الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"القمامة" كنوز مدفونة.. 75 مليار جنيه أرباح المخلفات حال استغلالها.. والدولة تدشن خطة متكاملة.. ونقيب الزبالين: المنظومة يمكن أن تحقق عائدا خرافيا

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
70 مليون طن من القمامة تمثل عائقًا كبيرًا أمام الجهات المسئولة التى تسعى للحفاظ على الشكل العام، دون أن تعلم أنها ثروة قومية كبيرة إن أحسن استغلالها.


وبحسب المعلومات المتاحة قد يصل العائد من تدوير القمامة بالطريقة الصحيحة إلى 75 مليار جنيه خاصة أن لدينا 75 مليون طن من القمامة، منها 26 من المخلفات الصلبة والباقي من المخلفات الزراعية بحسب بيانات وزارة البيئة.
وتدرس "البيئة" خطط وآليات التخلص من القمامة، غير أن الواقع يعكس تفاقم أزمة القمامة على كل المستويات وخصوصا فى الأقاليم والشوارع الجانبية، كما تقدر خسائر استغلال مشكلة القمامة في مصر بنحو 25 مليار جنيه وهي كلفة التدهور البيئي السنوي، فيما تنفق ميزانية الحكومة أكثر من ملياري جنيه للتخلص من القمامة التى يفترض ان تنفق على نفسها مثل باقى دول العالم.
فى شرق مدينة القاهرة، منشية ناصر وتحديدًا منطقة "الزاريب"، توجد مصانع ومخازن منطقة " الزبالين" والتي يتم فيها يتم تدوير القمامة وتصنيع البلاستيك من المخلفات.
ويقطن بالمنطقة أكثر من نصف مليون مواطن يعملون في جمع وتدوير أكثر من 6 آلاف طن قمامة، بما يمثل نصف حجم القمامة التي يخلفها سكان القاهرة.
ويقول شحاتة المقدس نقيب الزبالين إن حل مشكلة القمامة لابد أن يكون من خلال اللجوء إلى متخصصين يعرفون جيدا ويقدرون قيمة هذا الكنز وهذه الثروة القومية ولا يعتبرونها مجرد أكوام من المخلفات القذرة بل هى مواد عضوية متعددة الاستخدامات وتستخدم في صناعة الأسمدة والورق وكثير من الصناعات الأخرى.
وأضاف أن كل العاملين في جمع القمامة وفرزها مميزون فى مجالهم عن باقي المهن، وأبرز مميزات جمع القمامة هو العائد منها الذى قد يوصف بأنه "خرافي" فى بعض الأحيان، لكن يعيبها غياب الوقاية الصحية التي تنتشر بين سكان الأحياء العاملة في هذه المهنة وتنتشر العديد من الأمراض المعدية ونذكر على سبيل المثال التهاب الكبد الوبائي من نوع سي، ولا يتجاوز متوسط طول العمر في تلك الأحياء عن الأربعين عامًا.
وعن طرق المعالجة، يكمل " شحاته المقدس "بعد غسل الأجزاء البلاستيكية وتجفيفها وتمزيقها ضمن عمليات جمع القمامة، تنتج ورش تمزيق وتقطيع البلاستيك قرابة الأربعة أطنان يوميا، ويباع البلاستيك على شكل حبيبات صغيرة ليسهل تعبئته للمنشآت الصناعية ويبقى جزء منه داخل الأحياء يستهدف تحويله إلى أشياء جديدة مثل الأكياس البلاستيك، وتصل نسب معالجة القمامة داخل حي منشية ناصر إلى 80% وهي نسبة تتجاوز مثيلتها في سويسرا التي تتصدر أوروبا بنسبة معالجة قدرها 50% فقط".


ويقول مرقص مريد صاحب مقلب قمامة في حي "الزبالين"، إن سكان حي الزبالين لهم خصوصية كبيرة غير باقي الأحياء تمنعهم من التعامل أو الاحتكاك بالأحياء الأخرى، ولديهم القناعة الكاملة بقدرتهم على تحويل تلك النفايات الى ذهب
وأشار " مرقص" إلى أن أهالى حى الزبالين موهوبون ومتخصصون فى تجميع وفرز وتوزيع وتنظيف وتجميع والقمامة وتصنيع البلاستيك منها وكذلك تسييح المعادن بشكل مذهل، فكل تلك المراحل التي تمر بها القمامة، تعتبر هى إعادة تدوير.
وتابع "يقوم بفرز القمامة في مصر مجموعة من الأشخاص الذين ورثوا هذه المهنة عن أبويهم، يقسمون عملهم بين أشخاص مهمتها جمع القمامة من الشوارع والبض الأخر يقوم بفرزها على أن تتم عملية الفرز في تجميع كل نوع من القمامة في أكوام منفردة، ويلتزم العاملون على جمع القمامة على تنفيذ جدول أعمال يومي، ويتم فرز القمامة في الطابق الأرضي".
وأكد " مرقص " أن تجار القمامة يقومون بجمعها وبيعها بعد فرزها وتتم معالجتها بعد ذلك في الورش والمصانع المنتشرة في كل مكان داخل حى الزبالين من تقطيع وفصل للمعادن والبلاستيك وتصنيفها حسب اللون وتنسيقها وبعد ذلك يتم غسلها بمعقمات، ليحصل العامل في هذه الورش على أجر يومي مجز جدا.