الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

برتولد بريخت.. صاحب المنهج الملحمي

 برتولد بريخت
برتولد بريخت
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
استخدم الكاتب المسرحي الألماني برتولد بريخت، الذي تحل ذكرى وفاته اليوم الأربعاء، الشعر في كتاباته الدرامية، الممزوجة بالدراما الملحمية، حيث يعد أحد أهم كتاب المسرح العالمي في القرن العشرين، ويعتمد مذهبه في المسرح على فكرة المشاهد، الذي يعد العنصر الهام في تكوين العمل المسرحي، رغم دراسته للطب في ميونخ، إلا أن العمل المسرحي كان أحد أهم محطاته العملية، حصل على جائزة كلايست عن أولى مسرحياته في 1922.
وقال الكاتب المسرحي محمد أبو العلا السلاموني، عن بريخت: إن تجربته مرحلة مهمة في تاريخ المسرح العالمي، دعا لمنهج جديد في الإبداع المسرحي بعد أرسطو، يسمى المنهج الملحمي، فكان له منهجهه الكلاسيكي المعروف، ومسرح المحاكاة في بداية المسرح الإغريقى، يقوم منهجه الملحمي على التغريب ومواجهة الواقع ومحاولة حل مشاكله في القضايا الاجتماعية والسياسية على شكل المسرح الملحي وتعليمي وشكل يؤدى إلى التغيير.
وبعد استيلاء هتلر على الحكم وممارسة القهر والاغتيالات ضد المعارضين، وحرق كتب الأدباء الذين لا ينتهجون نهجا نازيا، وطردهم من ألمانيا، كان بريخت من بين هؤلاء الأدباء الذين حُرقت أعمالهم الأدبية، حيث ظهر في مرحلة مهمة جدا في مواجهة القضايا بمسرحه ومواجهة الرأسمالية والنازية، ودعا إلى حب الطبقات العاملة والاشتراكية الإنسانية التي تحقق مبادئ العدالة الاجتماعية.
"الإنسان هو الإنسان" من أبرز أعمال بريخت المسرحية، وهي نقطة تحول جذري فيما ينتهى بعهد الدراما الأرسطية، وكتبت هذه المسرحية خلال عامي 1924 حتى 1926، وهي نهاية للعصر الأرسطي، الذي يعتمد على الدراما والحركة التصاعدية، ولكن يتميز بريخت بما يصنف بالحركة الأفقية، ويذكر دائما أن المسرح يقوم بدور المعلم، وكسر حاجز الايهام للمشاهد، ومشاركته في العمل المسرحي، ويرى أن البعد الرابع هو المكمل للعمل المسرحي إلا أن حركة الدراما على المسرح لا توصل الشخصيات إلى الاصطدام لظروفها، وإنما تجعل الشخصيات تواجه ظروفها بطريقتها وهذا ما يتبعه بريخت في أسلوبه في المسرح.
اتجه مخرجو المسرح المصري لإخراج العديد من أعمال بريخت المسرحية، وخاصة في فترة الستينات التي كان من بينها "دائرة الطباشير القوقازية" للمخرج سعد أردش، وكانت من الأعمال المجهدة فكانت تسودها الروح الجماعية في العمل، التي تراجعت في الوقت الحاضر وأصبحت أعمال بريخت لا تقدم على المسرح في الوقت الراهن.
ولا يعتمد مسرح بريخت على مشاهدا نائما، أو بغرض التسلية، فهذا المسرح ليس للترفيه وإنما للتفكير والفلسفة، وهناك اختلاف في تناول الشخصية بين "بريخت"، "تشيكوف"، فالشخصية عند تشيكوف تعتمد على العمق، وإنما عند بريخت فهي شخصية ملحمية وتعد جزءا من المجتمع.