يوافق اليوم الثلاثاء، الموافق 13 أغسطس، اليوم العالمي للعُسر "مستخدمي اليد اليسرى"، حيث يحتفل به دول العالم كل عام، وبدأ الاحتفال به عام 1976، ويتم فيه التوعية للأشخاص "العُسْر" على مستوى العالم، وتعريف وتعليم الناس عن مستخدمي اليد اليسرى، وكيفية التعامل معهم دون إيذائهم نفسيًا، وكذلك صفات التعرف على الشخص الأعسر.
ويمثل نسبة الرجال العُسْر 13% في العالم، بينما النساء 11%، فيما يمثل أصحاب اليد اليسرى نسبة إجمالية حوالي 10%، من عدد سكان العالم، وأن الكثيرين منهم من المشاهير والفنانين، بنسبة قد تصل إلى 50%، وعانى مستخدمي اليد اليسرى من نظرة سلبية ظلت تطاردهم خلال الفترة الماضية، والاضطهاد في عدد من دول العالم، والذين أسموهم بـ"الشياطين"، فضلًا عن عدم حصولهم على الدعم الكافي سواء فيما يتعلق بالأدوات التي يستخدمونها أو المرافق العامة والمواصلات، وكذلك داخل المطاعم والمحلات وغيرها من الأمور التي قد تُعيقهم عن فعل بعض الأشياء.
وفي محاولة من مستخدمي اليد اليسرى للتأقلم مع الواقع والمتوفر والمتاح للجميع في جميع الأمور الحياتية، بدأت في الوقت الراهن تختفي تدريجيًا، حيث حرص مصممو ومصنعو الأدوات المكتبية وأدوات الطهي والآلات الموسيقية في إنتاج أدوات مخصصة لعسريي اليد من طلاب الجامعة والخريجين في التخصصات المختلفة وربات المنازل ومستخدمي الكمبيوتر وغيرهم، مثل أدوات الطهي داخل المطبخ والتي تم إنتاج ما يتناسب مع مستخدمي اليد اليسرى، والمقاعد داخل الجامعات للطلاب، والأدوات المكتبية "المسطرة والكشكول" لهم، ولوحات قيادة السيارات وغيره.
وأجرى مجموعة من العلماء الفرنسيين، دراسة طبية كشفت أن الأعسر بطبيعته لديه قدرة أكبر على البقاء في المجتمع الذي يطغى عليه العنف، موضحين أنه نظرًا لاعتبار الأعسر نفسه من الأقلية، تكون دائمًا لديه ميزة استراتيجية عند القتال، كما وجدت دراسة أسترالية أن التواصل الذي يحدث بين نصفي المخ لدى الشخص الأعسر أكثر سهولة من الذي يحدث لدى الشخص "الأيمن"، ووجدت بعض الدراسات أن مستخدمي اليد اليسرى يكونون أكثر إبداعًا وأكثر مرونة للتعافي من السكتات الدماغية.
وفي عام 2017، نُشرت مقالات في مجلة Nature العلمية في وقت سابق من هذا العام، وأشار العلماء إلى أن الشخص الأعسر له مخ مختلف وجينات مختلفة عن الشخص الأيمن، وقال العلماء أن تجاهل هذا الأمر قد يفقد معلومات هامة في كل شيء من علم الأعصاب إلى الاضطرابات الوراثية، وأعلنت النسب أن هولندا أكثر الدول في نسبة الأشخاص العسر بها، وتصل نسبتهم إلى أكثر من 13% من السكان.
