطوا للطريق حقه، ولم يعرفوا آدابه، وحثت عليه الأديان فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إياكم والجلوسَ في الطُّرقات)، فقالوا: ما لنا بُدٌّ، إنما هي مجالسُنا نتحدَّث فيها، (فإذا أبَيتم إلا المجالسَ، فأعطوا الطريقَ حقَّها)، قالوا وما حقُّ الطريق؟ قال: (غضُّ البصر، وكفُّ الأذى، وردُّ السلام، وأمرٌ بالمعروف، ونهيٌ عن المنكر). 
إنها صحوة من المحليات التي تركت المرض يتفشى ويستفحل وظن المواطن أنه من المستحيلات، لكن هذه الصحوة ستعيد للشارع هيبته، وقد لاحظت ذلك بمحافظة الفيوم، قام بها اللواء عصام سعد محافظ الفيوم بحملة جعلت كل المحال والمقاهي تلتزم بما جاء به القانون، بدلا أن كانت الشوارع مستباحة، لكل من هب ودب، فجعلت الناس حبيسة البيوت، حتي الحدائق قد سيطر عليها الباعة ومسجلو الخطر وغيرهم.
إننا في عصر تجلت فيه بحق هيبة الدولة التي لا تسكت على أمر يضر الوطن، وعلى الجميع أن يعرف حقوقه وواجباته. إن ما يترتب على ترك الأمور على عواهنها يخلق فئة طفيلية، منها البلطجية الذين يرون أن الشارع ملك لهم في غيبة القانون، وعدم الردع وظهور سايس السيارات الذي يباغتك كلما حللت ضيفا في مكان تنتظر فيه مريضا أو لشراء شيئا ما، فتكون له لقمة سائغة، بفرد عضلاته وخشونة صوته، فتظن أنه يحتمي بمسئولين، وما عليك إلا ان تنصاع للأمر وتدفع له إتاوة وأنت صاغر، وإذا رفضت فربما تعرض سيارتك للتلف، وتخسر منها شيئا ثمينا، ومن ثم فالمواطن مغلوب على أمره، وعليه أن يضع في محفظته مبلغا من المال، إتاوة للحرافيش، الذين ينتشرون بالشارع، فيغيب الأمن وتتولد قناعة لدى المواطن أن هناك من يساهم في هذا النوع في انتشار العناكب 
وبما أننا قد وبدأنا منظومة رائعة يرتاح إليها المواطن العادي، فلابد أن نكملها بنفس الحماس،دون رجعة أو تكاسل، فإذا رجعنا في خمول، ارتدت هذه الفئة كسمكة قرش تبتلع الأخضر واليابس، ويستفحل حجمها، وربما، يظهر على أثرها عواقب أخرى.
إن مصر قد عادت في ثوب جديد، وعلى المحليات أن تمارس دورها الذي بات في كهف رقيم لسنوات عديدة، ظهر على أثرها ما نراه حاليا، إن ما يحدث بمثابة صحوة ويجب أن نستمر بحماس وجد، فإذا كان القانون لم يفعّل فكيف نطالب الطفل الصغير بالانتماء لهذا الوطن العظيم.