الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

سوريا تتحدى الحرب بذبح الأضاحي وقراءة الفاتحة على أرواح "المنقوصين"

الأعياد فى سوريا
الأعياد فى سوريا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على الرغم من أجواء الحرب التي تسيطر على الشقيقة سوريا منذ سنوات، والتي أدت بالضرورة إلى تناقص فرحة العيد، إلا أن السوريين لا يزالون متمسكون بالعادات والتقاليد والفرائض الدينية المرتبطة بالعيد كصلاة العيد والأضاحي.
وتتميز الأعياد فى سوريا على وجه العموم بالأجواء الخاصة، ولكل عائلة تقاليد اعتادت ممارستها فى كل عيد، وعلى الرغم من ظروف الحرب فى سوريا، والتى أدت إلى تشتّت الكثير من الأسر السورية، إلّا أنّ بعضها ما زال يحتفظ بعاداته وتقاليده.
ويبدأ العيد فى سوريا فى وقت مبكر من النهار، حيث يخرج المصلون وخاصة أهالى دمشق لأداء صلاة العيد فى المسجد الأموي، ويُصلى أهالى المناطق السورية الأخرى فى المساجد الأخرى.
وبعدها يتوجهون إلى المقابر لزيارة موتاهم وقراءة الفاتحة على أرواحهم، والجديد في عادات العيد – بعد الحرب - أن أحد أفراد العائلة يتوفى ولا يمر عليهم عيد وهؤلاء يسمون "المنقوصين" وهذه المواساة تغنيهم عن الذهاب للبيوت للمواساة، وبعد مغادرة المقبرة يقوم أحد أفراد العائلة بتجهيز وجبة إفطار لجميع أقاربه، وغالبًا ما تكون من الفطاير الكبيرة المصنوعة من الكشك واللحمة والسبانخ ومغطسة بالسمن العربي وزيت الزيتون، وثم يتفرغون لزيارة الأقارب من أخوات وعمات وخالات لتقديم الواجب تجاههن، والعودة إلى منازلهم لاستقبال المهنئين وتقديم القهوة المرة لهم والحلويات والتي كانت تصنع في البيوت مثل خبز القالب والمسافن واللزاقيات والرز بالحليب.‏
بينما يتوجه أطفال سوريا فى العيد لزيارة أقاربهم، وأخذ العيدية «الخرجية» التى تُقدّم لهم فى أول يوم من أيام العيد، فعلى الرغم من تطورات العصر، إلا أن العيدية لا تزال مبلغ هم الأطفال فى سوريا، ولاسيما فى الأحياء الشعبية، إذ يقوم الآباء والأمهات والأشقاء الأكبر والأعمام والأخوال فى تقديم مبلغ من المال للطفل كعيدية ينفقها على شراء الحلوى والألعاب واستئجار الدراجات الهوائية، وركوب الحنطور الذى يجره الحصان، وارتياد الحدائق العامة التى خصصت مساحات منها لألعاب الأطفال، كما يقضون العيد فى اللعب، حيث تُفتح الحدائق العامة، وتُنصب المراجيح والألعاب الأخرى، ويذهب الأطفال من أجل اللعب فيها، أو اللعب أمام المنازل.
كما يقوم الصبية بجولة في حارات البلدة حاملين معهم أجراسًا خاصة يقرعونها وينشدون أغاني العيد وأخذ العيدية والحلويات، بينما يقوم الكثير من الأهالي بذبح الأضاحي وتوزيعها ثلاثة أقسام للأقارب - والغرباء- وأهل الدار.‏ 
ويقوم المواطنون في المناطق الساحلية بطهي الأضاحي مع البرغل "القمح" وتغطى بأغصان الريحان ثم تقسم على شكل وجبات، "البرغل وفوقه اللحم"، لتوزع بعدها على الفقراء والمحتاجين في منازلهم.
ويفضل أغلب المواطنين البقاء في منازلهم احترامًا للشهداء والجرحى وتقديرًا لأفراد الجيش العربي السوري، الذي يتصدى للإرهابيين في جميع المناطق.
كما يلاحظ ارتفاع أسعار الأضاحي بنسبة 50% مقارنة بالعام الماضي، حيث يتراوح سعر الخروف حسب وزنه من 150 دولارًا إلى 200 دولار، ما يشكل عبئًا إضافيًا على المواطن يمنعه من تقديم الأضاحي وبخاصة أصحاب الدخل المحدود.
تشتهر أطباق التسقية وفتة اللحمة على الفطور، والشاكرية على الغداء، وهي طبق مكون من قطع اللحم المطهوة باللبن والنشاء، والتي تقدم إلى جانب الأرز، أما أشهر حلويات العيد في منطقة بلاد الشام فهي معمول التمر والفستق والجوز، والبقلاوة، والكنافة.