الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

زي النهاردة .. الولايات المتحدة تلقي القنبلة النووية على نجازاكي

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى مثل هذا اليوم 9 أغسطس 1945، القت الولايات المتحدة الأمريكية، قنبلة نووية على مدينة نجازاكي اليابانية إبان الحربي العالمية الثانية.
وكانت "نجازاكي" واحدة من أكبر الموانيء البحرية التي تقع جنوب اليابان بسبب نشاطها الصناعي، حيث كانت تنتج الذخائر، والسفن، والمعدات العسكرية، والمواد الحربية الأخرى، و أسفرت تلك القنبلة عن مقتل وإصابة و إعاقة أكثر من 250 ألف ياباني، بينهم نحو 9 آلاف عسكري. 
جاء ذلك بعد ثلاثة أيام من قصف مدينة هيروشيما بقنبلة نووية أيضاً بعد رفض اليابان إستسلامها بالحرب ، ولكن بعد 6 أيام من تفجير القنبلة أعلنت اليابان استسلامها لقوات الحلفاء، حيث وقعت وثيقة الاستسلام في الثاني من شهر سبتمبر، مما أنهي الحرب في المحيط الهادئ رسمياً، ومن ثم نهاية الحرب العالمية الثانية.
و قامت الطائرة الأمريكية "بي 29"، بإلقاء تلك القنبلة الذرية من على ارتفاع 500 متر، وبقوة بلغت 22 ألف طن من المتفجرات، وبمدى تفجير وصل حتى المرتفعات المحيطة بالمدينة، حيث أسفرت في اللحظات الأولى عن مقتل 70 ألف شخص، وتدمير حوالي نصف المدينة.
واستهدفت الولايات المتحدة مدينة هيروشيما أولا بالقنبلة الذرية، يوم 6 أغسطس عام 1945، ما أسفر عن مقتل نحو 140 ألفا من اليابانيين، لكنها لم تكن كافية لإقناع اليابان بالاستسلام، وكان الجنرال الأمريكي، ليسلي ريتشارد جروفيس، صاحب فكرة إنهاء الحرب بواسطة القنبلة الذرية، قد أعطى أوامره بتجهيز القنبلة الذرية الثالثة، لشن هجوم جديد بتاريخ 17 أو 18 من نفس الشهر، في حال لم تستلم اليابان بعد الهجوم بالقنبلة الثانية على ناجازاكي.
وإثر اختلاف وجهات النظر في مجلس الحرب الياباني، تأخر صدور قرار الاستسلام، إلا أن الإمبراطور هيروهيتو، وافق في النهاية على التفاوض مع المجلس، بعد تعرضه لضغوطات كبيرة، وفي هذا الإطار طالبت كل من بريطانيا والولايات المتحدة والصين، بموجب اتفاقية بوتسدام، اليابان، بالاستسلام دون شروط؛ إثر تعرض مدينة ناغازاكي أيضا لهجوم ذري بعد مدينة هيروشيما.
وأكد هيروهيتو في رسالة بتاريخ 15 من أغسطس، أن استمرار الحرب سيؤدي إلى القضاء على الشعب الياباني، معلنا اتخاذه قرار الاستسلام دون أية شروط، وأسفر إلقاء واشنطن القنبلة على ناجازاكي عن إنهاء الحرب الجارية في جبهة المحيط الهادئ بشكل رسمي.
وأعلنت الولايات المتحدة، أن استهدافها لكل من هيروشيما وناجازاكي، جاء لكون الأولى غنية بالقواعد العسكرية، والثانية غنية بمعامل الصناعات الثقيلة. 
وخلال السنوات اللاحقة لإلقاء القنبلة الذرية على ناجازاكي، شهدت المناطق المجاورة الواقعة خارج إطار الفعالية المدمرة للقنبلة ازديادا كبيرا في معدلات الإصابة بسرطان الدم، حيث أظهرت الدراسات أن معدل الإصابة بالمرض ارتفع بمعدل 50%، كما شهدت المدينة زيادة في معدلات الإصابة بسرطانات الغدد، والرئة، والثدي، حيث أظهرت نتائج تشريح جثث السيدات، أن نسب وفاتهن إثر سرطان الغدة الدرقية أكبر من نسب إصابة الرجال بالمرض.
وازدادت معدلات إصابة النساء بسرطان الثدي كذلك، حيث سجلت نسبة إصابة الإناث بالمرض ممن تعرضن للإشعاعات، زيادة بمعدل 3 أضعاف؛ مقارنة مع النساء اللواتي لم يتعرضن للإشعاعات، وارتفعت كذلك نسبة إصابة الأشخاص بمرض "الساد" (الماء البيضاء في العين)، خلال السنوات الثلاث التالية لإلقاء القنبلة، بشكل يتناسب مع بعد المسافة عن مدى فعالية القنبلة.
وبلغ عدد الذين تم تشخيص إصابتهم بمرض "الساد"، 116 مريضا من أصل 435 مصابا بآثار القنبلة، في مستشفى الصليب الأحمر، ووفقا لدراسة في مدينة ناجازاكي بعد الانفجار، سجلت زيادة في أعداد الوفيات ضمن صفوف المواليد الجدد والرضع، إلى جانب تسجيل اضطرابات عقلية وصغر حجم الرأس لدى كل طفل واحد من أصل 4 مواليد جدد، وأسفرت درجات الحرارة المرتفعة الناجمة عن الأشعة إثر انفجار القنبلة، عن حروق لدى البشر والشجر والحيوانات والأبنية.