الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

نوال السعداوي: التيارات الإسلامية أجهضت حلم الشعوب بالتحرر

نوال السعداوي
نوال السعداوي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شنت الأديبة والمفكرة الدكتورة نوال السعدواي، هجومًا على دول العالم الكبرى التي ما زالت تتعامل بمنطق الأسياد والعبيد، وأيضا على الأسر التي تمنع الإناث حقوقها، قائلة: إن الصراع الدائر حول حقوق النساء داخل الأسرة يشبه تمامًا الصراع الدولي العالمي حول حق الشعوب في الاستقلال والنهضة والتحرر في غياب "العدل".
وأكدت الأديبة في مقالها الجديد بجريدة "المصري اليوم" الذي حمل عنوان "الصراع الدامي التاريخي بين الآلهة والبشر" أن صراع العبيد بدأ متزامنًا مع صراع النساء، كلٍ يطالب بحقوقه، ولم يخمد الصراع طوال التاريخ، الذى بدأه العبيد مع النساء، ضد نظام الرق أو العبودية، وأدى التراكم المتتالى من هذا الصراع، إلى انتهاء عصور العبودية، لكن ما زالت العلاقات فى الأسرة، على المستوى الشخصى، والعلاقات بين الدول على المستوى العام، علاقات بين طرف أدنى، وطرف أعلى، علاقات غير متكافئة، فى جذورها علاقة بين "أسياد"، و"عبيد".
وحذرت "نوال" من رجال الدين الذين يستخدمون السلطة الدينية الروحية للسيطرة على الناس وتحقيق مكاسب سياسية، كما حذرت من رجال السياسية الذين يرتدون عباءة الدين لقهر الناس وخداعهم، مستعرضة عدة أمثلة قديمة وحديثة لبيان فكرتها، حيث كان الفرعون القديم "يرتدى ملابس الحكم فى الأعمال الخاصة بالسياسة والاقتصاد والدولة، ثم يتنكر داخل الثوب الدينى، ليحكم باسم السلطة الإلهية. وكان الكهنة، ورجال الدين، من حوله، يخدعون الشعب باسم الإله، يفرضون الضرائب، على هيئة قرابين تٌقدم فى المعبد، ويستولون عليها. ولم يكن للكهنة أى عمل منتج".
وأشارت إلى الرئيس الأمريكى، جورج بوش، الذي أمسك بالإنجيل فى يده، ورفع رأسه، معلنا الحرب ضد العراق، باعتبارها حربا مقدسة ضد الشيطان فى عام 1991. وكذلك عندما لجأ الرئيس بيل كلينتون إلى الله، والقسس والكنيسة، بعد أن تكشفت خيانته الزوجية، وعلاقاته السرية بالبنات والنساء فى عام 1998. وتحت اسم الوعد الإلهى لليهود بالأرض الموعودة، لشعب الله المختار، تم احتلال فلسطين، وطرد أهلها، وقتلهم. 
وفى بلادنا فإن التنظيمات الإسلامية، تفعل الشىء نفسه، باسم الرجوع إلى الدين، ورجوع المرأة إلى البيت، وتغطيتها تمسكا بالفضيلة، واستعادة للحكم السياسى الدينى، كما عرفه المسلمون والمسلمات الأوائل.
ثورة إيران عام 1979، بدأت ضد القهر السياسى الاقتصادى للشعب الإيرانى، لتحرير النفط من الأيدى الاستعمارية، لكنه سرعان ما تعاون الاستعمار الأمريكى والإسرائيلى لتحويل الثورة الإيرانية، إلى ثورة دينية بزعامة الخمينى، وتم إجهاضها بواسطة رجال الدين، وكأن التاريخ يعيد نفسه.
وكذلك الثورة المصرية، فى يناير 2011، بواسطة الإخوان المسلمين، والتيارات الإسلامية السلفية، التى أمدها الاستعمار الأمريكى الإسرائيلى، وتوابعه فى أوروبا، بالمال والسلاح.