الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

سياسة

"الهتيمي": العراق بوابة مشروع إيران لإقامة إمبراطورية فارسية في المنطقة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أكدت مصادر سياسية عراقية أن المجموعات الخاصة التي شكلها الإرهابي قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، من مليشيات الحشد الشعبي التابعة لإيران هي التي تنفذ الهجمات الصاروخية على المصالح الأمريكية في البلاد، محذرة من الخطة الإيرانية لإشعال العراق والمنطقة طائفيا.
من جانبه قال أسامة الهتيمي، الباحث في الشأن الإيراني، إن النظام الإيراني يعمل منذ السنوات الأولى لثورة الخميني عام 1979 إلى العراق باعتباره بوابة مشروعه لإقامة إمبراطورية فارسية في المنطقة الأمر الذي دفع الخميني وبعد شهور قليلة من وصوله لسدة الحكم في إيران إلى شن الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت لثماني سنوات التي لم تنته إلا بعد القرار الأممي رقم 598 والذي اضطر الخميني إلى تنفيذه قائلا عبارته الشهيرة "وكأني تجرعت كأس السم" إذ كان يسعى الخميني بوضوح شديد إلى استمرار حربه مع العراق حتى يحقق حلم السيطرة عليها وضمها إلى النفوذ الإيراني..
واضاف الهتيمي في تصريحات لـ"البوابة نيوز"، أن الخميني لم يحقق حلم غزو العراق إلا أن خلفائه وأنصاره لم يتوانوا عن اقتناص كل فرصة من أجل تحقيق الحلم حتى حانت اللحظة متمثلة في الغزو الأمريكي للعراق الذي لم تتردد إيران لحظة واحدة في دعمه حتى إسقاط بغداد وحل الجيش العراق وإعادة الموالين لها من العراقيين الذين كانوا يقيمون على أرضها لتصدر المشهد والسيطرة على كل شئ في العراق ومن ثم تشكيل ما عرف بالميلشيات وتكوين الحشد الشعبي الذي أصبح له اليد العليا في البلاد والذي كما يعلم القاصي والداني أنه يأتمر بأمر الحرس الثوري والولي الفقيه في قم وهو الأمر الذي لم تخفيه أو تنكره قيادات هذه الميليشيات العراقية بل أصبح أحد مفاخر هؤلاء الذين يبايعون الولي الفقيه إماما لهم وللمسلمين.
وأكد"الهتيمي"، أن إدارة الصراع مع الغرب كان لزاما أن توظف كل أدواتها وأذرعها والموالين لها في المنطقة كأدوات للضغط على الولايات المتحدة وحلفائها لتؤكد على أن الصراع مع إيران ليس سهلا وأن إيران لا يمكن أن تقبل بالضغوط والإملاءات دون تحقيق مكاسب محددة وهي الرسالة التي بات الأمريكيون وغيرهم يدركونها بشكل عملي بعد أن نجحت إيران أن تحرك أغلب أذرعها الأمر الذي دفع الجميع إلى التفكير مائة مرة قبل إتخاذ أية أجراء حيال إيران ردا على استفزازاتها وانتهاكاتها في المنطقة وغيرها.
وأشار الباحث، الي أن العراق تأتي من أهم الدول التي لإيران فيها نفوذ كبير سياسيا وعسكريا وأمنيا واقتصاديا بالإضافة إلى النفوذ العقائدي والأيدلوجي الذي يجعل العراق في خندق واحد مع إيران في أية مواجهة وهو ما أصبح في يقين الإيرانيين بعد أن تم اختبار العراقيين مرارا وتكرارا حيث التقيد في حركتهم وسلوكهم بتنفيذ الأجندة الإيرانية وتحقيق مصالح طهران حتى لو كان ذلك على حساب المصالح العراقية ذاتها فإيران هي أم القرى وفق تصور هؤلاء ومن ثم فإن انتصارها هو انتصار للإسلام وهزيمتها هزيمة للإسلام.
ولقد دفع هذا اليقين الإيراني تجاه الموالين العراقيين إلى أن تمد إيران الميليشيات العراقية بالآلاف من الصواريخ المحلية الصنع لتكون هذه الميليشيات على استعداد لتنفيذ ما يوكل لها من مهام داخل العراق التي لا زالت تضم عددا ليس بالقليل من القوات الأمريكية ومن ثم تكون هذه القوات هدفا سهلا في حال تطورت الأوضاع بشكل سلبي أو حتى للضغط على الأمريكيين كورقة لابتزازهم أو تخفيف حدة العقوبات الأمريكية على إيران