عالم جليل تخصص فى الهندسة الوراثية، وحقق العديد من الإنجازات والاكتشافات التى خدمت بلاده وأمته، آمن بدور العلم فى إسعاد الفقراء، وحل المشكلات التى تعانى منها مجتمعاتهم بالعلم الذى امتلك ناصيته، وهو أيضًا الأديب والشاعر ذو الحس المرهف والأسلوب المميز، صاحب الدواوين والكتب التى وضع فيها عصارة فكره وخلاصة جهده.
كان الأستاذ فى كلية الزراعة عبدالحليم الطوبجى سببًا فى ولع محمد مستجير مصطفى بعلم الوراثة حيث فُتن الأخير بأستاذه فعقد العزم على التخصص بنفس العلم.
وتقول السيرة الذاتية لـ«مستجير» إنه ولد في ديسمبر من عام ١٩٣٤ بقرية الصلاحات التابعة لمركز بنى عبيد فى محافظة الدقهلية.
وبدأت اهتماماته تتشكل خلال المرحلة الثانوية، حيث دأب على قراءة كتب البيولوجيا، ليلتحق فيما بعد بكلية الزراعة وتخرج فيها حاصلا على البكالوريوس عام ١٩٥٤، وبعد أربع سنوات حاز الماجستير فى تربية الدواجن، وفى عام ١٩٦٣ نال الدكتوراه فى وراثة العشائر من معهد الوراثة بجامعة أدنبرة الاسترالية.
بعد عام من حصوله على الدكتوراه أصبح مدرسا بكلية الزراعة جامعة القاهرة وتدرج فى المناصب حتى أصبح عميدا للكلية من عام ١٩٨٦ حتى ١٩٩٥.
له عدد من المؤلفات القيمة فى تخصصه من بينها «مقدمة فى علم تربية الحيوان» و«دراسة فى الانتخاب الوراثى فى ماشية اللبن» و«النواحى التطبيقية فى تحسين الحيوان والدواجن»، ولم يقتصر عطاء المفكر محمد مستجير عند علم الوراثة، إنما امتد إلى الفلسفة حيث تزدان المكتبة العربية بمؤلفاته فى هذا الشأن من بينها «الربيع الصامت» و«طبيعة الحياة» و«الانقراض الكبير» و«المشاكل الفلسفية للعلوم النووية» و«صراع العلم والمجتمع».
نال «مستجبر» عددا من الجوائز، من بينها جائزة الدولة التشجيعية للعلوم والزراعة فى عام ١٩٧٤ ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى فى نفس العام، ومنحه الرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك جائزة مبارك فى العلوم والتكنولوجيا المتقدمة عام ٢٠٠١.
وخلال مشاهدته مشاهد العدوان الإسرائيلى على لبنان فى ٢٠٠٦ أصيب بجلطة فى المخ أثناء وجوده فى النمسا، ليتوفى على إثرها فى مثل هذ اليوم السابع عشر من أغسطس عام ٢٠٠٦ عن عمر ناهز الثانية والسبعين.