السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"العزباوية".. حكاية البطيخ وهروب العائلة المقدسة

«العزباوية»
«العزباوية»
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تعد العزباوية مقر دير العذراء السريان بوادى النطرون فى القاهرة، ولكن مكانة العزباوية تأتي من مرور العائلة المقدسة بها أثناء هروبها لمصر، فباركت المكان الذى كان حقلا.
تأتي تفاصيل مرور العائلة المقدسة، حسب ما ينشره دير السريان بموقعه الإلكتروني، ففى أثناء استراحة يوسف النجار والعذراء مريم فى الحقل، قالت السيدة العذراء لصاحب الحقل عن قصة هروبهم. 
وقالت له إنك اليوم تزرع بذور البطيخ فى الأرض، وعند الصباح سوف يطرح البطيخ، وعندما يأتى رجال هيرودس يسألونك عنا، فقل لهم إن هذه العائلة مرت علىّ عندما كنت أزرع بذور هذا البطيخ فى الأرض.
اندهش صاحب الحقل من هذا الكلام، لأن البذور لا بد أن تكون فى الأرض لمدة ثلاثة أشهر حتى يتم نضجها وتصير بطيخًا.
وفى صباح اليوم التالي، رأى الرجل أكثر مما كان متوقعا، إذ إن البطيخ ظهر فى حقله بمنظر بهى جدًا فاندهش الرجل، وأثناء ذلك مرَّ عليه الرجال الذين أرسلهم هيرودس وسألوا الرجل عن العائلة المقدسة، فقال لهم إن هذه العائلة مرت علىَّ لما كنت أزرع هذا البطيخ فى الأرض «حسب قول السيدة العذراء للرجل»، فلما سمع الرجال من صاحب الحقل هذا الكلام، حزنوا جدًا، وقالوا إن العائلة كانت فى هذا المكان منذ ثلاثة أشهر، وقالوا إن مجهودنا ضاع سُدى، ورجعوا إلى بلادهم فلسطين خائبين. 
هى إحدى ثلاث أيقونات قديمة، قد رسمها القديس لوقا الإنجيلي، أتى بها القمص يوحنا الفيومى، أتى من الدير للسيدة العذراء مريم «تسمى أيقونة العجائب» ووضعها فى مقصورة وأشعل أمامها قنديلًا، فتوافد الناس عليها من كل مكان، فذاع صيتها واشتهرت بالست العزباوية.
ويأتى اسم العزباوية، لأنه كان رؤساء الدير يقيمون ببلدة الطرانة «بحيرة» حتى انتقل منها القمص يوحنا الفيومى إلى قرية أتريس التابعة بمركز إمبابة؛ نظرًا لوجود أراضى وقف الدير بها، ولما صار الدير فى عهده يملك بعض العقارات بالقاهرة اختار له مقرًا بالدرب الإبراهيمى فى حى الأزبكية وظل به إلى أن توفى.
(معجزات للأيقونة)
يقول البعض حدثت فى الأربعينيات من هذا القرن عن لسان الأب المسئول عن العزباوية فى ذلك الوقت، معجزة لسيدة يونانية حضرت لأبونا فى العزباوية، وكانت تبكى بحزن شديد وحرقة قلبه وذلف لمدة 12 يومًا متتالية، كانت كل يوم تبكى أمام الأيقونة لمدة طويلة «حوالى نصف ساعة»، وبعد ذلك تعطى أبونا ريالًا- ليضعه فى الصندوق- لعمل تمجيد للعذراء العزباوية.
كان أبونا يتعجب من أمر هذه السيدة وإلحاحها وحزنها الشديد، فسألها عن سبب ذلك، فأجابته قائلة: «ابنى فى الجيش الإنجليزي، وأرسلوه إلى لبنان، وكان دائمًا يرسل لى لأطمئن على أخباره، وفى آخر خطاب له كتب لى بأنه مريض جدًا، وبعد هذا انقطعت خطاباته، وأنا خائفة من أن يكون قد مات، وعايزة الست العزباوية ترجعهولى سليم».
فى اليوم الثالث عشر يقول أبونا: «فتحت الباب كالعادة فى الصباح الباكر ووجدت هذه السيدة أول الداخلين، وعندما رأتني، صاحت بفرح: أبونا.. أبونا.. أنا عايزة تمجيد النهاردة بجنيه «وقتها كان للجنيه قيمة كبيرة جدًا»، فأراد أبونا أن يستفسر فأجابت السيدة: «أخيرًا وصلنى خطاب من ابنى، وبدأت تترجم له الخطاب المكتوب باليونانية». 
يقول الابن لوالدته: «بعد التحيات والسلام.. كنت مريضًا جدا وملازما للفراش، والست اللى انت بعتيها لى بزجاجة الدواء هى سبب شفائي، لأنها قالت لى: والدتك أرسلتنى إليك، وشربت من الزجاجة فشفيت فى الحال، وسألتها بعد ذلك عن اسمها كى أرسل إليك لأعرفك، فقالت لى: أنا اسمى «العزباوية» وبنفس اللهجة، كتبها باليونانية كما هى «العزباوية».
وردد قائلًا: الست اللى اسمها العزباوية، اللى أنت بَعَتيها هى اللى شَفتنى، وكانت هذه أول مرة يسمع باسم العزباوية فلم يكن يعرفها من قبل.