الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"ابن سينا".. فيلسوف الأطباء

ابن سينا
ابن سينا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هو علي الحسين بن عبد الله بن الحسن بن علي بن سينا، عالم وطبيب ورجل موسوعي، اشتهر بالطب والفلسفة، وعُرف في وقته باسم "الشيخ الرئيس". 
وفيما بعد، أطلق عليه الغرب عدة ألقاب منها "أمير الأطباء" و"أبو الطب الحديث" وتجاوزت مؤلفاته الـ200 في مواضيع مختلفة، لكن أشهر أعماله هو كتاب "القانون" في الطب، والذي ظل لسبعة قرون المرجع الرئيسي في علم الطب -حتى أواسط القرن السابع عشر- في جامعات أوروبا.
يُعّد ابن سينا الذي يحل اليوم ذكرى ميلاده، في قرية أفشنة بالقرب من بخارى - أوزبكستان حاليًا- من أول من كتبوا عن الطبّ في العالم، ولقد اتبع أسلوب أبقراط وجالينوس. ويُعد أوَّل من وصف التهاب السَّحايا الأوَّليِّ، ووصف أسباب اليرقان، ووصف أعراض حصى المثانة، وانتبه إلى أثر المعالجة النفسية في الشفاء.
ذهب ابن سينا في الفلسفة إلى مذهب الفارابي، وكان الفارابي يقول بالمعاد الروحاني لا الجثماني، ويخصص بالمعاد الأرواح العالمة لا الجاهلة، وله مذاهب في ذلك يخالف المسلمين والفلاسفة من سلفه الأقدمين، وأعاد تلك الفكرة ابن سينا ونصره.
وقد رد عليه أبو حامد الغزالي في تهافت الفلاسفة في عشرين مجلسًا له كفَّره في ثلاث منها؛ لكنه كذلك يُعتبر موسوعة كبرى في علوم الطبيعة وما بعد الطبيعة، والتي اشتهرت في القرن العاشر الميلادي، حيث أراد أن يغطي كل ما شملته علوم ما بعد الطبيعة في ذلك الوقت، ويبين الغرض من كتاب "الشفاء" بقوله "فإن غرضنا في هذا الكتاب الذي نرجو أن يمهلنا الزمان إلى ختمه، ويصحبنا التوفيق من الله في نظمه، أن نودعه لباب ما تحققناه من الأصول في العلوم الفلسفية المنسوبة إلى الأقدمين... وتحريت أن أودعه أكثر الصناعة، وأن أشير في كل موضع إلى موقع الشبهة وأحلها لإيضاح الحقيقة بقدر الطاقة. واجتهدت في اختصار الألفاظ جدا ومجانبة التكرار أصلا إلا ما يقع خطأ أو سهوا. ولا يوجد في كتب القدماء شيء يعتد به إلا وقد ضمناه كتابنا هذا، وقد أضفت إلى ذلك ما أدركته بفكري وحصلته بنظري وخصوصا في علم الطبيعة وما بعدها".
توفي ابن سينا في يونيو عام 1037 الميلادي، الموافق لشهر رمضان، عن عمر ناهز الثامنة والخمسين من عمره، ودفن في همدان بإيران، وذُكر أنه رفض أن يُعالج نفسه، فقد أصاب جسده المرض واعتلّ، حتى قيل إنه كان يمرض أسبوعًا ويشفى أسبوعًا، وأكثر من تناول الأدوية، ولكنّ مرضه اشتدّ، وعلم أنه لا فائدة من العلاج، فأهمل نفسه وقال: "إن المدبر الذي في بدىء عجز عن تدبير بدني، فلا تنفعنّ المعالجة"، واغتسل وتاب، وتصدق بما لديه من مال للفقراء، وأعتق غلمانه طلبًا للمغفرة. وبدأ بختم القرآن كل ثلاثة أيام، حتى رحل عن عالمنا.