الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

مدد يا «أم النور».. دول العالم تحتضن العذراء.. ومزارات السيدة مريم تجذب ملايين المؤمنين

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تنشر مزارات وكنائس العذراء فى الكثير من دول العالم، ويزورها سنويًا ملايين المؤمنين؛ وبالتزامن مع صوم السيدة مريم العذراء، نرصد أبرز المزارات والكنائس فى الدول العربية والأوروبية، كما نجد روح الوحدة والتسامح بين المسلمين والمسيحيين فى منطقة واحدة، لبعث رسالة لكل إرهابى يرغب فى إثارة الفتن الطائفية بين الشعوب، وخير دليل على ذلك هو مسجد «مريم أم عيسى» بدولة الإمارات، الذى يمثل أيقونة التسامح والمحبة، ويجسد مبادئ وقيم التعايش بين الأديان فى دولة واحدة.


وفى السياق ذاته، يواصل الأقباط الأرثوذكس، صوم السيدة العذراء مريم، والذى بدأ الأربعاء الماضي، ويستمر لمدة 15 يومًا، ويُعد من أصوام الدرجة الثانية بالكنيسة المسموح فيها بتناول السمك.
ويعتبر صوم العذراء هو الصوم الوحيد الذى فرضه الشعب على الكنيسة القبطية، وهو موجود أيضًا فى الكنائس الأخرى، وإن اختلف التوقيت والمدة، فعند الروم الأرثوذكس هو أيضًا خمسة عشر يومًا كما فى الكنيسة القبطية، وهو خمسة أيام عند كل من السريان الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس، أما عند الروم الكاثوليك، فيوما الجمعة اللذان يقعان بين 1 و14 أغسطس من كل عام، ويصومه الكلدان الكاثوليك يومًا واحدًا.

أيقونة للتسامح والمحبة.. مسجد «مريم أم عيسى» يزين الإمارات
الجامع محاط بالكنائس والكاتدرائيات.. ومحمد بن زايد أطلق الاسم ترسيخًا لقيم التعايش
على بعد أمتار من منطقة المشرف بأبوظبى فى الإمارات، نجد لافتة تُزّين أحد المساجد يكتب عليها «مريم أم عيسى»، والتى تجعلنا تفكر كثيرًا ونتساءل: كيف يطلق على مسجد هذا الاسم؟ وحينما تبحث عن أسباب هذه التسمية، نجد أن الشيخ محمد بن زايد، ولى عهد أبوظبي، وجه فى منتصف يونيو من العام قبل الماضي، بإطلاق اسم «مريم أم عيسى» عليهما السلام على المسجد؛ وذلك ترسيخًا للصلات الإنسانية بين أتباع الديانات.
ووجود روح الوحدة والتسامح بين المسلمين والمسيحيين فى منطقة واحدة، يمثل رسالة لكل إرهابى يرغب فى إثارة الفتن الطائفية بين الشعوب، ويمثل هذا المسجد أيقونة التسامح فى دولة الإمارات، والتى حثنا عليها ديننا والقواسم المشتركة بين الأديان السماوية وبما يجسد مبادئ وقيم التعايش بين الأديان فى دولة واحدة.
وتم تشييد هذا المسجد فى عام 1985، ويتسع لـ 1500 مصلٍ، وله 4 مآذن استلهمت من العمارة العثمانية، ويتميز المبنى بإبداع معماري، خاصة فى تحميل القبة الرئيسية التى تحيط بها 32 نافذة مرصعة بزجاج أزرق وأصفر وأبيض، تعكس إضاءة رائعة خلال النهار، ويقابله حديقة «أم الإمارات».
لم يتوقف الأمر عند «مريم أم عيسى»، بل تجد أن المسجد يحيط به مجموعة من الكنائس والكاتدرائيات الكاثوليكية والأرثوذكسية، إذ ترسم صورة متناغمة للتسامح والتعايش السلمى واحترام الأديان الذى يميز دولة الإمارات، حيث إن إطلاق اسم السيدة مريم العذراء على هذا المسجد وسط عدد كبير من الكنائس هو تكريم عظيم من دولة الإمارات للأديان السماوية الداعية إلى المحبة والوئام، كما أنه رسالة إيجابية للعالم بأسره.
ويعد إطلاق اسم مريم أم عيسى على المسجد نموذجًا رائعًا فى المحبة والتعايش السلميين، ويؤكد أن دولة الإمارات تقدم نموذجا للعالم فى مجال التسامح الدينى والتآخى والسلام، وهذا كله مضمون بالقوانين التى أصدرتها الدولة، والتى تكرس هذه القيم والمبادئ الإنسانية السامية فى المجتمع الإماراتي.
وتتبوأ السيدة مريم عليها السلام، مكانة عظيمة فى قلوب المسلمين ونفوسهم، ولها شرف عظيم ودرجة عالية فى الإسلام، ولم يتحدث عنها القرآن الكريم والسنة النبوية إلا بكل احترام وتكريم فهى المرأة العظيمة التى اصطفاها الله قبل أن يخلقها لتخدم بيت الله وتلد نبيًا عظيمًا بمعجزات إلهية، ومن مكانة مريم عليها السلام لدى المسلمين أن الله ذكرها كثيرًا فى القرآن الكريم، إذ ذكرها باسمها الصريح 34 مرة، دون أن يذكر غيرها من النساء بأسمائهن الصريحة.

كنيسة مار أنطونيوس البادواني.. أكبر مزار للعذراء فى الإمارات
تحتضن كنيسة مار أنطونيوس البادوانى فى إمارة رأس الخيمة، أكبر مزار للعذراء مريم فى دولة الإمارات.
وأنشئت الكنيسة عام 2013، وتختلف عن غيرها من الكنائس الموجودة فى الإمارات، وتتميز بهندستها المعمارية الراقية التى تتلاءم مع حضارة البلد.
وجمع المطران بول هندر التبرعات من أجل بنائها، كما قدمت الكنائس المتواجدة فى الإمارات مساعدة لاستكمال بنائها، وهو ما يدل على الأخوة والتعاون بين الكنائس كافة.
وما يميز الكنيسة المزار الخارجى للعذراء مريم؛ حيث يؤمه المؤمنون طلبا للصلاة والخشوع ويرعى الكنيسة ثلاثة كهنة يؤدون واجباتهم الكنسية بإخلاص وتفان.
ويوجد قاعة تحت الكنيسة مخصصة للاحتفالات واللقاءات والصلوات، ما يجعل الكنيسة تعيش كخلية نحل تتسابق كل نحلة من هذه الخلية على إرساء دعائم الإيمان المسيحي.
وعلى خط مواز، تعمل راعية مار أنطونيوس البادوانى على احتضان الأطفال وتحثهم على التعليم المسيحى باللغات العربية والإنجليزية والهندية، وتقيم لهم النشاطات التثقيفية والاجتماعية المتنوعة.

القدس المحتلة
تصميم فريد لقبر البتول بسفح جبل الزيتون
كنيسة «قبر السيدة العذراء مريم» من الكنائس فى مدينة القدس الفلسطينية المحتلة، حيث يوجد قبرها فى كنيسة تحمل اسمها عند السفح الغربى لجبل الزيتون قريبا من كنيسة الجسمانية. ويعود أصل الكنيسة إلى نهاية القرن السابع، لكن يبدو انها دمرت أثناء الغزو الفارسي، وأعيد بناؤها فيما بعد، وتبعد كنيسة قبر مريم بضعة أمتار من كنيسة الجسمانية، ويستلزم الخروج من الكنيسة والسير بضع خطوات، ثم نزول مجموعة أولى من الدرجات توصل إلى ساحة فضاء تتقدم مدخل الكنيسة.
والبناء الحالى ينسب إلى 1130 عهد الفرنجة، وتتميز بتخطيط منفرد يعكس محدودية الموقع وطوبوغرافيته، حيث تقوم الكنيسة فى منحدر واد قدرون، ما أدى إلى جسر الانحدار ببناء مجموعة عريضة من الدرجات، توصل إلى قاعة الكنيسة المستطيلة التخطيط، حيث ينتهى كل طرف بحنية.

لبنان
«أم النور» تزين دير سيدة النورية وتمثال العذراء بـ«حريصا»
بين الجبل والبحر، وعلى بعد أمتار من المرتفعات الساحرة، يمتد دير سيدة النورية، أحد أقدم وأعرق الأديرة فى شمال لبنان، ويعتبر من أهم الأماكن السياحية فى شمال لبنان، حيث تم إنشائه فى القرن السابع عشر، على يد المتوحد عبد المسيح الأنفى من أنفة بجبل لبنان.
وكان قد روى متروبوليت حلب «ميكاس» فى العام 554 ميلادية: «أن الدير صغير الحجم والمتوحدون يقطنون فى صوامعهم وكهوفهم»، وتم تصميمه وفق الفنون المعمارية البازيلكية، وشكل مزارا كبيرا لحجيج الطائفة المسيحية الأرثوذكسية، ومكانا لتقديم النذور والقرابين، كما أصبح فضلا عن كونه مزارا دينيا للطوائف المسيحية حول العالم، مزارا سياحيا كبيرا يجذب الآلاف سنويًا.
ويمتاز الدير بقربه من المعالم التاريخية والطبيعية البارزة، مثل: محمية آرز التنورين، ومغارة قاديشا، وبحيرة شوان، ومتحف جبران خليل جبران، وغيرها الكثير من الأماكن السياحية المميزة فى شمال لبنان.
أما خارج الدير، فهى منطقة ساحرة تحيط بها المرتفعات والأودية ذات أشجار الأرز والسنديان والصنوبر، حيث يمكن من هناك مشاهد الدير وهو يتربع على قمة صخرية.
تمثال العذراء فى «حريصا» 
تتميز منطقة «حريصا» المطلة على خليج «جونية»، فى لبنان بطابعها الدينى فهى التى تضم مزار «سيدة لبنان»، ويتكون هذا المزار من تمثال ضخم للسيدة مريم العذراء، ويستقبل سنويًا العديد من المؤمنين والسواح العرب والأجانب الذين يقصدون «السيدة» أو للتعرف على هذه البقعة اللبنانية المقدسة.
ويوجد هذا التمثال أعلى كنيسة، ويتواجد فى محيطه تمثال صغير ومكان لإشعال الشموع، وجدير بالذكر أن مزار «سيدة لبنان» لا يمكن الوصول إليه إلا عبر ركوب تلفريك «جونية»، والذى يتيح خلال هذه الرحلة القصيرة التعرف على الأحراج الطبيعية التى تتميز بها هذه المنطقة. 

الأردن
مزار سيدة «الحبل بلا دنس»
مزار سيدة لورد فى الأردن، وهو شبه أصل عن مزار سيدة لورد العجائبية فى فرنسا، ونال «بركة خاصة» من كنيسة فرنسا.
وكان الأب رفعت بدر، كاهن الرعية مدير المركز الكاثوليكى للدراسات والإعلام فى الأردن، قد أعلن فى شهر إبريل 2015، إطلاق مزار مريم العذراء سيدة اللورد كمكان للحج المسيحى والكائن بكنيسة اللاتين فى لواء ناعور جنوب العاصمة عمان، ويعد المكان فريدا من نوعه فى كل الأردن.

بلجيكا
مزار بانو العالمي.. 8 «ظهورات» للعذراء
اختارت العذراء مريم، مدينة بانو البلجيكية، لتظهر على طفلة تبلغ من العمر 11 عامًا، وتدعى مارييت بيكو، التى كانت الابنة الكبرى فى عائلة فقيرة ومتواضعة، ومكونة من سبعة أطفال يقطنون فى منزل يقع على بعد ميل من كنيسة مبنية فى منطقة مستنقعات، فظهرت العذراء على مارييت لثمانى مرات متتالية.
ففى ليلة مثلجة خرجت الطفلة بيكو مساءً، وكانت تصلى مسبحتها الوردية، ولم تصل إلى تلاوة نهاية الوردية الثانية حتى شاهدها الناس تقف ومن ثمّ تركع فى المكان القريب من الجدول الموجود، وغطّست يديها بالماء، وقامت برسم إشارة الصليب فكانت العذراء مريم التى ظهرت لها تقول: «جئت لتخفيف المعاناة، سأراك عمّا قريب».. ثمّ اختفت.
وبعدها توالت الظهورات المتشابهة لثمانى مرات. ويُعدّ مزار بانو التى سميت فيه العذراء «عذراء الفقراء»، وبعد أن تمّ تأكيد هذه الظهورات من قِبَلِ الفاتيكان عام 1949، ها هو يشكّل مزارًا عالميًا يقصده الحجاج والزوار من جميع أنحاء العالم، وذلك لتكريم الأم العذراء مريم، وقد زار البابا القديس يوحنا بولس الثانى هذا المكان فى زيارته الأولى لبلجيكا تاركًا سبحته الوردية فى الكنيسة للتبرك منها.

فرنسا
ملايين الحجاج سنويًا يغتسلون بمياه «لورد»

فى جنوب فرنسا، تقع قرية «لورد» التى أصبحت مزارًا يحج إليه سنويًا ملايين المؤمنين والمرضى والمسنين، ليغتسلوا فى مياهه العجائبية، وفى عام 1858 ظهرت مريم العذراء لفتاة فى ربيعها الرابع عشر، اسمها «برناديت»، وطلبت منها أن تحضر إليها على مدار خمسة عشر يومًا.
وحينها كانت العذراء ترتدى ثوبًا أبيض، وعلى رأسها «منديل» أبيض، غطى كتفيها حتى قدميها، وعلى وسطها زنار أزرق، وفى يديها مسبحة بيضاء.
وعندما سألت برناديت لمريم: من أنتِ أيتها السيدة؟ أجابتها العذراء: «أنا المحبول بها بلا دنس».

اليونان
«العذراء» تروض ثعابين «ماركو بولو»

فى قرية ماركو بولو اليونانية، التى تبعد مسافة ٢٥ كيلومترا فقط عن مدينة أرجوستولي، عاصمة جزيرة كيفالونيا، تحدث الظاهرة نفسها سنويا خلال الفترة بين 6 و15 أغسطس، وهى الأيام السابقة لعيد رقاد العذراء، وبعد انتهاء الاحتفالات تنتهى الظاهرة تماما لمدة عام كامل.
الظاهرة تنقلها قنوات التليفزيون اليونانى على الهواء مباشرة فى كل عام، وفيها تظهر أفاع غير سامة ومختلفة الأحجام بأعداد كبيرة داخل كنيسة السيدة العذراء، وتتحرك بين المصلين دون أن تؤذى من يحملها أو يداعبها أو يلتقط صورا معها.
وتقف الأفاعى أمام أيقونة العذراء، فيما يتوافد على الكنيسة آلاف الأشخاص لمشاهدة الظاهرة الفريدة، وهناك يتداول الجميع قصص خاصة بالثعابين.

ترنيمة: «يا مريم البكر»
ترنيم: فيروز
يا مريم البكر فقتى وكل نجم بأفلاك 
الشمس والقمرا السماء سرى
يا نجمة الصبح شعى ونورى عقلنا
فى كنائسنا والسمع والبصرا
يا أم يسوع يا أمى لا تهملينى متى
أملى منى الخطا صدرا
أنت ملاذى وعونى نفسى وجبرا لقلبي
كلما ضعفت كلما إنكسرا

قالوا عن «أم النور»
البابا شنودة الثالث: «الصامتة المتأملة» منبع الحنان والأمومة

«إن العذراء الصامتة المتأملة، درس لنا، وكان من تدبير الله أن تتيتم وأن تعيش فى الهيكل»، هكذا قال البابا الراحل شنودة الثالث، فى أحد كتبه عن السيدة العذراء مريم، الشفيعة الأم التى أحبها كثيرا، واعتبرها أمه الوحيدة خلال فترة حياته فى العالم، فمنذ أن فتح عينيه على العالم ووجد نفسه يتيما، أصبحت «العذراء» له منبع الحنان والأمومة، بحسب ما قاله عنها.
وأضاف فى حديثه عن السيدة العذراء فى الهيكل تعلمت حياة الوحدة والصمت، وأن تنشغل بالصلاة والتأمل، وإذ فقدت محبة وحنان والديها، انشغلت بمحبة الله وحده، وهكذا عكفت على الصلاة والتسبحة وقراءة الكتاب المقدس، وحفظ الكثير من آياته، وحفظ المزامير، وصار الصمت من مميزات روحياتها.
وتابع: «وعلى الرغم من أن «العذراء» فى أحداث الميلاد رأت أشياء عجيبة ربما تفوق سنها كفتاة صغيرة، وما أحاط بها من معجزات، ومن أقوال الملائكة والرعاة والمجوس، فلم تتحدث مفتخرة بأمجاد الميلاد، بل «كانت تحفظ جميع هذا الكلام متفكرة به فى قلبها».
وتحدث البابا شنودة فى إحدى عظاته عن ظهور العذراء مريم، والحمام الأبيض الذى يشغل فكر الكثيرين، قائلًا: «إنه من الممكن أن تأتينا زيارة من العالم الآخر وتكون نورًا، لذلك تظهر العذراء ككتلة نور لها ملامح، كما أن الحمام الذى يظهر يكون حمامًا نورانيًا وليس حمامًا عاديًا».
وأوضح أن ظهور العذراء هو رسالة سماوية، ولم يرها المسيحيون فقط، بل أول من رآها فى الزيتون هم المسلمون.