الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

الصايغ.. الناطق باسم نفسه ونموذج للشخصية المستنيرة

الشاعر الإماراتى
الشاعر الإماراتى حبيب الصايغ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد مسيرة زاخرة بالإبداع، أثرى خلالها المكتبة العربية بالعديد من المؤلفات التى ترجمت إلى لغات عدة، غيب الموت أمس الثلاثاء الأمين العام لاتحاد الأدباء العرب حبيب الصايغ، الذى يشهد له واقعنا الثقافى العربى أنه امتلك روح الإنسان وحصافة المفكر ورؤية الشاعر العظيم، ترك الصايغ بصمات ستبقى خالدة فى تاريخ الفكر الإنسانى فهو أول من قضى 35 عامًا فى خدمة الصحافة الوطنية الإماراتية وكان مدافعا صلبا ودائما عن الإبداع والمبدعين فى كل ساحاتنا العربية دون الانحياز لبلد على حساب آخر، وكان نموذجا للشخصية المستنيرة فى المنطقة العربية، ونشر إنتاجه عربيا فى وقت مبكر وشارك فى عشرات المؤتمرات والندوات العربية والعالمية، ترجمت أعماله إلى الإنجليزية والفرنسية والألمانية والإيطالية والإسبانية والصينية.. هنا إطلالة على جوانب من حياته ومسيرته وأعماله ورؤية المثقفين فى العالم العربى له، وحوار أجرته «البوابة» معه قبل الرحيل.
«ويكفيك ما فيك.. فانهض لعلك تقوى على الموت» هكذا ما دونه الشاعر الإماراتى حبيب الصايغ فى قصيدته «أسمى الردى ولدي»، الذى سيبقى قلمه وقصائده حاضرا فى فضاء الثقافة الإماراتية.
يرتدى الصايغ القصيدة بكل زخارفها، ولا زال الشعر مرتحلا فى رحلة المشوار، فالشعر دائما يدخل قلب كل انسان يؤثر فيه ويأثر به، ويعد لسان الأمة، استطاع أن يُحدث نقلة نوعية فى المشهد الشعرى الإماراتي، فهو أحد أهم الشعراء العرب المعاصرين، وأحد المحركين الثقافيين البارزين من خلال المواقع الثقافية المهمة التى شغلها، كان نموذجا للشخصية المستنيرة فى المنطقة العربية ونجح طوال مسيرته فى وضع بصمات ستبقى خالدة فى تاريخ الفكر الانساني.
يعد الصايغ رجل الحداثة الشعرية الأول، أتقن الشعر منذ الصغر، طرح عبره تساؤلاته الكونية، وصاحب المقولة الشهيرة «الفاشلون وحدهم يجرأون على استنساخ الشعر المجانى والقصائد المنتجة حتى تموت»، ولم يغب عن الساحة الثقافية بكتاباته ورأى له حضور جاد مدافعا عن القضايا العربية والوطنية، ولا يخشى عن كلمة الحق فى كافة آرائه، كان حاضرا بشعره وإحساسه المرهف فى الساحة الأدبية ومحط الامتنان على وجوده.
ترأس الصايغ تحرير صحيفة الخليج الإماراتية، ورئيس مجلس إدارة اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، والأمين العام لاتحاد الأدباء والكتاب العرب، حيث شارك فى العديد من الندوات والمحافل الثقافية العربية والعالمية، حصل على جائزة تريم عمران فئة رواد الصحافة، قدم للثقافة والإعلام العربى الكثير من الإنتاج الثقافى والأدبى للنهوض بالثقافة والأدب العربي، ترك العديد من المؤلفات لتثرى المكتبة العربية والأجنبية، حيث ترجمت قصائده الشعرية إلى لغات عدة وهى الإنجليزية، والفرنسية، والألمانية، والإسبانية، والإيطالية، والصينية.
يهتم اتحاد الكتاب باللغة العربية فى الوقت الحالي، فى إقامة العديد من المهرجانات الشعرية، والروائية، والندوات الفكرية، كلها تساعد فى إحياء اللغة، فهناك مشكلة فى اللغة خاصة فى طريقة تدريس النحو العربى التى تتضمن مجموعة من النظريات المتعددة من بينها علم اللغة الحديث، وعلم اللغة المقارن، إلى آخره فهى غائبة عن مدارسنا فى الوقت الحالي، وتكاد تكون منعدمة بين الآسر فى الوطن العربي، مؤكدا أن الثقافة هى التى تعزز السياسة والاقتصاد على مستوى العالم، ليست السياسة والاقتصاد وحده.
بدأ الصايغ نشر إنتاجه الشعرى عام ١٩٨٠ بإصداره ديوان «هنا بار بنى عبس الدعوة عامة»، تلته دواوين «التصريح الأخير للناطق باسم نفسه»، «قصائد إلى بيروت»، «ميارى»، «الملامح»، «قصائد على بحر البحر»، «وردة الكهولة»، «غد»، «رسم بيانى لأسراب الزرافات»، و«كسر فى الوزن»، «الناطق باسم نفسه»، وغيرها.
بفضل إنتاجه الغزير فى الشعر والأدب جعلته ينال العديد من الجوائز والتكريمات من بينها تكريمه من جمعية الصحفيين نظرا لقضائه ٣٥ عاما فى خدمة الصحافة فى ٢٠٠٦، جائزة الدولة التقديرية فى الآداب ٢٠٠٧.
رحل الشاعر الإماراتى حبيب الصايغ فى مثل هذا اليوم ٢٠ أغسطس ٢٠١٩، حيث فُقد الوسط الثقافى العربى واحدا من أبرز شعراء الوطن العربي، وقلما حرا وأحد رموز الصحافة العربية فى الوسط الصحافى والثقافى والفكرى والوطني، الذى شكل علامة فارقة فى الحياة الثقافية العربية.