الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

جراتسيا ديليدا.. زهور سردينيا

جراتسيا ديليدا
جراتسيا ديليدا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تأثرت الكاتبة الإيطالية جراتسيا ديليدا، التي تحل ذكرى وفاتها اليوم الخميس، بتيار الحقيقة بعد انتقالها من جزيرة سردينيا الايطالية إلى روما، كان أمامها فرصة للتعرف على هذا التيار باستفاضه، ولكن عندما وصلت إلى روما كان هذا التيار يلفظ أنفاسه الأخيرة، وحاولت بما أتت بكل قوة أن تستعيد رونق هذا التيار من جديد، ربما كان أحد الأسباب التي منحت من أجلها جائزة نوبل في الأدب الايطالي عام 1926، وهي ثاني إمراة تحصل على هذه الجائزة في ذلك الوقت، ولكن انتقد البعض تيار الحقيقية وقيل إن الكاتبة أغرقت نفسها في هذا التيار، حتى وصلت إلى نوع من التشاؤمية في النظرة إلى البشر، لاسيما وهى تصف أحوال أهل سردينيا، كما تأثرت الكاتبة برواد الأدب الفرنسي مثل فيكتور هوجو، أونوريه دي بلزاك، وغيرهم. 
وعندما نذكر قرية "سردينيا" فنحن نتحدث عن مجتمع ريفي يتأثر بالدين، والخرافات، والظلم الذي تقع له المرأة في تلك الفترة، فكانت المرأة لا تمثل شيئا في المجتمع الريفي، لم تكمل تعليمها للظروف الحياتية، وبالتالي فكان المصدر الوحيد الذي تستمد منه ثقافتها هو عمها الذي كان يعمل كاهنا، وكذلك المعلم الخاص بها الذي كان سببا في اكتشاف نبوغها المبكر، وعندما تزوجت وانتقلت إلى روما أصبح المجال الأدبي أمامها واسعا، والاطلاع على الثقافات المختلفة منها الفرنسية، والروسية، ولكن ذلك لا ينعكس كثيرا في كتاباتها التي كانت في الأساس نحو تيار الحقيقية. 
أبدت ديليدا إعجابا شديدا بالكثير من الشعراء والكتاب مثل شاتو بريان، فيكتور هيجو، بلزاك، كما أشادت أيضا ببعض الكتاب الإيطاللين مثل كاردوتشي، ودانو نتسيو، وذلك إلى جانب الأدباء الروس حيث كان لهم تأثيرا واضحا في رواياتها مثل رواية في البحر الأزرق في عام 1890م، والتي لاحقتها برواية أرواح شريرة والتي عملت بمثابة عامل تحفيزي لروجيرو بونجي أحد أشهر الكُتاب الإيطاليين في أن يكتب لها مقدمة روايتها وذلك في عام 1896م.
لاقت رواية "الأم" نجاحا كبيرا في الوسط الثقافي، وتدور أحداثها حول موضوع رهبانية القس، فهي ليست رواية أحداث بقدر ما هي رواية أزمات نفسية عاشتها أم القس "باولو" حين اشتبهت في أن ابنها ارتكب الخطيئة مع الأرملة "آنييس"، وكانت "الأم" امرأة جاهلة ولكنها تعرف كما صارحت ابنها باكتشافها، وأخذت عليه عهدا بأن يقطع صلته بآنييس، ولكن عذاب ابنها جعلها تنظر إليه على أنه ضحية وليس جانيا.