الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة ستار

"المهن الموسيقية".. صراع تاريخي على منصب النقيب

الفنان محمد عبد الوهاب
الفنان محمد عبد الوهاب و أم كلثوم
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الصراع احتدم بين «كوكب الشرق» و«موسيقار الأجيال».. ومحاولات مصطفى أمين لم تفلح فى الصلح بينهما
«عبدالناصر» قرر حلها مع باقى النقابات.. و«الوسيمى» آخر من تولاها من الموسيقيين
الصراعات حول منصب النقيب.. شعار رفعته نقابة المهن الموسيقية منذ نشاتها منتصف القرن الماضي، فالنقابة تعد الأقدم بين النقابات الفنية، ويعود إنشاؤها إلى عام ١٩٤٢، حينما فكرت سيدة الغناء العربى أم كلثوم فى جمع الموسيقيين تحت مظلة واحدة بتكوين نقابة لهم يجتمعون فيها، لبحث مشاكلهم وتطوير العمل.

وطلبت كوكب الشرق حينها من أعضاء فرقتها الموسيقية بقيادة عازف القانون الأول محمد عبده صالح، جمع كل الموسيقيين فى مكان واحد وكان ذلك فى ١١ نوفمبر، أملًا منها فى حل مشاكل الموسيقيين وانتهى هذا الاجتماع بتشكيل مجلس إدارة نقابة المهن الموسيقية من أم كلثوم إبراهيم وفتحية أحمد وحياة محمد ورياض السنباطى وزكريا أحمد ومحمد القصبجى وصالح عبدالحى وفريد الأطرش وعزيز عثمان وإبراهيم حجاج ومحمد عبده صالج وأحمد الحفناوي، وأن يكون كل من عبدالحليم على والسيد الحملاوى مراقبين ماليين لحسابات النقابة، وفى اليوم نفسه تم فيه انتخاب هذا المجلس.

ولكن لم يأت هذا التشكيل على هوى بعض الموسيقيين فى ذلك الحين، حيث بدأ موسيقار الأجيال محمدعبدالوهاب محاربة هذا التشكيل، وتحولت تلك الحرب من السرية إلى العلنية، لأنه كان يرى نفسه الأحق بمنصب النقيب، وأعلنت أم كلثوم تحديها لعبدالوهاب فى انتخابات الموسيقين، حتى لجأ الاثنان إلى الكاتب الصحفى مصطفى أمين الذى اقترح أن توزع المهام، وهى أن تمنح أم كلثوم لقب النقيب الشرفى بينما يتولى عبدالوهاب منصب النقيب الفعلى، إلا أنها رفضت لرغبتها فى تولى منصب النقيب لخدمة النقابة، ورفض عبدالوهاب بشدة ثم عاد مصطفى أمين واقترح أن تتولى أم كلثوم أمانة الصندوق بينما يتولى عبدالوهاب سكرتارية النقابة ولكن اقتراحه لم يأت على هوى أم كلثوم فرفضته.
وفى نهاية الصراع فازت أم كلثوم فى النهاية بالمنصب واحتفظت به عدة دورات متتالية، رغم أن النقابة فى بداية عهدها لم تكن مستقلة، بل كانت نقابة عمالية تتبع وزارة الشئون الاجتماعية، حتى حارب عبدالوهاب مرة أخرى عام ١٩٥٥ مثلما حارب فى إنشائها عام ١٩٤٢ ليحولها إلى نقابة مستقلة لكن هذه المرة نجح فى الاحتفاظ بمقعد النقيب، ثم استقال بعد أقل من سنة وتولى المنصب من بعده الملحن عبدالحميد عبدالرحمن حتى عام ١٩٥٨ الذى أصدر فيه الرئيس الراحل جمال عبدالناصر قرارا بحل جميع النقابات وإعادة تشكيلها من جديد، إلا أن نقابة الموسيقيين لم تعد ضمن العائدين وظلت مجمدة عشرين عامًا.

وعادت نقابة الموسيقيين للحياة مرة أخرى عام ١٩٧٨ وتولى منصب النقيب الموسيقار أحمد فؤاد حسن ثم صلاح عرام وحلمى أمين وحسن أبوالسعود ثم منير الوسيمى وكان آخر الموسيقيين الذين تولوا المنصب لتنتقل من الوسيمى إلى إيمان البحر درويش ثم تولى شئون النقابة مؤقتا الدكتور رضا رجب لتعود مرة أخرى للموسيقيين، وبعد ذلك ذهبت للفنان مصطفى كامل ثم أخيرًا الفنان هانى شاكر، وفى الوقت الحالى يستعد الثنائى «هانى ومصطفى» لخوض تجربة الانتخابات مرة أخرى.