الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

من ذاكرة ماسبيرو| بليغ حمدي لحن الشجن.. عاش عاشقًا ومات وحيدًا

بليغ حمدى
بليغ حمدى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت حياة بليغ حمدى مليئة بقصص مثيرة وروايات عاطفية مختلفة، فذلك الرجل الذى يحمل بين ضلوعه حب الفن عاصر نجمات الزمن الجميل، وكان مع كلهن له حكاية مختلفة، يقول «بليغ» ابن حى شبرا فى برنامج «لقاء على ضفاف النيل»، كنت أعيش علاقة فريدة كلها شغف وإثارة، وهى قصة حب وردة وبليغ، فكنت معدا للحن تخونوه عام ١٩٥٧ لعبدالحليم حافظ، بعدما كنت مجهزا هذا اللحن لكى تغنيه ليلى مراد، تلك الأغنية التى أخذتنى إلى ما لم أكن متوقعه.
وتتسبب تلك الأغنية مع الراحل العندليب فى لقائه عقب سنوات بالفنانة وردة الجزائرية، والتى جاءت إلى مصر للبحث عني، وكل هدفها الزواج مني، حبًا فى تخونوه، وهو ما قالته لى فى أول لقاء جمعنا، وسجلنا بالفعل «أحبك فوق ما تتصور»، وتقابلنا مرارا وتكرارا، وقررت على الفور الزواج منها، ولكن سرعان ما رفض أهلها كونى أعمل ملحنا، ولم ينته الأمر بل تطور كثيرا وخشية من رد فعل أهلها، كنت أقابلها دون معرفة أحد، إلى أن عرف أهلها الأمر فقرروا الابتعاد خشية على ابنتهم، ويسافرون بها إلى الجزائر أواخر ١٩٦٢، وتتزوج من ضابط جزائري.
وأضاف، سافرت بعدها إلى المعمورة؛ لكى أستجم وأقوم بتلحين أعمالى المتراكمة، وفجأة بإحدى الليالى قررت الزواج لأول مرة من آمال، وينادونها أمنية طحيمر، وكان الزواج سريعا بحضور خالتها التى كانت ترفض زواجهما وتشعر بأنها لن تدم، إلا أن الفتاة العشرينية كانت مولعة بي، وبحبى لها الذى رأته فى عيني، وبكل أسف كانت هذه الزيجة فقط من أجل نسيان وردة، وبعد شهرين انفصلنا.
وقال كنت شخصا يكثر حوله الحديث، فتمر السنوات وتعرفت على سامية جمال، وتكثر الروايات حول علاقتنا بين رغبتى فى الزواج منها وهروبى من الزواج بعد فشله، وفيما بعد تعرفت على إش إش أيضا ابنة الموسيقار محمد عبدالوهاب، وتكثر الروايات بين التقدم لطلبها ورفض والدها أو ابتعادى عنها بعدما ينعقد لسانى فى منزل والدها ومعه شقيقه مرسي، خوفًا من طلب الزواج منها من والدها، وتكثر شائعات وأخبار زواجى من فنانات مختلفات.
لم أكترث كثيرا لتلك الأمور، ولم أنقطع عن فني، فخلال تلك الفترات سافرت إلى بيروت وأوروبا ولندن بصحبة عبدالحليم وعمر الشريف، وشاركت بأغانى النكسة ١٩٦٧، وكان لى بصمتى الفنية، ربما أراد القدر أن يجمعنى بوردة، وبعد سنوات من جديد فتدعوا وردة الفنانين إلى حفل بالجزائر ومن بينهم أنا ولبلبة والإعلامى وجدى الحكيم، وعزفت أغنية «العيون السود». 
كنت أرسل لها أشواقى عبر كلمات وألحان الأغنية، «كل غنوة على الفرح كانت، على الجرح كانت وعلى الصبر كانت وعلى الحب كانت، كتبتها وقلتها كانت عشانك»، الأغنية كنت مستعدا بها لتسجيلها مع نجاة الصغيرة قبل السفر ونسيت وغنتها، وتبادلنا النظرات والابتسامات.
وأضاف، عدنا بعد ذلك وفى فترة قصيرة وجدتها تراسلنى فى عودتها إلى مصر فى السادس من أغسطس ١٩٧٢، بطفليها وداد ورياض وانتظرتها فى المطار، وقدّمت من بعدها حفل العودة وغنت أغنية العيون السود، وتمر الشهور حتى تزوجنا.
وانفصلنا بعد كل قصة الحب التى تحدث عنها العالم العربى كله، لأننا فشلنا فى استقرار علاقتنا الزوجية، نظرا لانشغالى الدائم، وهذا ما أزعجها، لدرجة أن أجهضت حملها مرتين بسبب سوء حالتها النفسية، وتركت المنزل وفشلت كل محاولات الوساطة فى مصالحتنا، حتى إنها لم تكن ترد على مكالماتي.
زرت بلاد العالم مطوفا بألحاني، وتدريجيًا بدأت الحفلات تقل رويدا وفى ١٩٨٢ بدأت أعرض ألحانى لأم كلثوم وحدث تداخل بين المقاطع وغنيت أهو دا اللى مش ممكن أبدًا، وفى ذلك الوقت لحنت لكل من يطرق بابي، فأصبحت لا أرى إلا فنى فقط، حتى لا أشعر بالوحدة القاتلة.