الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

ثورة 23 يوليو.. ذكرى ثورة نقلت الفلاحين من نظام السخرة والاستبداد إلى "الإصلاح الزراعي".. ومزارعو أسوان: "الله يرحمك يا عبد الناصر"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حررت ثورة 23 يوليو، المزارعين البسطاء من نظام السخرة والاستبداد الذي كان ينتهجه الإقطاعيون، بسن عدد من قوانين الإصلاح الزراعي، حققت العدالة الاجتماعية التي كانوا يحلمون بها، فمكنتهم الثورة من امتلاك الأراضي.



والتقت "البوابة نيوز" عددًا من أبناء المزارعين بمحافظة أسوان، والذين استفاد آباؤهم من قوانين الإصلاح الزراعي، إذ قال "أحمد محمود أبو الليل"، مزارع من قرية الفؤادية بمركز كوم إمبو، إنه والده استفاد منقوانين الإصلاح الزراعي التي صدرت عقب ثورة 23 يوليو، مشيرًا إلى أن قرية الفؤادية، هي إحدى القرى التي كانت تحت يد المالك.
وأضاف أن والده كان يعمل مزارعًا لدى يهودي، يدعى "مزراحي"، فاستفاد والده بتخصيص فدانين له بعد الثورة، حيث كان والده يعمل مزارع طوال العام وكان المقابل نسبة ضئيلة لا تتعدى الـ5% من المحصول في نهاية العام.
وأشار إلى أن من ضمن الأوامر المستبدة، ألا يسقي المزارعين المواشي من ترعتي "كاسل وعاكف" التي سميت على أسماء مهندسين أجانب، متابعًا: "بعد الثورة أنشأت 14 جمعية إصلاح زراعي بمركز كوم امبو وتقوم هذه الجمعيات علي خدمة المزارعين وتلبية كل احتياجاته من اسمدة وتقاوي بأنواعها ومشروعات لتربية الأبقار الجاموس فضلا عن تنظيم ندوات توعية للمزارعين عن الطرق الحديثة للزراعة واختيار أنواع من التقاوي مثل القمح والذرة والشامية الرفيعة".
وأكمل أن معظم المساحات من هذه الأراضي التي تم تخصيصها للمزارعين بنسبة 80% تزرع محصول قصب السكر لسد احتياجات مصنع السكر بكوم امبو.

فيما قال "ركابي طه"، مزارع، إنه عقب ثورة 23 يوليو تم تخصيص فدانين لوالده، وفدانين لعمه، حيث كانا يعملان مزارعين عند المالك "التفتيش"، لافتًا إلى أنه كان يمنع والده والمزارعين من شرب الماء، ويتم طردهم من المنازل إذا لم يمتثلوا لأوامره.
وأضاف "ركابي" أن مقابل عمل والده بعد المجهود الشاق في زراعة الأرض طوال العام، جوال قمح آخر العام، فكان ممنوع على المزارعين أن يقتربوا من الماء أو الزرع، قائلًا: "الله يرحمك يا جمال يا عبد الناصر".


من ناحيته، قال المهندس أدهم إسماعيل صدقي، مدير المكتب الفني للإصلاح الزراعي بأسوان لـ"البوابة نيوز"، إن مساحة الأراضي التي استلمها الإصلاح الزراعي عقب ثورة 23 يوليو، وتم تخصيصها للمزارعين، حوالي 15 ألف فدان على مستوى محافظة أسوان وكانت هذه الأراضي تابعة لهضبة كوم امبو.
وأضاف: "عقب ثورة 23 يوليو أنشئت 16 جمعية إصلاح زراعي 2 في مركز إدفو والرديسية بحري و14 في كوم امبو"، لافتا إلى أنه تم تخصيص الأراضي للمزارعين حوالي 9 آلاف منتفع تقريبا على مستوى المحافظة بواقع فدان أو فدانين لكل مزارع.
واستكمل المهندس "أدهم" أنه عقب ثورة 23 يوليو آلت هذه الأراضي للإصلاح الزراعي بـ5 قوانين حققت العدالة الاجتماعية للمزارعين ومكنتهم من امتلاك الأراضي التي كانوا يعملوا فيها بمقابل ضئيل جدا لا يكاد يسمن ولا يغني من جوع غير المهانة التي كانوا يتعرضون لها حيث وفرت لهم الثورة حياة كريمة.
وأوضح أن القوانين الخمسة هي قانون 178 لسنة 52 ويقضي بنزع ما فوق الـ200 فدان وقانون 127 لسنة 53 ويقضي بنزع ما فوق ال 100 فدان وقانون 15 لسنة 61 ويخضع له الأجانب ويقضي بنزع ملكيتهم عن الأراضي وأخيرا قانون 50 لسنة 69 ويقضي بتحديد ملكية 50 فدانا فقط للخاضعين ويتم مصادرة ما فوقه، مشيرا إلى أن مبنى الهيئة العامة للإصلاح الزراعي بكوم امبو كان قصرا تمتلكه شركة وادي كوم امبو والمنطقة المحيطة به، وكان يطلق عليه "التفتيش"وعقب الثورة تم مصادرة القصر وآل للهيئة.