الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

حوارات

ياسمين الخطيب لـ"البوابة نيوز": عمري ما حلمت أكون ممثلة لكن ليه لا؟.. تشجيع الزمالك لا يأتي إلا بالنكد واللعنة.. أنا حزينة على الفن التشكيلي.. الجمهور يرضي غروري لكن البعض يهاجمني بشراسة

ياسمين الخطيب
ياسمين الخطيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ياسمين الخطيب دائما تسلط عليها الأضواء.. اشتهرت في الوسط الثقافي باعتبارها الأكثر جمالًا حتى نافست نجمات السينما، في مُخالفة صريحة للصورة الذهنية التي تضع المثقفة في خانة الشعر الثائر المُجعّد والنظارات السميكة والملابس الرجولية، يهاجمها البعض لأنها تحب الكتابة، بينما تصف الفن التشكيلي بأنه موطنها الذي لا تغيب عنه إلا لظروف قاهرة، ومع كل هذا ترغب في أن يراها الناس كما تفعل، أن يقرأوا كتاباتها، يتأملوا رسومها، وأن يتابعوا ما تقدمه على الشاشة كمذيعة محترفة تلقت تدريبها الأول في ماسبيرو.


مش سعيدة بالـ"ترند".. والزمالك يحرق الدم

تصف ياسمين بصراحتها المعهودة في حوارها لـ"البوابة نيوز" الإصرار على وضعها على رأس "الترند" بأنه "تربُص"، وترى أن الأمر في البداية لم يتعد موقف أو اثنين "لكن يبدو أن هناك من شعروا بالسعادة أو الاستفادة من ذلك الأمر فيسعون لتكراره كل فترة، أن يظل اسمي دومًا مُرتبطًا بحالة من الجدل". تصمت لحظات يظهر فيها الاستياء على وجهها وتُتابع "كثيرًا ما أُسئل عن شعوري تجاه هذا الأمر سواء في الإعلام أو غيره؛ أنا غير سعيدة بالمرة بهذا على عكس ما يُشاع عني. لن تشعر بسعادة إذا ما استيقظت من نومك فوجدت مصر كلها -وأنا هُنا أعني رواد مواقع التواصل الاجتماعي- منقسمة حول شيء يخصك بالسلب أو الإيجاب، قد يروق لك هذا مرة أو اثنتين إرضاءً لغرور الطبيعة البشرية، لكن بعد ذلك يتحول إلى كابوس، خاصة أنك لا إراديًا ستُركز مع النصف السلبي الذي يشتمك لا الآخر الذي يمدحك"، تؤكد أن هذا الأمر يترك آثار نفسية خطيرة على من يتعرض له فترة طويلة.
أكثر ما يُثير أعصاب ياسمين هو تشجيع الزمالك فهي زملكاوية إلي حد النخاع تعشقه لكنها لا تستطيع الابتعاد بسبب كوارث الفريق المُتكررة، فهي ترى أن الإنسان يولد ومعه الحب والانتماء لفريق بعينه "لكن لا يُمكن أن يتحمل مُشجعي الزمالك كل هذا القدر من تحطيم الأعصاب. المفترض أن تشجيع الفريق يُمثّل حالة من البهجة لا نجدها على الدوام، لكن الزمالك لا يأتي إلا بالنكد واللعنة"، تقولها بحرقة تدفع من أمامها للضحك حتى وإن كان من مشجعي الزمالك بدوره. لا يُنافس هذا لديها سوى موضعها الدائم كفريسة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي، ففي أوقات الراحة من المناقشات السياسية أو الاجتماعية يستدعيها الجمهور عبر صورة من جلسة تصوير أو جملة عابرة كتبتها على حسابها الشخصي، أو موقف ترويه أو يُروى عنها. تستيقظ في أغلب الأيام فتجد على شاشة هاتفها آلاف من تعليقات المدح والذم. 

أنتي بتشتغلي إيه؟!.. فنانة

رغم توضيحها عدة مرات؛ إلا أن السؤال المُحيط دومًا بصورة ياسمين الخطيب هو "بتشتغل إيه بالضبط؟"، يطرحه المُهاجمون بشراسة بينما يتجاهله المدافعون، إمّا لأنهم يرون الإجابة بديهية يُمكن الوصول إليها على صفحتها الشخصية، أو لأن الكثيرين يكتفون بصورة المرأة الفاتنة دون حاجة إلى معرفة المزيد، تقول "أرى على موقع انستجرام تعليقات مستفزة على العديد من الصور تحمل هذا السؤال بينما أصحابها لا يكلفون أنفسهم بعناء سؤاله على واحدة من محركات البحث. هذه هي أكثر الإجابات التي كررتها في حياتي رغم أن عملي ليس سريًا، ولست حتى نجمة سينما معروفة بقلة أعمالها، رغم أن عملي معروف للجميع، فأنا كاتبة لديَّ خمسة مؤلفات وعدد كبير من المقالات المنشورة في الصحف والمواقع الالكترونية، وشاركت بالعمل كمذيعة في عدة برامج بالإضافة إلى برنامجي الذي يُذاع حاليًا على واحدة من القنوات الفضائية، وعلى مستوى الفن التشكيلي شاركت في عدة معارض محلية ودولية وحاليًا أقوم بالتجهيز لمعرضي المنفرد. كل مجال أعمل فيه أنا متواجدة ولم أُقصِّر، بل التقصير في من لا يرغب في البحث عمّا أفعل، الناس لا تريد التركيز أو البحث عن أعمالي. ما يُثير الغيظ حقًا استمرارهم في المُتابعة".
تحاول ياسمين الآن التركيز على العمل الإعلامي، فالجميع يعلم أن الكتابة والفن التشكيلي لا يكفيان كدخل مريح "كُلٌ منا يبحث عمَّا يُقِيم أوَدَهُ، لذلك صارت الكتابة والرسم هوايات بفعل سوق العمل لا برغبة شخصية، بينما العمل الإعلامي حرفة أستطيع تغطية مسؤولياتي المادية عبرها، لكني لا أنقطع عن الرسم وأشارك كلما أُتيحت لي فرصة في المعارض، وكذلك مجموعتي القصصية "طعم الأفراح" -التي تباطأت فيها بحكم الظروف- تُشعرني بالسعادة كلما عدت لأستكمل جزءًا منها"؛ لكنها قررت مع هذا الابتعاد عن كتابة المقالات ولو إلى حين. 

النقد.. الجمهور لا يعرف سوى الأعمال الكلاسيكية

اعتادت ياسمين الخطيب على الهجوم الذي يقوم أكثره على أسباب غير منطقية، مثلما حدث لكتابها الأخير الذي واجه عاصفة من النقد في الوقت الذي لم تكن طباعته قد انتهت من الأصل؛ لكنها تشعر بالسعادة تجاه النقد الموضوعي "والذي جاء أغلبه بالإيجاب لا السلب بالمناسبة"، وفق قولها، تضيف "هناك الكثير من أصحاب القيمة الذين يتناولون ما أكتب فأشعر أن قلم أحدهم يوازي عشرات المقالات، مثل الروائي الكبير إبراهيم عبد المجيد الذي كتب عن كتابي الرابع "كنت في رابعة" بشكل يُغنيني عن عشرة مقالات، والكتاب الأخير نفسه كُتب عنه ثلاثة مقالات جيدة للغاية"
وتؤكد أنها لا تلتفت إلى نقد الجمهور لأعمالها التشكيلية لأن "نقد الأعمال الفنية يجب أن يأتي من متخصصين، وهذا ليس غرورًا مني، بل لأن ثقافة الفن التشكيلي في الشارع المصري شبه مُنعدمة وأغلب الجمهور لا يعرف سوى الأعمال الكلاسيكية لكنه لا يستوعب الأعمال التجريبية أو البوب آرت؛ في الفن أؤمن تمامًا بمقولة فان جوخ "الرسم عقيدة تفرض على مُعتنقها أن يتجاهل الرأي العام"، فقد أنشر واحدة من رسومي فيأتيني التعليق بأن أنف شخصية كبيرة أو عيونها أكثر اتساعًا من الطبيعي"؛ في الوقت نفسه تؤكد أن أغلب ردود الفعل على لوحاتها في الوسط التشكيلي إيجابية "خاصة من أساتذتي الذي يثنون على لوحاتي".

السينما ومرسم في وسط البلد

طوال السنوات الخمس السابقة تلقت العديد من العروض للعمل في السينما رفضتها جميعًا "كانت كلها أدوار صغيرة يراها الجميع فرصة للتجربة، مع مرور السنوات واتساع الشهرة كبرت حجم الأدوار المعروضة، لكني أرى أن الكثير من المنتجين لا يهتمون بالموهبة بقدر اهتمامهم بالصخب الدائر حول شخص ما؛ لكني عمري ما حلمت أن أكون ممثلة، فلم ألتحق بورشة لإعداد الممثل أو أحاول اكتساب خبرة في هذا المجال، لكن كذلك من تكرار المحاولات بدأت أفكر بدافع من المغامرة وأقول لنفسي لِمَ لا أوافق إذا كانت هناك فرصة تستحق، وكانت هناك فرصة رأيتها جيدة في رمضان قبل الماضي لكنها لم تتم".
الآن تخوض ياسمين المغامرة تحت جناح المخرج الكبير مجدي أحمد علي، والذي تستعد للظهور في عمله الجديد الذي يقوم بالتحضير له حاليًا، يبدو عليها الحماس وهي تسرد "طمأنني الأستاذ مجدي وأكد أنه سيقوم بتعليمي ما يُساعد على أداء الدور، وأرسل لي السيناريو بالفعل، وهو من تأليف هنزادة فكري، وتدور أحداثه في ستينات القرن الماضي، وبالنسبة لإنسانة مثلي ثقافتها بصرية انشغلت في تخيل شكل الشخصية وملابسها وما يُحيط بها. كل هذا جعلني أتحمس جدًا، بالفعل قمنا بتوقيع العقود وبدأت التجهيزات، وأنتظر بدء التصوير قريبًا".

ترغب ياسمين في تحقيق الكثير من الخطط لحياتها، فتتمنى كتشكيلية طموحة أن تؤسس مرسمًا لها في وسط المدينة، حاولت أن تجعل مرسمها جزءا من منزلها الواقع على أطراف القاهرة؛ إلا أنها -كأغلب من يجمعون العمل والمنزل في مكان واحد- أصابتها حالة من الجمود والاعتياد أدت إلى التوقف إضافة إلى عوامل أخرى "فأنا قضيت فترة بعيدة عن الوسط التشكيلي رغم ذهابي لأكثر من افتتاح لمعارض الزملاء المواظبين على الرسم، كان ظنًا في غير محله إقامة المرسم في داخل المنزل لأنه تحول بالتدريج إلى جزء من الديكور ولم أعد أشعر به كمكان للعمل، لذلك أريد إقامة المرسم وتحديد يومين في الاسبوع للمواظبة على الرسم"؛ أما عن الكتابة فتؤكد سعيها لإنهاء مجموعتها "طعم الأفراح" التي تراها شبه جاهزة لكنها تخشاها كثيرًا رغم أنها ليست سابقتها الأولى في الكتابة، تُبرر الخوف بأنها عندما تقرأ عملًا مميزًا فإن هذا يدفعها لإعادة النظر في ما تكتب ليصير أفضل "هو أمر صحي وأعرف هذا، لكني لا أستطيع منع نفسي من القلق، فهو مُتربص بي وأتوقع الهجوم من الكثيرين إلا من رحم ربي، ونشرت بالفعل واحدة من تلك القصص، رأيت بعض الردود الإيجابية في مُقابل موجة هائلة من الهجوم وصلت إلى أن وصف أحدهم كتاباتي بأنها تُشبه محاولات طالبة في الثانوية. أتساءل ماذا كان نجيب محفوظ ليواجه لو كانت له صفحة للتواصل الاجتماعي في عصره، أعتقد أن إنتاجه كان ليقل أو ينعكس الارتباك على بعضه".