الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

أسرار محمود رضا في "50" شارع قصر النيل

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ذكريات محمود رضا يرويها ذراعه اليمنى الدكتور زكريا عبدالشافى، رئيس قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية الأسبق، تُنشر لأول مرة تفاصيل حياة محمود رضا بعد تركه فرقة رضا للفنون الشعبية، وكيف خرجت الفرقة بعدها، من مقرها الكائن فى 50 شارع قصر النيل، وتفاصيل مشاركته فى جميع المهرجانات، وهبوط «فرقة رضا» التابعة للبيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية فى بورصة الفرق، وكيف أعادها رضا مرة أخرى للإحياء بقلب فى الروبابيكيا.

وفى تحقيق جديد من ملف فرقة «رضا» بعد مرور 60 عامًا على تكوينها، نقدم للقارئ حلولًا يضعها الخبراء، لكيفية الاحتفال بفرقة رضا وكيفية الحفاظ على موروثها الفني، فبعضهم من ناشد بضرورة إنشاء متحف يضم جميع مقتنياتها من ملابس وإكسسوارات ونوت موسيقية، والتسجيلات الخاصة بالرقصات.

يعود بنا الفنان الدكتور زكريا عبدالشافى إلى عدة سنوات مضت، ليحكى فيها عن رحلته مع فرقة محمود رضا، منذ أن التحق بالفرقة فى عام ١٩٧٥، أى منذ أكثر أى ما يقارب الـ ٤٤ عامًا، حملت الرحلة أفراح وانتصارات وانكسارات وتحديات كثير ستحملها السطور التالية، وترويها «البوابة» لأول مرة على لسان صاحبها.


*زكريا عبد الشافى: توقف عرض «قلب فى الروبابيكيا» بمثابة إعلان موت للفرقة

يقول زكريا عبدالشافى: التحقت بالفرقة فى نهاية عام ١٩٧٥، وكان للفرقة منهجية خاصة للتعليم والتدريب قام بوضعها محمود رضا، ولا يستطيع أى راقص التجاوب مع تلك المنهجية إلا بعد تعلمها والتدرب عليها، وكان يجب أن يقضى الراقصون الجدد ما بين ٦ أو ٧ أشهر وأحيانًا عاما كاملا حتى يُطلق عليهم لقب راقص، فليس أى راقص فنون شعبية يصلح لأن يكون راقصًا بفرقة رضا، ولهذا كانت هناك فروق جوهرية بين فرقة رضا والفرقة القومية فكل منهما مدرسة خاصة.

فالفرقة القومية اتخذت منهجها وفقا للمدرسة الروسية التى بدأها الخبير الروسى، على عكس المنهج الذى أبدعه محمود رضا، فقد عايش محمود رضا البيئة المصرية، وظل يدرسها ويتأثر بها لعدة سنوات حتى استطاع الخروج بتابلوهات استعراضية من وحى البيئة التى عايشها، مثل حى السيدة زينب، وغيرها من المحافظات المصرية التى زارها لاستجلاب مفرداتها البيئية من كلمات وموسيقى وحركات وخطوات راقصة للاستلهام منها فيما أبدعه من تابلوهات استعراضية.

وتابع زكريا، أن محمود رضا كان لديه ذاكرة فوتوغرافية عبقرية، والتى كان يستدعيها بمجرد بدئه فى عمل أى استعراض خاص بالفن شعبى مصري، وكان راقص بالية شاطر، وكان عبقرى وأعماله جاءت من عصاره خبراته كراقص، وتميزت بخطوات قريبة من البيئة والواقع المصري، فاستلهم منها وقدمها بشكل مُمسرح، أى يصلح للتقديم على خشبة المسرح.

وأضاف زكريا، أن محمود رضا اخترع منهجية للتدريب على هذا النوع من الرقص المُستلهم، كما أنه وضع منهجا خاصا بفرقة رضا للتدريب ولتعليم الراقصين الجدد، ومن لا يتدرب على هذا المنهج من الصعوبة بمكان أن يقوم بالرقص بفرقة رضا، حيث إنه يمكن أن يؤدى نفس الحركات، ولكنه لن يملك الروح الخاصة بفرقة رضا، والتى تتميز بخطوات وأفكار خاصة بها، فالبيئة المحيطة بالفرقة كانت بيئة فنية، فالراقصون الذين معه كانوا بارعون فى ترجمة ما يريده محمود رضا، فكل شيء كان محددا ومجدولا، وجميع الراقصين كانوا أداة طيعة لمحمود رضا، بما فيهم الفنانة فريده فهمي، والتى تفهم كل ما يريده، بالإضافة إلى مهارتها كراقصة؛ هذا بالإضافة إلى التكوين الرياضى لمحمود والإحساس الموسيقى لديه كان مرتفعا، كل هذه الأسباب جعلته ينتج هذا النوع من الفن»، مشيرًا إلى أن قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية قد أنشئ خصيصًا لفرقة رضا، ولهذا النوع من الفن، الذى كان يجوب العالم بأسره معبرا عن مصر.

وعن الفترة التى تولى فيها رئاسة البيت الفنى للفنون الشعبية، قال زكريا: أن منصب رئيس البيت الفنى للفنون الشعبية والاستعراضية هو منصب بلا صلاحيات، حيث فوجئت عندما دعيت لرئاسة البيت الفنى للفنون الشعبية، بأنه قطاع بدون هيكل إداري، وهو مجرد جزء من كيان حكومي، وأن رئيس قطاع الإنتاج يجب موافقته على أى قرار يتم اتخاذه بشأن الفرقة أو فرق ومسارح القطاع عموما، أو متعلق بالبيت الفنى للفنون الشعبية.

أما عن الفترة التى ترك فيها فرقة رضا أوضح، فى تلك الفترة كنت قريب جدًا منه، فمنذ سفر فريد أبوسنة، سكرتيره للعمل بالخارج عام ٨٤، وأصبحت مساعده فى أعماله الخاصة بالاستعراضات خارج فرقه رضا وكان يقود الفرقة فى تلك الفترة الجداوى رمضان، وكان يتولى مدير عام الفرقة ومدير مكتب محمود رضا بقطاع الفنون الشعبية حتى عام ٩٠، والذى أحيل فيه الفنان محمود رضا للمعاش قبل موعد معاشه بـ٩ أشهر، وحينما تولت قيادة الفرقة الفنانة فريدة فهمى ١٩٩١ لتشغل منصب مدير عام الفرقة، قررت وقتها أن تعيد محمود رضا واستعراضاته لفرقة رضا بعمل ريبورتوار للفرقة» وإعادة مجموعة من الرقصات القديمة التى بدأت بها الفرقة، ومنها رقصة العرقسوس والنوبة، وسيوة، والدبكة حوالى ١٢ استعراضا، وكان لى الحظ فى أن أرقص مكان محمود رضا فى رقصة العرقسوس، وحقق وقتها الريبورتوار نجاحًا مبهرًا، وكان مسرح البالون «أرش كومبليه»، وتخطى عدد أيام الحجز، ووقتها تم إيقاف العرض رغم نجاحه، وهو ما جعل فريدة فهمى تترك الفرقة نظرًا للعراقيل البيروقراطية التى قابلتها». وتركت الفرقة بعدما تركها محمود رضا فى نهاية ١٩٩١ واستمررت ساعده الأيمن فى أعماله الخاصة فى تعليم وتدريب الرقص لكل العالم فى ٥٠ شارع قصر النيل، وهو المقر الأساسى للفرقة، والذى بدأت فيه، وهو عبارة عن استوديو، انتقلت إليه الفرقة بعدما كانت تقوم بعمل البروفات فى «فيلا» الدكتور حسن فهمي، والد فريدة فهمى فى شارع بيروت فى مصر الجديدة، ولم يتركه رضا مطلقا طوال فترة وجود فرقته كفرقة تابعة للدولة، وعندما ترك فرقة رضا عودنا مرة أخرى لخمسين قصر النيل».

ووقتها كنت أعمل على رسالة الدكتوراه الخاصة بى فى الإدارة الرياضية، وكنت أستعين بمحمود رضا فهو يملك «مُخ» موسوعيا، ودائم القراءة والاطلاع وصاحب فكر منطقي، وأيضا خبرات واسعة فى الإدارة والرياضة التى كنت أعمل بها كمدير عام فى وزارة الشباب والرياضة، وكنت أقوم بتصميم استعراضات لفرق الجامعات المصرية، وأدعو الفنان محمود رضا لمشاهده البروفات والعروض حتى عام ١٩٩٤ طلب منى الدكتور عبدالمنعم عمارة إعداد فرقة فنون شعبية للمشاركة فى الدورة الفرانكفونية بباريس. واقترحت عليه أن تكون فرقة كلية السياحة والفنادق التى كنت أدربها والفائزة بمسابقة الجامعات هى التى تمثل مصر فى استعراضات يصممها محمود رضا وأقوم بتدريبها، ورحب الوزير بشدة وتم تصميم استعراض عن وادى النيل من ألحان الفنان منير الوسيمى وأزياء الفنانة فريدة فهمى وقمت بالتدريب والرقص فيها.

وعن كيفية نشأة أو عودة فرقة محمود رضا مرة أخرى بعد تركه منصبه بالبيت الفنى للفنون الشعبية قال: «إنه فى تلك الأثناء عُرض على محمود رضا عمل حفل افتتاح بطولة العالم للبولينج التى أقيمت فى مصر، ووقتها تخوف محمود رضا وقال لي: «مفيش راقصين عندنا، ودا موضوع يحتاج راقصين جدد يفهمونا»، ووقتها عرضت عليه بأن نحضر راقصين جددا، أو راقصين من الجامعات التى أدربها أو راقصين من المتواجدين «بفرقة رضا» التابعة للدولة من الجدد ولا يتم إشراكهم فى الاستعراضات، وبالفعل نجحنا فى جمع ١٦ ولدا و١٦ بنتا، وخضعوا لتدريبات يومية لمدة ٣ أشهر كإعداد دون الحصول على أى أجر، وبعدها قام محمود رضا بمنحهم أجرا رمزيا، وبعدها قمنا بافتتاح بطولة البولينج، والتى نالت صدى واسعا لعودة محمود رضا للحياة الفنية المصرية، وفوجئنا بعدها بعروض لعمل حفلات ليالى التليفزيون، والحفلات الخاصة برئاسة الجمهورية واستمررنا على هذا الحال حتى عام ٩٧، و٩٨ والتساؤلات تزداد عن كيف يكون محمود رضا بهذا البريق وفرقة رضا فى هذا الهبوط.

وفى تلك الفترة تقلد عبدالرحمن الشافعى رئاسة البيت الفنى للفنون الشعبية، ووقتها تواصل معنا مرة أخرى، وطلب من محمود رضا العودة مرة أخرى، وقابل الشافعى صعوبة شديدة جدًا فى الأعمال الإدارية والمالية لإنتاج أوبريت قلب فى الروبابيكيا، والتى قام بعمل الديكور لها الدكتور حسين العزبي، وقاد الأوركسترا منير الوسيمى وتصميم الأزياء فريدة فهمى، وقمت بالتدريب ومساعدة فى الإخراج، وتعاون معنا الفنانة نيفين رامز والفنان فاروق مصطفى، وقمنا بالإعداد للراقصين ما يقرب من ٥ أشهر من التدريبات، ووقتها قدم رضا ٢٢ استعراضا، لمدة ساعتين، وتوقف العرض بعد ١٥ يوما فقط دون إبداء أسباب، ولم يتعامل رضا بعدها مع فرقة رضا الحكومية، حتى إن القائمين على الفرقة قاموا بمنع الراقصين الجدد، والذين قمنا بتدريبهم من التعامل مع محمود رضا، أو حتى المشاركة معه فى فرقته التى أنشأها، بعدما قل الطلب على فرقة رضا التابعة للوزارة، وكان توقف عرض قلب فى الروبابيكيا هو بمثابة إعلان موت لفرقة رضا، والذى حمل آخر الأجيال التى تم تدريبها على أيدى مؤسس وصاحب الفرقة محمود رضا».

وكان الفنان محمود رضا دائم السفر إلى الخارج ويقوم بالتدريب فى العالم كله، فجميع الفنانين فى العالم وفى مصر كانوا يعرفون قدر وقيمة محمود رضا، كما أنه لا يبخل فى تقديم المعلومة لأى شخص يطلب المعرفة، فكان موسوعيا ولديه معرفة بكل تفاصيل الفنون من أزياء وملابس وديكور، وعندما ظهر الكمبيوتر تعلمه وأصبح بارعًا فيه، كما أنه قدم أكثر من ٦٠٠ استعراض، وكان فى منتهى الدقة والانضباط فكل شيء كان محسوبا، وأتذكر أننى عندما تقدمت لفرقة رضا كان يجرى فيها اختبارات لاختيار عناصر للفرقة، حيث تقدم ٣٠٠ ولد و٣٠٠ بنت، تم اختيار ١٣ من كل فئة، وتم تصفيتهم على ٨ راقصين من الشباب، و٨ فتيات».

ولهذا كان يتم التعامل معنا فى الخارج باعتبارنا سفراء، فكنا نعى جيدًا ماهية فن الرقص، وماهية مهارات الراقص والفنون المحيطة بالرقص الشعبي، ولهذا كنا ندفع الثمن حتى نستطيع أن تكون راقصين بمعنى الكلمة، وبالفعل كل من تعلم على يد محمود رضا هم أحسن راقصين فى مصر، ولهذا يجب أن يعى من يمسك بإدارة الفرقة أن الرقص الشعبى هو فن وعلم ومعرفة وموهبة ودراسة وتخطيط وإدارة، وهو الشيء الذى يفتقره أغلب من يتولى قيادة فرقة عريقة بجحم فرقة رضا، لأن الفرقة لديها منهجية مختلفة عن مناهج الرقص الأخرى.

ونوه «زكريا» إلى أن أكبر الإشكاليات التى يعانى منها فن الرقص الشعبي، هو أيضًا عدم وجود مُحكمين ومُقيمين لمسابقات الرقص الشعبى، لاسيما مسابقات الجامعات ومراكز الشباب، ليس لهم علاقة بالرقص الشعبى مطلقًا، ولم تطأ أقدامهم خشبة المسرح، حتى أن المتخصصين فى البالية ليس لهم علاقة بالرقص الشعبي، وأن إطلاق مسمى «الفنون الشعبية» على مسابقات الرقص هو خطأ جسيم، حيث إننا لا نقوم بالتحكيم فى العادات والموروث الشعبي، ولا بد من إعادة صياغة تلك المسابقات ويجب أن نعى جيدًا ما يتم التحكيم عليه هل هو فن راقص، أم موروث ثقافى».

أما عن خطة العلاج لفرقة رضا أوضح: أن يتم تكوين لجنة من بعض فنانى فرقة رضا، ويكون لها صلاحيات محددة، لوضع محاور للعلاج، وتكون قابلة للتنفيذ دون معوقات من الإدارة البيروقراطية.


*قائد الأوركسترا: نحتاج إلى توثيق وأرشفة تراث أهم فرقة استعراضية

قال هشام نبوي، قائد أوركسترا فرقة رضا، «إن السبب الرئيسى فى اعتذارى عن عرض «فرحانة» هو الحفاظ على تاريخى الفني، واعتذرت عنه نظرًا لضيق الوقت، حيث إن الوقت المطلوب لخروج العرض غير كافٍ، فكان المطلوب أن أنتهى من ١٢ لحنا جديدا، وأقوم بتدريب الأوركسترا عليه قبل العرض بـ١٤ يوما، ولا صحة لبعض الأقاويل أن الأوركسترا لم تسافر، فقد سافرت الفرقة كلها، كما أنه تمت الاستعانة ببعض الموسيقيين والراقصين من الخارج.

وأكد نبوى فى تصريحات خاصة لـ«البوابة» أن أوركسترا فرقة رضا من أقوى الفرق بفرقة بقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، ولكن الظروف التى تقابل الفرقة لاسيما فترة ما بعد ثورة يناير، أدت إلى تدهور وضعها، رغم المجهودات التى تقوم بها الدكتورة إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، والدكتور عادل عبده لتطوير وضع الفرقة، فالتحديات أصبحت كبيرة وكثيرة، ومنها قلة المقابل المادى الذى يتقاضاه الموسيقيون بالفرقة، وإلغاء العقود «أجر نظير عمل»، حيث إن الفرقة كان لديها أكثر من ٧٠ عازفا، والآن ٤٠ عازفا فقط، أما الراقصون فكانوا ٢٤ فتاة و٢٤ فتى، الآن ١١ ولدا و٩ بنات فقط، كما أن هناك محاولات لتطوير القطاع، وذلك عن طريق تزويد الفرقة براقصين وعازفين تحت بند «على قوة عرض».

وعن بداياته مع فرقة رضا قال «نبوي»: «بدأت مع فرقة رضا كعازف كمان، فى عام ٩٣، حتى وصلت إلى أن أكون «قائد أوركسترا» بدرجة فنان قدير، وفى البدايات خلال فترة رئاسة عبدالغفار عودة، والذى عمل على تطوير الفرقة، والتى بدأت بعرض «قلب فى الروبابيكيا»، لتكون عودة لمحمود رضا بعرض مسرحى جديد للفرقة، وقد حقق العرض نجاحًا مبهرًا، وكان مسرح البالون أرش كومبليه، فى ذلك الوقت».

وأضاف «نبوي»: أن التحديات التى تواجهها الفرقة كبيرة ومتعددة، بالإضافة إلى قلة عدد العازفين، وقلة الإمكانيات المادية، أرى أن هناك إشكالية كبرى وهى أن تراث الفرقة ليس ملكًا لها، فبعد قانون الملكية الفكرية، أصبح من الصعب عرض جميع أعمال محمود رضا وعلى إسماعيل، وهنا يجب أن تدخل الدولة فى مسألة حق الانتفاع الخاص برقصات، حيث إن موضوع التعاقد الخاص بها وفقًا للتعاقد بحق الانتفاع، والذى من شأنه أن تنتفع الفرقة بعدد وليكن ٢٠ رقصة لمدة ٥ أعوم، فالأمر الآن يسير وفقًا لتلك المنظومة، وهنا يجب أن نتساءل حول إذا ما قامت إحدى القنوات الخاصة بعرض شراء ألحان على إسماعيل من ورثته، فماذا ستفعل الفرقة فى تلك الحالة؟ وهنا يجب أن تعمل وزارة الثقافة على إيجاد ثغرة يكون للفرقة حق فى ذلك الموروث باعتباره تراثا لها، ولوزارة الثقافة».

ونوه «نبوي» إلى أنه يجب حفظ التراث المرئى والمسموع والمدون موسيقيًا لفرقة رضا، لعدم ضياعه واندثاره مع تقدم الأجيال، كما يجب أن تخصص الدولة دعمًا أكبر لقطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، لأن هذا القطاع هو المعبر عن الموروث الثقافى المصرى الشعبي، ففرقة رضا وجميع فرق القطاع كانت تلعب دورًا محوريًا فى القوة الناعمة المصرية لاسيما فى الخارج، من خلال المهرجانات الدولية التى تشارك بها تلك الفرق، واعتبارها بمثابة سفراء للدولة المصرية، رغم مجهودات القطاع، إلا أن ما يتم بشأن السفر الخاص بالفرقة خاصة الأوركسترا أصبح فى وضع صعب، حيث لم تشارك الأوركسترا بالسفر للخارج منذ عدة سنوات، واقتصر الأمر فى المشاركة فى المهرجانات الدولية بالراقصين، مع «سى دي» به بعض أغانى الرقصات، وهو الشيء الذى يقل من مكانة الفرقة وتاريخها الذى حققتها منذ نشأتها وحتى الآن، كما يجب العمل مرة أخرى على زيادة عدد البعثات الخارجية والتى تقلصت بسبب الظروف الاقتصادية التى تمر بها البلاد».

وشدد قائد أوركسترا فرقة رضا على ضرورة عمل مكتبة تضم فيها النوت الموسيقية الخاصة بالفرقة، والتى منها بعض النوت المكتوبة بخط الموسيقار على إسماعيل، فيجب حفظ تراث الفرقة سواء المدون أو المسموع، أو المسجل، للأجيال القادمة».

ووجه قائد أوركسترا فرقة رضا نداءً للقيادات الثقافية، بضرورة العمل على نهضة فرقة رضا وعودتها لمستواها الذى نشأت عليه، وذلك من خلال عرض موروثها الفني، من إبداعات محمود رضا وعلى إسماعيل، فنحن لسنا فى حاجة إلى وجود مُصممين جدد فما تركه محمود رضا وعلى إسماعيل إرث يمكن عرضه لخمسين عامًا، فهذه هى النهضة الحقيقية، وليس الاستعانة بالعروض الخارجية، مع ضرورة توفير الإمكانيات المادية، ونبذ البيروقراطية المُعطلة واتخاذ قرارات سريعة من شأنها النهوض بالفرقة، والعمل على إحياء موروثها الثقافى، وتذليل العقاب، فالفرقة تحتاج إلى آلات وعازفين وضخ دماء جديدة، بالإضافة إلى تكريم قياداتها وشبابها والعاملين فى الفرقة.