الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

فقد ذراعيه ليحلق في سماء الموهبة.. إبراهيم محيسن معجزة في كرة القدم والرسم بالأرجل.. الأم: نفسي وزير الشباب يرعى موهبته

 إبراهيم محمد محيسن
إبراهيم محمد محيسن
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هو معجزة بكل المقاييس، وكيف لا، وقد تفوق على كل من حوله من الأصحاء، حتى صار بجسده النحيل أعجوبة يشار إليها بالبنان.
عندما تنظر إلى إبراهيم محمد محيسن، الطالب بالصف الأول الإعدادي، ستنتابك للوهلة الأولى، حالة التعاطف التي تغمر مشاعر كل من يرى طفلا معاقا، خاصة إذا كان مثل: إبراهيم الذي فقد ذراعيه حتى الكتفين، لكن عندما تتحدث إليه ستتحول مشاعرك رغما عنك إلى إعجاب شديد، بهذه الكتلة المتحركة من الأمل المدفوع بمجموعة مواهب، نادرا ما تتفق على إنسان واحد.
إبراهيم محيسن، صاحب الجسد النحيل، رسام على أعلى درجة من الكفاءة والدقة، لكن برجليه، فهو يستخدم أصابع القدمين بمهارة فائقة، لرسم لوحات يصعب على الأصحاء الإتيان بمثلها.
هذا ليس كل شيء فالأكثر إبهارا لدى هذا الطفل الأعجوبة، هو قدراته الفائقة على مداعبة كرة القدم، التي دانت له حتى أحبته وصارت تخشى أن تفارق قدميه.
يتحكم إبراهيم في كرة القدم، كأفضل ما يفعل أعظم لاعبي كرة القدم في العالم، وأمام عينيك، يستطيع أن يداعب الكرة، ويجبرها على عدم لمس الأرض، لمدة تتجاوز ساعة كاملة، دون كلل أو ملل، فهو يجيد جميع فنون التعامل مع الكرة التي تحولت من ساحرة لقلوب ملايين العشاق حول العالم، إلى مسحورة تأتمر بما تصدره لها قدمي إبراهيم محيسن من أوامر، دون أن تجرؤ على عدم الطاعة. 
تحدى إبراهيم إعاقته، وظروفه المعيشية الصعبة، صانعا لنفسه عالما خاصا، عاش فيه مع الكرة والريشة. 
وتقول الأم عايدة محمد: "إبراهيم أخ لثلاثة أبناء وبنتين، وولد سليما، لكنه منذ كان في الثالثة من عمره، وهو يعشق كرة القدم، وكان بيلعب أمام المنزل، وهو في الرابعة من عمره، ودخلت الكرة إلى كشك الكهرباء المفتوح أمام منزلنا، ولأنه طفل لا يدرك، دخل ليخرجها، فتعرض للصعق الكهربائي، مما أفقده ذراعيه".
وأضافت: "حرصنا على تعليم إبراهيم، وتدرب على أن يكتب قدميه، وفوجئنا به قادر على الرسم أيضا برجليه، وكان يقفل غرفته على نفسه، ويقضي ساعات طويلة في الرسم بالأرجل، ومداعبة الكرة".
وأشارت الأم إلى أن إبراهيم يتسم بالخجل الشديد، ولا يقبل أن يساعده أحد غيرها، مضيفة: "والده راجل غلبان، فقد عينه في إصابة خلال عمله، وطلع معاش مبكر، وحالنا على قده، لكن أنا نفسي وزارة الشباب والرياضة ترعى موهبة ابني".
من جانبه أكد الكابتن محمد أبو شوشة، مدرب إبراهيم، بمركز شباب السعادات، أنه يتمتع بمهارات فردية لا تتكرر، معربا عن أمنيته في أن يجد من يرعى موهبته، ويضمه لمنتخب مصر لذوي الإعاقة، وهو أمر لم يعد بعيدا، في ظل ما تقدمه الدولة للبسطاء، وأبناء القرى والنجوع من اهتمام في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسياساته الحكيمة.