لعب الشك الذي كان مريضًا به عباس باشا، دورا في انزواء محمد سعيد باشا عن الأسرة الحاكمة، رغم أنه كان وليا للعهد، فانصرف عن أمور الحكم إلى سراية بالإسكندرية.
وقد اغتيل عباس باشا في ١٣ يوليو من عام ١٨٥٤، يقول المؤرخ طارق الكومي في كتابه «أمراء محمد علي ودورهم في المجتمع» الذي نال عنه ماجستير التاريخ الحديث من جامعة المنوفية، إنه «بعد مقتل عباس باشا أراد بعض أنصاره من الرجعيين تولية ابنه إلهامي باشا عرش البلاد، وكان الأمير إلهامي في تلك الفترة في رحلة سياحية خارجية بأمر من والده، فأرسلوا في استدعائه على عجل، لكي يتولى أمور الحكم بدلا من الأمير محمد سعيد باشا ولي العهد».
ويتابع المؤرخ في سرد قصة تسلم محمد سعيد باشا للحكم قائلا: «وقد طلب هؤلاء الأنصار من محافظ الإسكندرية إسماعيل سليم باشا أن يظل على الثغر حتى يعود الأمير إلهامي من الخارج، ولكن المحافظ لم يشاطرهم في ذلك الأمر، وذهب إلى سعيد باشا في سراية بالقباري، وأخبره بذلك الأمر، فشكره سعيد باشا على ذلك الأمر، وقام بالذهاب إلى سراي رأس التين، وأعلن اعتلاءه العرش بحضور باقي أمراء الأسرة».
وتقول سيرته الذاتية إنه ولد في الإسكندرية عام ١٨٢٢، وانتظم في الأسطول بعد تخرجه من البحرية، وظل يترقى حتى أصبح قائدا عاما للأسطول.
وكان تولي محمد سعيد باشا في مثل هذا اليوم الرابع والعشرين من يوليو من عام ١٨٥٤ وظل يحكم مصر حتى ١٨٦٣.. وشهد عهده العديد من الإنجازات، من بينها تأسيس البنك المصري في العام الأول لحكمه، وخفض الضرائب على الفلاحين، وأسقط المتأخرات عن الفلاحين.
